الطب > علوم عصبية وطب نفسي

اضطرابات النوم وأسبابها

هل سبق لكم أصدقائي أن استيقظتم من النوم متعبين أكثر مما كنتم قبل أن تناموا؟ لا بد أن ذلك قد حصل، لكن لماذا؟! البعض قد يعزو ذلك إلى بكاء أحد الأطفال الصغار في المنزل أو لأن الجيران الظرفاء يقيمون حفلةً صاخبةً أو يشاهدون مباراةً في المونديال، لكن الأسباب قد تكون مختلفةً عن ذلك تماماً، ذلك أن الناس الذين يعانون من هذه الأسباب قد يستيقظون من نومهم في الليل ومن ثم يعودون إليه دون أن يدركوا ذلك. وهذه المشكلة ليست بالهينة، فهي ستؤدي إلى اضطرابات النوم والتي بدورها مسؤؤلةٌ عن مشاكل كحوادث السير وفشل العلاقات الأسرية وضعف المردود العلمي وما إلى ذلك...

وانطلاقاً من هنا، فلا بد لنا من معرفة بعضاّ هذه المشاكل التي تسبب اضطرابات النوم:

1- شرب الكحول مساءً:

نعم، الكحول... إذاً لماذا يشعر من يشرب بالنعس ومن ثم ينام بسهولة؟

حسناً، رغم أن الكحول تعمل كمنومٍ في البداية إلا أن استجابة الجسم لها أكثر تعقيداً من ذلك، فبعد أن ينقص مستوى الكحول في الدم يستيقظ النائم مجدداً. لذلك يقول الأطباء أنه يجب التوقف عن تناول المشروبات الكحولية قبل ثلاث ساعات على الأقل من وقت النوم.

2-الارتجاع المريئي المعدي GERD:

الارتجاع المريئي المعدي gastroesophageal reflux disorder هو عودة الطعام من المعدة إلى المري، بعد أن أصبح حامضياً (نتيجة لوجوده في المعدة)، فيشعر المريض بحرقة وألم.

يعتبر الارتجاع المريئي المعدي من الأسباب الرئيسية لاضطرابات النوم، وذلك لأنه يزيد عند الاستلقاء.

لا بد من علاج هذه الحالة إذا تم الشك فيها كونها تسبب مشاكل صحيةً أخرى إلى جانب مشاكل النوم.

3-بعض الأدوية:

بعض أدوية الربو أو الضغط قد تسبب مشاكلاً في النوم. كذلك الفيتامينات والمكملات النباتية (كالجنسينغ) التي –ولهذا السبب- يفضل تناولها صباحاً.

كذلك الأدوية المخدّرة والمنومة، رغم قدرتها على تسكين الألم وجعلك تغفو بسهولة، إلّا أن هذا النوم غالباً مايكون مضطرباً وغير مريحاً.

4-الألم:

عندما نشير إلى الألم هنا فإننا لا نتحدث عن الآلام الشديدة و الأوجاع المبرحة التي ستمنعك من النوم. بل نتحدث عن أي ألمٍ بسيطٍ كصداع الرأس أو وجع الظهر أو آلام المفاصل أو حتى الآلام التي تصيب المرأة التي توشك أن تبلغ سن اليأس (من 45 إلى 50 حيث تتوقف الدورة الشهرية)... هذه الآلام قد لا توقظك حتى، لكنها ستقلل من الفترة التي ستقضيها في مرحلة النوم العميق (إحدى مراحل النوم) و بالتالي تقلل من جودة النوم. عندما تشعر بالألم وإن كان خفيفاً، راجع الطبيب....

5-الإرهاق:

الإرهاق! هل تستغربون؟! حسناً، تصوروا أنكم وصلتم إلى منازلكم مرهقين ومتعبين بعد يوم عملٍ طويل، فرميتم بأنفسكم على الفراش معتقدين أنكم ستنامون في غضون لحظات، لكنكم وعوضاً ذلك تبدأون في التحديق في السقف، تنظرون إلى الساعة، آه، لقد أمضينا 45 دقيقة مستلقين في الفراش دون نوم....

هناك فرقٌ بين الشعور بالنعس والشعور بالتعب، فعندما ترجعون من يومٍ شاق، لا تذهبوا إلى الفراش مباشرةً بل خذوا استراحةً قصيرةً ثم اخلدوا إلى النوم...

6-انقطاع النفس النومي sleep apnea:

يعاني بعض الناس من انقطاع أنفاسهم لبضع ثوانٍ أثناء النوم، مما ينقلهم من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة النوم الخفيف، فيسبب ذلك الشعور بالنعاس بعد الاستيقاظ. المريض لن يشعر بذلك لكن شريكه (زوج/ـة) سيكتشف ذلك عن طريق سماع الشخير الذي يلحق انقطاع النفس.

هذه الحالة تنتشر أكثر بين الذكور الكبار سنّاً وتزيد في حال البدانة.

7-متلازمة تململ(حركة) الساقين :

يقوم المريض بتحريك ساقاه بشكلٍ كبير أثناء السكون سواءً في الليل أو النهار. هذه الحركة أثناء النوم لا تضر بنوم المصاب فقط بل وبنوم شريكه(زوج/ـة) أيضاً.

8- السير أثناء النوم:

كما نعرف، فإن النوم يتألف من مرحلتين:مرحلة "حركة العين الغير سريعة" وهي مرحلة النوم العميق ومرحلة "حركة العين السريعة" التي تحدث فيها الأحلام، أولئك الذين يمشون أثناء النوم، يقومون بذلك أثناء المرحلة الأولى وقد يفعلون أي شيءٍ دون أن يذكروا شيئاً بعد استيقاظهم...

كل ما ذكرناه إلى الآن لم يكن إلا غيضاً من فيض، وهنالك الكثير من الأمور الأخرى. فالحيوانات الأليفة التي تنام مع أصحابها تسبب هي الأخرى مشاكل لهم، كونها قد تستيقظ في أوقات مختلفةٍ عن تلك التي تناسبنا، فيفضل إخراجها من الغرفة أو على الأقل إبعادها عن الفراش أثناء النوم.

بعض المأكولاتِ والمشروبات أيضاً قد تسبب لنا بعض الاضطرابات كتلك التي تحتوي على المنبهات (القهوة والشاي مثلا...) لذلك يفضل الابتعاد عنها قبل النوم بـ4-6 ساعات، وبالمقابل فإن بعض الأطعمة كالحبوب مع الحليب قد تكون جيدةً (لكن قبل ساعةٍ على الأقل من الخلود إلى النوم).

التمارين الرياضية في فترة الظهيرة مفيدةٌ أيضاً (ابتعدوا عن التمارين المسائية)، ناهيكم عن الاسترخاء و الحصول على حمامٍ دافئ قبل النوم فهذا سيساعد بلا شك.

و تذكروا عندما تعانون من اضطراباتٍ في النوم، أو بمعنىً أصح عندما تشعرون بأنكم لا تنامون كما يجب (كونكم قد لا تعلمون بوجود هذه الاضطرابات) أن تراجعوا الطبيب، لأن النوم السيء -وكما ذكرنا- ليس أمراً بسيطاً يمكن التغاضي عنه بل هو أمرٌ يرتبط نجاح علاقاتنا و عملنا و دراستنا به.

بالمناسبة ، هل يعاني أيٌّ منكم أصدقائي من أحد هذه المشاكل؟! عليكم العافية......

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا