الطب > طب الأسنان

الرهاب السني (الجزء الأول)

القلق السني: مصطلح يصف الخوف والقلق والتوتر في الأوساط السنية، ويعد أحد أكثر أسباب القلق شيوعًا، وحين يصبح هذا القلق شديدًا بحيث يُسبِّب خوفًا غير منطقي ويترافق بالرفض الكامل لزيارة طبيب الأسنان مؤديًا إلى مشكلات صحية لصاحبه؛ يصنف رهابًا سنيًّا.

وجدت دراسة هولندية عند تقييم انتشار 11 نوعًا من أنواع الرهاب بأن الرهاب السني هو الأكثر شيوعًا، ليسبق بذلك كُلًّا من رهاب المرتفعات والعناكب. ووجدت دراسة أخرى أجريت في أستراليا بأن 16.1% من الأفراد يعانون درجةً عاليةً من القلق السني؛ إذ ينتشر أكثر عند الإناث مقارنة بالرجال في مختلف الأعمار. وعند من تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، وعند الأشخاص ذوي الحالة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية مقارنة بغيرهم.

كيف من الممكن أن يُؤثِّر القلق أو الرهاب السني في صحتك الفموية؟

قد تؤدي ممانعة زيارة طبيب الأسنان بسبب الخوف إلى الحاجة في النهاية إلى معالجة إسعافية أو تعقيد خطة المعالجة، وبهذا ستزيد تلك الإجراءات من المشكلة الجوهرية (القلق السني)، وهذا ما يُعرف بحلقة القلق السني المفرغة، فمن الضروري إذًا التخلص منه ومعالجته جيدًا.

ما أسباب الرهاب السني؟

يوجد العديد من العوامل المسببة له؛ منها: التجارب السابقة، ووسائل الإعلام، والوراثة، والشخصية، ومستوى الذكاء.

قد ينتج هذا القلق عن تجربة سلبية للفرد نفسه أو أحد معارفه عند زيارة طبيب الأسنان في الماضي، خاصة في فترة الطفولة. وتؤدي صفات الفرد الشخصية دورًا كبيرًا في ذلك أيضًا، فتجعله عرضة للقلق أكثر، فالشخص الذي يتَّسم بالشخصية العصابية (Neurotic) على سبيل المثال معرضٌ للتجارب السلبية أكثر. فالخوف يكون ناتجًا عن واحد من الأسباب السابقة أو جميعها أو من الممكن أن ينتج عن التفاعل بين سببين أو أكثر مما سبق. ولكثرة هذه الأسباب واختلاف تأثيرها؛ ختم محررو إحدى الدراسات بتصريح: "من المستحيل أن نخلص من دراستنا فيما إذا كانت التجارب حقًّا مؤلمة جدًا، أو أن الأفراد كانوا حساسين للغاية لتلك التجارب".

ما علامات الرهاب السني؟

تقسم علامات الرهاب السني إلى علامات فيزيولوجية نفسية وعلامات سلوكية عاطفية، ومن العلامات الفيزيولوجية تشنُّج العضلات، ورجفان اليدين، والقلق والهياج، وتنظيف الحلق باستمرار، والتبول المستمر، والتنفس السريع العميق، وتعرق راحة اليد أو الجبهة، أو إمساك الأشياء بإحكام شديد. في حين تتضمن العلامات السلوكية العاطفية فرط النشاط، والمشي أو التحدث بسرعة زائدة، والذعر والارتباك والتلعثم، واحمرار الوجه، وتجنُّب الناس، وضعف الذاكرة، والجلوس على حافة الكرسي أوالانحناء إلى الأمام، وغيرها.

سنتحدث في الجزء القادم عن بعض الطرائق العلمية الفعالة التي من شأنها أن تساعدك على التخفيف أو  التخلص من مشكلة الرهاب السني، فتابعنا..

المصادر:

1- هنا

2-Appukuttan, D. (2016). Strategies to manage patients with dental anxiety and dental phobia. Clinical Cosmetic and Investigational Dentistry, 8, 35-50.

3-  Beaton L, et al. (2013). Why Are People Afraid of the Dentist? Observations and Explanation. Med Princ Pract, 23: 295-301.

4- هنا

5- Carter E, et al. (2014). Pathways of fear and anxiety in dentistry. World Journal of Clinical Cases, 2(11): 642-653.