الفنون البصرية > فن وتراث

شعر مستعار ضخم وملون !

إنّ أسرع طريقةٍ لتحديد الفترة الّتي يتناولها أيّ فلمٍ هي برؤية الممثّلين -من ملوكٍ ومحامين ومؤلّفين موسيقيّين وغيرهم- يلبسون شعراً مستعاراً (باروكاتٍ) ضخمةً تُزيَّن غالباً بالضّفائر والأشرطة... إلّا أنّ القضاة والمحامين في بريطانيا وأستراليا ما يزالون يواظبون على ارتداء هذه الباروكات حتّى الآن.

فمن الّذي اخترع هذه الباروكات؟ ولماذا فعل هذا؟

إنّه الملك الفرنسيّ لويس الثّالث عشر. حيث كان النّظام الملكيّ يعاني من حالةٍ وراثيّةٍ محرِجةٍ تتمثّل بصلع الرّجال، وكان الملك لويس قد سئم من سخرية ملك انكلترا منهم، فما كان منه إلّا أن ارتدى شعراً مستعاراً.

هذا ما جعل هذه الموضة غير التّقليديّة صيحةً مشهورةً في الدّيوان الملكيّ، منتشرةً في أوساطه، حاصدةً إعجاب الجميع من فئة الصّلعان وغيرهم.. وما لبثت هذه التّقاليد إلّا أن انتشرت في البلدان الأوروبّيّة الأخرى، ففرنسا كانت السّبّاقة في اتّباعها مِن بين دول القرن الـ17.

وبعدها تمّت تسمية الشّعر المستعار بالباروك أو البيروك. وبدأت المصانع بصنع الشّعر المستعار، ثمّ أصبح تقليد ارتداء البيروك جزءاً من الثّقافة، فالكلّ شرع يرتديها ليتمكّن من الاندماج في المجتمع.

وفي أواخر القرن الـ17 بدأ الرّجال بوضع مسحوق النّشاء على شعورهم المستعارة لجعلها بيضاء اللّون قدر الإمكان. وما لبث جنون الشّعر المستعار إلّا أن خمد في انكلترا بعد أن فرضت الحكومة ضرائب باهظةً على هذا المسحوق. وفي نفس الفترة حصل حادثٌ صغيرٌ في فرنسا، وبدأت الثّورة الفرنسيّة على الأرستقراطيين ورموزهم، فلم يعد من الجيّد ارتداء ما يمثّلهم من شعرٍ مستعارٍ وغيره.

وحتّى ذلك الحين تمّ اعتبار ظاهرة ارتداء الباروكة واحدةً من أكثر الظّواهر طويلة الأمد وأغرب الأزياء في تاريخ أوروبّا، وكلّ ذلك كان بسبب ملك فرنسا لويس الثّالث عشر ليضع حدّاً لسخرية ملك انكلترا…

المصدر :

www.cracked.com/article_19347_6-weird-fashions-from-history-with-weirder-explanations.html/?utm_source=facebook&utm_medium=fanpage&utm_campaign=new+article&wa_ibsrc=fanpage