الطب > مقالات طبية

دواء جديد يسهم في شفاء القرود من الإيبولا

لا يمكن القيام بالكثير للمصابين بفيروس الإيبولا في ظل عدم وجود دواء أو لقاح معتمد. ففي الوقت الحالي، تقتصر الإجراءات المعتمدة في التعامل مع المرض على الرعاية الداعمة وتجديد السوائل واتخاذ التدابير اللازمة لمنع العدوى وانتقال المرض. والجدير بالذكر أن المرض لا يظهر مباشرة وإنما بعد فترة حضانة تتراوح ما بين 3-21 يوماً، وتشبه الأعراض الأوّلية للمرض أعراضَ الإنفلونزا، لكن في المراحل المتقدمة يتميز بنزيف حاد وفشل أعضاء متعدد.

تمكنت دراسة أجريت على مجموعة من القرود مكوّنة من 17 فرداً واستخدم فيها مزيج من الأضداد وحيدة النسيلة (monoclonal antibodies) من إنقاذ 100% من القرود التي استهدفتها التجربة، حيث يحتوي هذا الدواء على مزيج من ثلاثة أجسام مضادة، وهي الجزيئات التي يمكن ربطها إلى البروتين الأجنبي.

سبقت هذه الدراسة تجربة أجريت على الفئران والخنازير الغينية شمل فيها الدواء مزيجاً من ستة أجسام مضادة، وساعدت هذه التجربة الباحثين في الحصول على أفضل ثلاثة أجسام مضادة لاختبارها على القرود. هذه النتائج تبعث الأمل في علاج الأشخاص المصابين حالياً في افريقيا وغيرها.

وقال Gary Kobinger (وهو أحد المشاركين في تصنيع الدواء) في مؤتمر صحفي عن الدراسة :" إن النجاح كان كبيراً، وأنها خطوة هامة إلى الأمام في مكافحة فيروس الإيبولا."

قام الباحثون بإعطاء الدواء كل ثلاثة أيام للقرود المصابة. حيث تلقّت بعض القرود العلاج بعد إصابتها بالمرض من يوم إلى ثلاثة أو أربعة أيام، وكذلك تلقت بعض القرود العلاج في اليوم الخامس من إصابتها بعد أن شارفت على الموت.

وفقاً للدراسة، شفي جميع القرود المشمولين بالتجربة دون بقاء أي آثار للمرض حيث أدى العلاج إلى زوال الأعراض الحادة مثل النزيف والطفح الجلدي وارتفاع أنزيمات الكبد. في حين لم يتم إعطاء الدواء لثلاثة قرود، كانوا بمثابة المجموعة الضابطة للتجربة، ففارقوا الحياة بعد ثمانية أيام من الإصابة.

يقول الباحثون أنه قد أصبح بالإمكان اتخاذ خطوات لاستخدام الدواء في علاج المصابين البشر في حال ثبت أمانه بشكل أكبر. ومن الممكن تسريع استخدامه تحت قانون "الاستخدام الرحيم" للأدوية التي لم يثبت أمانها بشكل كامل بعد عند المرضى المصابين بأمراض مميتة لا أدوية لها.

وفي جميع الأحوال، يحتاج إنتاج الدواء إلى وقت ومنشآت كبيرة كما أن الشركة المنتجة لعينات صغيرة من الدواء لا تمتلك القدرة حالياً على إنتاج كميات كبيرة منه.

بعض الجرعات من ZMapp تم تحويلها من أغراض بحثية إلى الاستخدام في علاج أربعة مصابين بفيروس الإيبولا كان من ضمنهم أمريكيان يعملان في مجال الرعاية الصحية، تعافيا ولكن لا يمكن معرفة ما إذا كان للدواء دور في شفائهما أم لا!

تم إعطاء الدواء أيضا للطبيب الليبيري وللكاهن الإسباني ولكنهما للأسف لم يتمكنا من النجاة. غير أنّ هذا لا يعني أن الدواء غير فعّال وإنما السبب يعود لأنهما قد أخذا جرعة واحدة فقط وربما بعد فوات الأوان.

ويقول Gary Kobinger أن هناك حدّاً معيّناً يدعى نقطة اللاعودة فمن غير الممكن الشفاء بعد تعطل الأجهزة الوظيفية الرئيسية في الجسم، وأيضا هناك عوامل أخرى للشفاء كالصحة العامة للمريض وعمره. أما بالنسبة للقرود في الدراسة الجديدة، قال :"الحيوانات لدينا هي في المرحلة الفتيّة من العمر، ولم يكن لديها عيوب وراثية أو أية أمراض تُذكَر. لكن القرود في الدراسة لم يحصلوا على الرعاية الداعمة، مثل السوائل، هذه الرعاية تساعد الجسم في إبقاء الأضرار الناجمة عن الفيروس تحت السيطرة."

سلالة فيروس الإيبولا المستخدمة لإصابة القرود في الدراسة ليست مطابقةً للسُّلالة المسؤولة عن انتشار المرض الحالي، ولكن عند قيام الباحثين بالمقارنة بين فيروسات السلالتين وجدوا أن المواقع الرابطة للأجسام المضادة للفيروس كانت متماثلة في كلا السلالتين. وقال Kobinger أنهم قد اختبروا أيضاً ZMapp على حيوانات مصابة بفيروسات السلالة التي تسبّبت بالتفشّي الحالي للمرض، وكانت النتائج الأولية إيجابية بالمثل.

ولأخذ العلم، فقد بدأ تفشي الإيبولا الحالي في فبراير شباط عام 2014 في غينيا، وامتد بعدها إلى ليبيريا ونيجيريا وسيراليون. وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن 3069 حالة إصابة مؤكدة و1552حالة وفاة حتى الآن.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا