الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

الالتهاب الكبدي ينتشر في سوريا...كيف تحمي نفسك؟ (2)

التهاب الكبد الڤيروسي (B)- طرق الانتقال وسُبُل الوقاية..

ما هو التهاب الكبد الڤيروسي "ب"؟

يشكّل التهاب الكبد الڤيروسي من النوع ب (Hepatitis B) مشكلةً صحيةً عالمية حيث يوجد حوالي 350 مليون إصابة حول العالم (معظمهم في البلدان النامية)، وتعتبر مضاعفاته مسؤولةً عن وفاة 780 ألف شخص سنوياً. ينتقل ڤيروس التهاب الكبد B عادةً عبر سوائل الجسم كالدم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية...

الأعراض:

معظم الناس لا تبدو عليهم أي أعراض خلال طور العدوى الحادّة acute (غير المزمنة). غير أنّ بعض الأشخاص تحدث لديهم الأعراض المميّزة للعدوى الحادّة. تدوم الأعراض لعدّة أسابيع وتشمل: اصفرار لون الجلد وبياض العينين (اليرقان) ولون البول القاتم وفقدان الشهية والتعب والضعف الشديد، إضافةً إلى الغثيان والإقياء والآلام البطنية.

وفي حالات الإصابة الشديدة يمكن أن يختبر المريض أعراضاً مثل:

- الاعتلال الدماغي الكبدي hepatic encephalopathy

- نُيمومة (نعاس) somnolence

- اضطرابات في النوم

- تخليط أو تشويش ذهني

- غيبوبة

- حَبَن (استسقاء، تجمّع السوائل في البطن) Ascites

- نزف هضمي Gastrointestinal bleeding

- اعتلال بتخثّر الدم

بعض المرضى يتعافون تماماً من المرض (يتخلّصون من الڤيروس)، والبعض الآخر تصبح لديهم الإصابة مزمنة chronic (يبقى الڤيروس في أجسامهم لمدة طويلة بعد شفائهم).

كم تبلغ نسبة الشفاء التامّ؟ ومن هم المرضى الذين تتطوّر لديهم الإصابة المزمنة؟

تعتمد احتمالية تحوّل العدوى بهذا الڤيروس من حادّة إلى مزمنة على عمر الشخص عند إصابته بالعدوى. فالأطفال الأصغر من 6 سنوات من العمر هم الأكثر عرضةً لتتطور لديهم الإصابة المزمنة ( 80-90% من الرضّع و 30-50% من الأطفال دون ال6 سنوات تتحول الإصابة لديهم إلى مزمنة)

أما بالنسبة للبالغين فإن أكثر من 90% ممن يصابون بڤيروس الالتهاب الكبدي B يتعافون منه وتتخلّص أجسامهم من الڤيروس بشكل كامل خلال 6 شهور، وتبلغ نسبة تطور العدوى إلى مزمنة أقل من 5%.

15-25% من البالغين الذين يطورون عدوى مزمنة خلالا طفولتهم، يموتون بسبب تشمّع الكبد أو سرطان الكبد الناتج عن الإصابة بالتهاب الكبد B.

تبلغ نسبة الوفيات الإجمالية بالتهاب الكبد الڤيروسي B حوالي 1% من المرضى.

مدة الحضانة وطرق انتقال العدوى:

يستطيع ڤيروس التهاب الكبد B (HBV) البقاء حياً خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل، حيث يمتلك القدرة على نقل العدوى إذا دخل إلى جسم شخص سليم غير حاصل على اللقاح المضادّ للڤيروس.

لا ينتقل الفيروس عن طريق الطعام أو الشراب الملوّث، ولا ينتقل عن طريق التعامل اليومي مع الزملاء في مكان العمل.

فترة حضانة الڤيروس B تساوي تقريباً 75 يوماً (بين 30 و 180 يوماً).

كيف ينتقل؟

ينتقل الڤيروس عبر التماسّ مع الدم ومشتقاته وسوائل الجسم المختلفة (في حال دخولها لجسم إنسان سليم)، وذلك مثلاً في حالات نقل الدم من شخص مصاب أو ممارسة الجنس معه (بدون استخدام واقي) أو عمل وشم أو ثقب الجسم أو معالجة الأسنان باستخدام أدوات غير معقّمة بشكل ملائم، كذلك قد ينتقل عبر مشاركة المحاقن (الإبر) وبالذات عند مدمني المخدرات.

هل يوجد علاج لڤيروس التهاب الكبد الڤيروسي؟

- الإصابات الحادّة Acute hepatitis B:

لا يوجد علاج نوعيّ (محدد) لالتهاب الكبد الڤيروسي B في حالة العدوى الحادّة (أي العدوى التي تحدث بعد مدة قصيرة من دخول الڤيروس للجسم)، وتهدف المعالجة حينذاك إلى المحافظة على راحة المريض ووقايته من تطور المرض والحصول على تغذية كافية متوازنة، ويشمل ذلك تعويض السوائل المفقودة بسبب الإسهال والإقياء.

- الإصابات المزمنة Chronic hepatitis B:

تعالج هذه الحالات بإعطاء الأدوية المضادّة للڤيروسات، وبحقن الإنترفيرون. وتهدف المعالجة إلى إبطاء تقدّم التشمّع الكبدي، وخفض نسبة الإصابة بسرطان للكبد، وتحسين وضع المريض على المدى البعيد. كما يجب إجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري لمتابعة تطور المرض.

سبل الوقاية من التهاب الكبد الڤيروسي B:

يعدّ اللقاح النوعي لڤيروس التهاب الكبد الڤيروسي B الطريق الرئيس للوقاية من العدوى. يؤخذ اللقاح على جرعتين أو ثلاث جرعات ويكون هذا اللقاح فعالاً بنسبة 95% في منع الإصابة ومضاعفاتها المزمنة ويستمر أثره لعشرين سنة أو قد يستمر مدى الحياة.

توصي منظّمة الصحة العالمية جميع الأطفال الرضّع بتلقي لقاح التهاب الكبد B بأسرع وقت بعد الولادة، ويفضّل خلال 24 ساعة الأولى من حياتهم، أمّا عند الأطفال الأكبر والبالغين فيشمل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة والذين ينبغي عليهم الحصول على اللقاح النوعي:

- الأشخاص الذين يحتاجون إلى نقل الدم الكامل أو مشتقاته (مكوّناته المختلفة من بلازما أو صفيحات دموية)، مرضى غسيل الكلى، المرضى الخاضعين لزراعة الأعضاء.

- السجناء

- متعاطو المخدّرات بالطريق الحقني

- الأشخاص الذين يعيشون مع المريض في المسكن نفسه، أو الشركاء الجنسيّين له.

- الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع أكثر من شريك،، إضافة إلى العاملين في الرعاية الصحية وغيرهم ممّن يتعرّضون للدم ومكوّناته في عملهم (طبعاً في حال وجود خدش أو جرح في الجلد عند تعرّضه للدم بحيث يسمح بدخول الڤيروس للجسم).

- المسافرون الذين لم يكملوا سلسلة لقاحات التهاب الكبد الڤيروسي B، حيث عليهم أن يأخذوا اللقاح قبل مغادرتهم البلاد إلى مناطق موبوءة بالڤيروس.

من أهم الفروق بين التهاب الكبد الڤيروسي من النوع A والتهاب الكبد من النوع B:

1- الطريق الرئيسي للانتقال في حالة الڤيروس A هو عبر تناول الطعام أو الشراب الملوّث ببراز شخص مصاب، في حين يكون في حالة الڤيروس B عبر الدم ومشتقاته وسوائل الجسم عموماً.

2- الڤيروس A لا يتطور إلى إصابة مزمنة، في حين تتطوّر نسبةٌ لا بأس بها من حالات العدوى بالفيروس B إلى إصابة مزمنة مع مضاعفات خطيرة أحياناً كالسرطان الكبدي وتشمّع الكبد.

3- التهاب الكبد الڤيروسي A ليس له علاج نوعي وإنما تتجه الجهود نحو معالجة الأعراض عند وجودها، ولكنّ التهاب الكبد الڤيروسي B له علاجاتٌ نوعية (مضادات ڤيروسية وحقن الإنترفيرون) في حالة الإصابة المزمنة.

4- عموماً يُعتبر الالتهاب من النوع A أقلّ خطورةً ولا يسبّب مضاعفات خطيرة أو مهدّدة للحياة، مقارنة بالالتهاب الكبدي من النوع B.

وكما درج القول "درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج"، كذلك الأمر عندما نتحدث عن التهاب الكبد الڤيروسي، فالوقاية أهم وأسهل بكثير من علاج الإصابة وما قد ينتج عنها من مضاعفات طويلة الأمد.

المصادر:

هنا

هنا

هنا