الطبيعة والعلوم البيئية > علم الأرض

مخزون مائي في معطف الأرض بحجم يقارب ثلاثة أضعاف مياه المحيطات!

ادّعى باحثون أنهم اكتشفوا خزان مياه عميقاً تحت سطح الأرض يبلغ حجمه ثلاث أضعاف حجم المحيطات. قد يساعد هذا الاكتشاف في معرفة المكان الذي جاءت منه مياه البحار والمحيطات.

قيل أن المياه تتوضع داخل صخور زرقاء تدعى بالرينغوودايت ringwoodite* على عمق 700 كيلومتر تحت سطح الأرض في العباءة/المعطف (الطبقة من الأرض أسفل القشرة الأرضية والمحيطة بالمركز، تتكون من صخور حارة). قيل أيضاً أن حجم الخزان الهائل يلقي بالضوء على أصل المياه على سطح الأرض.

يعتقد بعض الجيولوجيين أن المياه وصلت إلى الأرض بوساطة المذنبات التي ضربتها. ولكن هذا الاكتشاف الجديد يدعم فكرة بديلة بأن المحيطات ارتشحت في وقت سابق تدريجياً من مناطق داخل الأرض.

يعتقد أحد علماء جامعة نورث وسترن الأمريكية أنه دليل جيد بأن مياه الأرض قد جاءت من الداخل، وأن المياه المخبأة يمكن أن تعمل كعازل للمحيطات على السطح مفسراً لماذا بقيت بنفس الحجم لملايين السنين.

استخدم فريق من العلماء عام 2000 أجهزة قياس الزلازل لدراسة موجاتها المتولدة من أكثر من 500 زلزال، ويقال بأن هذه الموجات تتحرك في كل مكان في أنحاء باطن الأرض بما في ذلك النواة و يمكن أن تشاهد هذه الموجات على السطح.

يـُعتقد بأن الفريق استطاع معرفة أي نوع من أنواع الصخور كانت تمر خلالها الأمواج من خلال قياس سرعة الأمواج بأعماق مختلفة. وأن طبقة المياه كشفت نفسها لأن الأمواج تباطأت؛ أي أنها أخذت وقتاً أطول في الصخور التي تحوي المياه من الصخور الجافة. يدعي أحد العلماء أنه قد درس مقدماً في ما قد يحدث للموجة إن وجدت الصخور التي تحوي المياه، فقام باصطناع ringwoodite في مخبره وعرض عينة منها للضغوط ودرجات حرارة هائلة مطابقة لتلك الموجودة تحت 700 كيلومتراً في الأسفل. وفقاً لبحثه فإن المؤكد بأنهم وجدوا علامات لصخور الـ ringwoodite الرطبة في المنطقة الانتقالية الموجودة في 700 كيلومتر في الأسفل والتي تقسم العباءة إلى مناطق عليا ومناطق سفلى. وبهذا العمق والضغوطات ودرجات الحرارة المرتفعة فإنه من المناسب أن تنعصر المياه وتخرج من الـ ringwoodite كما لو أنها تتعرق.

ويدعم هذا الاكتشاف دراسات قام بها أحد علماء جامعة ألبرت الكندية. حيث درس الماس في المناطق الانتقالية التي بلغت سطح الأرض من خلال البراكين والتي تضمنت الـ ringwoodite الحاملة للمياه

الأدلة المتوفرة حتى الآن تفيد بوجود صخر مائي تحت الولايات المتحدة فقط والمراد معرفته ما إذا كانت تحيط بالكوكب بأكمله.

"يجب أن نكون ممتنين لهذا الخزان العميق" –يعتقد الخبراء- فإذا لم تكن تلك الصخور هنالك لاحتجازها فستكون قمم الجبال البروزات الوحيدة الظاهرة على سطح الأرض.

(*) الرينغوودايت ringwoodite: هو الهيئة البلورية عديدة الأشكال من فلز يدعى الزبرجد الزيتوني (مؤلف من سيليكات المغنيسيوم والحديد) تتشكل تحت الضغط العالي و درجات الحرارة العالية في القشرة الأرضية بين 525 و 660 كم عمقاً.

المصدر:

هنا

هنا