الطب > مقالات طبية

تقنية التجميد العميق Cryonics:

أكيد ما في أصعب من موت شخص عزيز، وما في أصعب من لحظة الوداع، كل واحد مننا عندو شي من هل تجربة المؤلمة! بس إذا عرفنا انو في فرصة ليعيش الشخص بعد الموت رح ننبسط و يكون النا أمل انو نرجع ونلتقي فيون. هلأ كل واحد فينا عم بيفكر و يقول: ياريت لو كان في هيك تقنية من زماااااان.

هناك فرصة للحياة، فرصة بأن تعيش مرة أخرى بعد الموت..

تقنيّة التجميد العميق Cryonics: جاءت هذه التّسمية من الكلمة اليونانيّة Kryos؛ تعني بارد جداً أو جليدي. تَعتمد هذه التقنيّة على تجميد البشر وحفظهم في درجات حرارة منخفضة على أمل إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى في المستقبل حيث سيجدون التقنيات الطبية اللازمة لعلاجهم، بل حتى إعادة شبابهم. وتُطبَّق هذه العملية على جثث الذين لم يستطيعوا أن يَبقوا على قيد الحياة بمساعدة الطب والأدويّة المعاصرة، أو أي شخص آخر يريد ذلك.

إذاً بإمكاننا أن نَخدع الموت، هكذا يتم تسويق بعض هذه التقنية من الشركات العاملة بها، وذلك بتجميد أجسادنا مباشرةً بعد توقف قلبنا عن العمل، وستُعاد إلى الحياة مرة أخرى في المستقبل؛ عند اختراع الدواء الشافي للمرض الذي توفي الشخص بسببه.

كيف تتم العمليّة؟

في البداية يجب التنويه أنّه ليس من القانوني بعد إجراء هذه العملية على غير الموتى، بسبب عدم وجود دليل حالي مُثبت بإمكانية إعادة البشر إلى الحياة بعد تجميدهم.

ولكن على المريض أن يُسجل في الشركات التي تقوم بعملية التجميد العميق وفق البرامج المعتمدة لديها، وهي برامج معقدة وذات تكلفة عالية. وعندما يُشخَّص المريض على أنه قد مات سريرياً (الموت السريري: هو المصطلح الطبي لوقف الدورة الدموية والتنفس) بدون أي حادث أو تلف للدماغ، يتم تجهيز الشخص للتجميد فوراً قبل أن تتلف خلايا الدماغ والأعضاء الأخرى.

حيث يتم وضع الجثة ضمن حمام ثلج مع أجهزة إنعاش القلب والرئتين لإبقاء الدورة الدموية مستمرة، ثم يُعطى عدة أدوية منها المخدر ومانع التجلّط وغيرها، وذلك في محاولة للحفاظ على سلامة الدماغ قدر الإمكان.

بعد ذلك يُنقَل الجسد إلى عيادة الشركة حيث يتم البدء بالعمليّة هناك، وهدفها تبريد الجسم والدماغ ضمن عدة مراحل. ولكن من المعروف أنّ ما يفوق نصف كتلة الانسان مكونة من الماء داخل وخارج الخلايا، وتجميدها سيؤدي إلى زيادة حجم الخلايا وبالتالي موتها، وهو ماليس مرغوباً في هذه العملية. فعوضاً عن ذلك يتم استبدال الماء في الجسم تدريجياً بسوائل حافظة مانعة للتجمد بحيث يبقى تركيزها داخل وخارج الخلايا ثابتاً وبالتالي تتم المحافظة على الجسم في أفضل حالة ممكنة.

ثم تبدأ عملية تبريد الجسم باستخدام الثلج وغاز النتروجين المبرد حتى يصل إلى ما يقارب 130- درجة مئوية، بعدها توضع الجثة ضمن برادات هي عبارة عن أسطوانات تخزينية تعتمد على النتروجين السائل بدرجة حرارة 196- درجة مئوية. ويترك فيها الجسد حتى يحين الوقت لإخراجه.

تختلف الشركات في خدماتها المقدمة، فيُمكن للمريض أن يختار بين حفظ الجثة كاملة أو الرأس فقط، وذلك انطلاقاً من أنّ الدماغ هو العضو الرئيسي لجسم الانسان للحفاظ على "الذات"، حيث يأمل من يفضلون هذا الخيار أن تتوفر تقنيات إعادة الشباب، أو الاستنساخ والقدرة على إعادة تشكيل بقية الجسم.

تعمل الشركة ضمن إمكانيّات العلم الحاليّة لحفظ جسم المريض ضمن أقل نسبة ضرر للأنسجة والخلايا المشكلة للدماغ والبنية العصبيّة. ويُمكن حفظ الجثث إلى الأبد دون أي تغيّر لخلايا الجسم، منتظرين تطوّر العلم وتمكنه من تجديد جميع خلايا الجسم وإعادتها إلى الحياة.

كما يُعتقد بقدرة هذه التقنية على الحفاظ على الأنواع الحيوانية المعرضة للانقراض وإعادتها للحياة لاحقاً.

ولكن من أين تأتي ثقة العلماء المتابعين لهذه التقنية بالقدرة على إعادة إحياء هذه الجثث بعد تجميدها؟

تأتي هذه الثقة من وجود تجارب سابقة لحفظ عينات حيوانية كديدان كاملة، وأعضاء حيوانية وبشرية، وأجنة بشرية، وإعادتها. حيث يزداد عدد الخلايا السليمة التي يتم إعادتها بنجاح مع الوقت. وكذلك بفضل النجاحات في تقنيات النانو والخلايا الجذعية والطابعات ثلاثية الأبعاد الحيوية.

وكقول واحدة ممن قاموا بتجميد أجسامهم بعد وفاتهم: "الخيارات هي إما أن أموت ولا يحدث شيء، أو أن أعود للحياة مجدداً حيث سيكون الوضع على الأغلب غريباً، ولكنني سأكون حية!".

ما رأيكم الآن؟ هل ستحتفظون بالأمل وتفكرون بتجميد أنفسكم أيضاً؟

مصادر المقال:

هنا

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا