البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

تقدُّمٌ كبيرٌ ومفاجئ نحو إيجادِ لقاحٍ للإيدز!

يعتمد فيروس عوز المناعة (بنوعيه البشري والمُسمى HIV، والقردي المُسمى SIV، حيث يعود أصل فيروس عوز المناعة البشري لإحدى سلالات عوز المناعة القردي) على نوعٍ معين من الكريات البيضاء التائية تُسمى بالخلايا البيضاء المُساعدة أو (CD4 T-cells) ليتكاثر ضمنها، وهي ذاتها الكريات البيضاء الذي يطلقها الجسم كرد فعلٍ مناعي لمقاومة هذا الفيروس، لذا وعلى عكس الطريقة المعتادة لعمل اللقاحات، عَمِد العلماء لصنع لقاحٍ يكبح استجابة الجسم المناعية ضد الفيروس! فإذا لم يجد الفيروس هذه الخلايا ليتكاثر لن يحدث المرض، ولكن كيف لنا للعلماء أن يخدعوا الجسم ليوقفوا دفاعاته تجاه أحد أخطر الفيروسات؟!

في النظام المناعي للجسم، بعد أن يتم بإطلاق الخلايا التائية المُساعدة، يُطلق بعدها الخلايا التائية القامعة أو (CD8 T-cells)، وإطلاق هذه الخلايا يُنهي الاستجابة المناعية للجسم، لذا يعمل هذا اللقاح عن طريق تحفيز إنتاج الخلايا المناعية التائية القامعة مما يوقف إنتاج الخلايا التائية المساعدة وبالتالي لا يتعرف الجهاز الماعي على الفيروس ولا يتفاعل معه، مما لا يدع مجالاً للفيروس لاختراق الخلايا التائية المساعدة والتكاثر ضمنها والانتشار من خلالها في أنحاء الجسم.

وفي التجارب على القردة، قام العلماء بتركيب هذا اللقاح من جزيئات غير فعّالة من فيروس عوز المناعة القردي، إضافةً إلى كميّات من البكتيريا المفيدة والصديقة للجسم التي لا يتعرض لها الجهاز المناعي بسوء، وقد اختبر الباحثون اشكالاً متعددة من اللقاح احتوت سلالاتٍ مختلفة من الجراثيم المفيدة على 29 قرداً، أُعطيت بطرق مختلفة كمادة هلامية للمهبل وغسولٍ شرجي وشراباتٍ الفموية، وفي النتيجة أصبح 15 قرداً من الذين تناولوه فموياً يمتلكون مناعة كاملة ضد الإصابة بعوز المناعة القردي مع القدرة على إيقاف تكاثره لـ4 سنوات بعد تلقيحهم.

ورغم هذه النتائج الإيجابية تماماً، إلّا أنّ الباحثين مازالوا مندهشين بسبب بساطة وفعالية هذا الحل الكابح المناعة الذي يجمع الجزيئات الفيروسية غير الفعالة مع البكتيريا المفيدة، حيث أن إعطاء الجزيئات غير الفعالة لوحدها تحفّز استجابة الجهاز المناعي كما يفعل أي لقاح آخر، لكن مهما كانت النتيجة فإن الباحثين الآن ينظرون إن كانت نفس المقاربة ستعمل لدى الإنسان حيث أن فيروسا عوز المناعة القردي والبشري ليسا متطابقين بعد الأخذ بعين الاعتبار اللقاحات السابقة التي أظهرت نجاحاتٍ باهرة عند الحيوانات ثم فشلت فشلاً ذريعاً عند البشر.

المصادر:

هنا

هنا

هنا