علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

كيف أصبح دلوٌ من الماء مشهورا!!!

.هل خطر لك من قبل أن مئات الناس من نجوم وسياسيين و أناس عاديين قد يندفعون لسكب دلو من الماء البارد على رؤوسهم في إطار حملة التوعية ضد مرض التصلب الجانبي الضموري؟

لكن إن كان لديك بعض المعرفة أو المعلومات حول علم النفس ونظريات تغيير السلوك فإن هذه الظاهرة التي أصبحت واسعة الانتشار قد تبدو معقولة و طبيعية جدا. في الحقيقة هذه الظاهرة لا تثير الدهشة على الإطلاق حيث أن وجود عدة عناصر نفسية مجتمعة هو ما يجعل هذا التحدي ظاهرة طبيعية جدا، من بين هذه العناصر ما يلي:

جعل التحدي أمرا مسليا:

فتحدي"دلو الثلج" شيءٌ مُسلي أليس كذلك؟، مشاهدة ردود أفعال الآخرين وهم يشاركون فيه لا شك أنها تبعث على المرح والتسلية ولا ننسى أيضا أنه تحد بسيط وسهل التطبيق ،أي منا يستطيع القيام به.

وضع مهلة محددة لمن سيقوم بهذا التحدي

أن تطلب من الآخرين القيام بعمل أوسلوك محدد ومن ثم إعطائهم مهلة محددة (في هذه الحالة 24 ساعة) لإنجازه لا شك أنها طريقة فعالة ومشابهة لاستراتيجيات البيع بالتجزئة التقليدية التي تُستخدم في موسم الجمعة السوداء في أميركا أو ما يسمى black Friday وهو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة (فجميعنا يعلم مدى فعالية هذه الاستراتيجية في هكذا مناسبات).

القيام بدعوة اشخاص مُحددين علانية :

إن قيامك بذكر أشخاص بعينهم بالإضافة لترشيحهم في العلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يُرغم هؤلاء الأشخاص على التفاعل والاستجابة سريعا لمطلبك مما يحول دون التملص من المسؤولية التي غالبا ما تحصل عندما يتم توجيه نداءات عامة للقيام بعمل ما دون ذكر محدد لأشخاص مُعينين، فتسمية ثلاث أشخاص قد يضمن استمرار سير عجلة التحدي وتوسعه وانتشاره على نطاق أوسع،فالناس لا يمكن أن تتجاهل نداءا اجتماعيا وعلنيا مما يضطرهم للإذعان والرضوخ لهذا النداء وتسمية ثلاثة أشخاص قد يضمن توسع المشاركة و استمرارها حتى لو تجاهل بعض الأشخاص هذه الدعوة...

جعل قيمة مبلغ التبرع في حدود المعقول:

ففي هذه الحملة قيمة المبلغ المُقترح تُقدر ب 100 دولار و هو ليس بالمبلغ الكبير بالنسبة للغالبية ممن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي و ينعمون بخدمة انترنت دائمة ، وبالطبع قد تُعتبر كمية كبيرة من المال بالنسبة للبعض ممن يقومون عادة بدفع مبلغ مالي اقل من المبلغ المُحدد او ممن يقومون بدعم حملات معينة من خلال دفع غيرهم للمشاركة بها.

إضفاء القليل من الشعور بالذنب:

إن الشعور بالذنب وإن كان قليلا قد يُسهم كثيرا في تغيير السلوك حيث أن البعض سيشعر بانه مدفوع للمشاركة عندما يكون التحدي من أجل غاية نبيلة وكذلك عندما يرون من خلال مشاهد الفيديو الكثيرة التي تُبث عبر الانترنت أن من يحبون ويحترمون يقومون أيضا بهذا التحدي.

استخدام نماذج لأشخاص يتمتعون بالجاذبية:

مشاركة المشاهير والأصدقاء المقربين و أشخاص فاعلين في مجال ريادة الأعمال قد يلعب دورا حاسما في إنجاح أي حملة كون هؤلاء الأشخاص مثال وقدوة للكثيرين، فوجودهم ومشاركتهم قد يخدم التحدي و سيدفع الآخرين أيضا ممن يقتدون بهم للمشاركة أيضا.

تقول نظرية التعلم الاجتماعي بالملاحظة " إن فعلها (س) من الناس فسأرغب عندها بالقيام بفعلها أنا أيضا"

و هكذا فإن تحدي دلو الثلج قد استغل المبادئ النفسية ذاتها المُتبَعة في الكثير من النشاطات و الحملات التي كانت تُسوق لفكرة أو عمل خيري معين كرسالة السلسلة القديمة old chain letter approachالمعروفة للكثيرين منا في مرحلة عمرية مُعينة، إلا أن ما يُميز وسائل التواصل الاجتماعي هو ما توفره من تجربة أكثر حداثة لجعل الأشخاص ينخرطون في سلوكيات تهدف لتغييرهم وجعلهم ينخرطون في أساليب قد تغير من تصرفاتهم للأفضل.

إذا فلتسكب دلوا من الثلج والماء البارد فوق رأسك وأطلب من أصدقائك وأقاربك وزملائك القيام بذلك أيضا ، فأنت بذلك تُمضي وقتا ممتعا وتساعد في الوقت ذاته على دعم منظمة بارزة تعمل جاهدة على توفير حياة أفضل للآخرين.

فقط ليكن معلوما لديك انه تم استغلال استراتجيات ونظريات علم النفس بشكل فعال لتسليط الضوء على هذه الظاهرة و لدفع هذه الظاهرة التي أثمرت بنتائج متوقعة تماما.

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا