الطب > علوم عصبية وطب نفسي

القراءة الالكترونية بديل مثالي للمصابين بعسر القراءة

انتشرت مؤخراً المتصفحات الالكترونية كبديل للكتب التقليدية، وذلك بسبب العديد من العوامل التي تجعلها أكثر راحةً للمستخدمين. ولكن –وكما يقول الباحثون- هذه ليست ميزتها الوحيدة، فقد تبيّن حسب دراسة جديدة أنّ هذه المتصفحات تساعد الأشخاص الذين يعانون من "عسر القراءة"، حيث تجعل قراءتهم أسرع وأسهل وتساعدهم على الاستيعاب.

السبب الرئيسي لمعظم حالات "عسر القراءة" (والتي تشكل حوالي 5-10% من السكان) هو مايسمى بـ"نقص التركيز البصري visual attention deficit"، أي أنّ المريض يعاني من صعوبة بالتركيز على الأحرف الموجودة ضمن الكلمات، أو الكلمات الموجودة ضمن الأسطر. سببٌ آخر لعسر القراءة هو "الازدحام البصري visual crowding"، وهو عدم القدرة على تمييز الأحرف ضمن الكلمات. ولكن، وحسب هذه الدراسة، فإنّ استخدام الأسطر القصيرة والتي توفرها المتصفحات الالكترونية، قد يساعد على التخفيف من أثر هذه العوامل وتحسين جودة القراءة، وذلك بالتقليل من التشويش البصري ضمن النص.

قام الفريق باختبار سرعة القراءة والقدرة على الاستيعاب لدى 103 طلاب يعانون من عسر القراءة، وقارنوا بين النتائج عند استخدام المتصفحات الالكترونية (التي يحتوي السطر فيها على عدد أقل من الكلمات) أو عند القراءة من الورق. فلاحظوا أنّ الطلاب الذين يعانون من نقص التركيز البصري أظهروا نتائج أفضل عند استخدام المتصفحات الالكترونية، وبالعكس بالنسبة للذين يعانون من عسر القراءة لأسباب أخرى حيث أظهرت القراءة من الورق نتائج أفضل.

يقول أحد المشرفين على الدراسة أنّ ثلث المشاركين في الدراسة (على الأقل) يعانون من هذه المشاكل البصرية، والتي تحسنت بشكل ملحوظ باستخدام المتصفحات الالكترونية.

تأتي هذه الدراسة بعد دراسة سبقتها قام الباحثون خلالها بمراقبة حركة العين أثناء القراءة لدى الطلاب الذين يعانون من عسر القراءة، واستنتجوا أنّ استخدام السطور القصيرة يحسّن من كفاءة حركات العين. وفي دراسة أخرى درسوا فعالية المتصفحات الالكترونية الصغيرة وأثرها الإيجابي على السرعة وفهم النص.

هذه النتائج كلها تقترح أنّ وسيلة القراءة قد تعتبر تدخلاً علاجياً بالنسبة لبعض الحالات، وأنّ المتصفحات الالكترونية ليست مجرد آلة حديثة.

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا