التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات ووقائع تاريخية

خمس عشر فكرة مغلوطة حول القرون الوسطى

هناك بعض الأفكار الخاطئة لدى الكثيرين حول القرون الوسطى ونقدّم هنا بعضاً منها والتي تنقل الشعوب في تلك المرحلة على أنهم بسطاءٌ وقُساةٌ وجَهَلة.

1- اعتقاد الناس خلال تلك الفترة أنّ الأرض مستوية:

هنالك العديد من السجلات في القرن التاسع عشر تظهر أن الاعتقاد السائد في العصور الوسطى أن الأرض مسطحة إلا أن كل علماء تلك الفترة يؤمنون بأن الارض كروية وهذا مثال على النظرة الرجعية التي يملكها العالم عن القرون الوسطى.

2- حدوث ظاهرة بريماي نوكتس (Primae Noctis) والتي تعني حرفياً "حق السيد" أي حق صاحب الأرض بسلب عذرية العاملات في ارضه. أصبح شائعاً خلال القرن التاسع عشر في فرنسا أن اللورد يملك عدة حقوق طويلة الأمد لدى فلاحيه، يضمن ذلك مشاطرته السرير مع النساء خلال ليلتهن الأولى بعد زفافهن ولكن ما من دليل على حصول هكذا أمور في القرون الوسطى.

3- ارتداء محاربي الفايكينغ خُوَذَاً بقرنين:

لم يكن محاربو الفايكينغ يرتدون هذه الخوذ لأنها بكل الأحوال لا نفع لها على أرض المعركة، إلا أنّ فناني القرن التاسع عشر الاسكندنافيين بدؤوا بإضافة تخيلاتهم الخاصة لتصوير الفايكينغ.

4- وجود آلات للتعذيب مبالغ غي أمرها:

هنالك العديد من أدوات التعذيب المرعبة ومنها ما يسمى " المرأة الحديدية" وهي عبارة عن أداة مصنوعة من الحديد تشبه التابوت ومزودة من الداخل بمسامير لتعذيب من يوضع بداخلها ( وهي موضحة على يمين الصورة ادناه). ولكن جزء ًا كبير من الأدوات المنسوبة للقرون الوسطى اختُرِعَتْ بعد قرون عديدة منها.

5- انشغال المفكرين بأمور تافهة:

يسخر بعض العلماء في أزمنة أكثر حداثة من علم اللاهوت خلال العصور الوسطى ويقولون أنهم كانوا يجادلون حول أفكار سخيفة مثل عدد الملائكة التي تحوم حول رأس الإبرة ولكن في الحقيقة لم يُدوّن أيّ من علماء القرون الوسطى أي نص عن هذا الموضوع.

6- استخدام النساء لأحزمة العفة:

يقال أنّ هذه القصة بدأت عندما أصبح اللوردات يذهبون في الحملات الصليبية، ولكي يتأكدوا من عدم خيانة زوجاتهم لهم عمدوا إلى استخدام هذه القطعة والتي تطوق خصور نسائهم بحزام له قفل. في الواقع لا وجود لهذه الأشياء آنذاك وأول ظهور لها كان خلال القرن التاسع عشر كجزء من افتتانهم بآلات التعذيب التي تعود للقرون الوسطى.

7- شُرب النبيذ والجعة تبعاً لتلوث المياه الشديد:

كان الناس يتفادون المياه الملوثة، ولكن ذلك لا يعني عدم توفُّر مصادرٍ للمياه الصالحة للشرب. بالإضافة إلى شعبية خلط الماء بالنبيذ لجعله أقل فعالية.

8- قصر نويشفانشتاين (Neuschwanstein Castle) يعود للعصور الوسطى:

وُصف هذا القصر كأحد أعظم القصور في أوروبا التي بُنيت في القرون الوسطى، إلا أنّ لودفيج الثاني، الملك البافاري، من جنوب ألمانيا هو من بدأ ببناء هذه القلعة خلال العام 1869، وهي كغيرها من قلاع أوروبا التي اتّبعت مقياس العصر الرومانسي في تصميمها، وبالتالي لا تُشبه كثيراً التصاميم السائدة في العصور الوسطى.

9- ثمار الطماطم سامة:

لم تكن تزرع الطماطم خلال تلك الفترة في أوروبا حتى، وقد بدؤوا باستيرادها من جنوب القارة الأمريكية خلال القرن السادس عشر ثم أصبحت كثيرة الاستهلاك في أغلب البلدان الأوروبية.

10- لم تزِدْ أعمارهم عن الثلاثين:

ظل سائداً ولفترة طويلة أن متوسط العمر المتوقع لشخص من القرون الوسطى هو 30 سنة تقريباً. وهذا لا يعني أن من يصل لهذا العمر يُعتبر عجوزا أو شارف على الموت. فإذا عاش شخص إلى سن الرشد، من المحتمل أن يعيش لعمر الستين أو السبعين ولا يعتبر عجوزاً إلا عندما يقارب عمره الخمسين عاماً. إنَّ متوسط الأعمار المتوقعة آنذاك كانت متدنية لارتفاع احتمالية وفاة الرُّضع أو الأطفال بوقت مبكر وذلك بسبب الأمراض المنتشرة وعدم توفُّر الأدوية لها على خلاف الوقت الحالي.

11- عدم استعمال أدوات المائدة:

لم يكن الناس يأكلون طعامهم بأيديهم، بل كانت تستخدم السكاكين والملاعق منذ بداية القرون الوسطى، أما الشوكة فقد وصلت إلى الامبراطورية البيزنطية خلال القرن السادس وإلى إيطاليا حوالي القرن الحادي عشر.

12- شعوب العصور الوسطى لم تُسافر قط:

إنّه من غير المحتمل أن يكونوا قد ولدوا وعاشوا وماتوا دون مغادرة قراهم أو مدنهم، ويوجد الكثير من السجلات والتقارير التي تُبيّن أنهم كانوا يسافرون أو حتى ينتقلون من مكان لآخر في البلاد. حتى الفلاحون كانوا يذهبون للحج وزيارة الكنائس والأديرة في بلادهم أو حتى في الخارج.

13- لم يعتنوا بنظافتهم الشخصية:

وهذا غير صحيح فقد كانوا يستحمون ويحاولون البقاء نظيفين ومن الأدوات التي كانت موجودة المشط وغيرها من أدوات الزّينة المختلفة.

14- لم تتمتع المرأة بأيّ حقوق:

هذه معلومة مغلوطة أيضاً فكان باستطاعة النساء أن ترِثْ، أن تشتري أو تبيع ملكية ما، وأن تدير الأعمال ، وتمتعت بالعديد من الحقوق القانونية (والتي سُلِبَتْ منها في أوائل الفترة الحديثة ). وفكرةُ أنهن كن مجرد عبيد عند أزواجهن خاطئة تماماً.

15- كانوا أتقياء وخاضعين للكنيسة بشكل تام:

بينما كان العديد من الناس متديّنين وعلى مستوى عالٍ ً من الإيمان والالتزام الدينيّ، إلا أن مسؤولي الكنيسة غالباً ما اشتكوا لامبالاة آخرين في اتباع الطقوس الدينية. ونجد أيضاً أن الفلاحين قد امتلكوا أفكارا خاصة حول الدين، والتي انحرفت عن تعاليم الكنيسة الرسمية بالإضافة إلى وجود الكثير من الخلافات والتناقضات بين علماء الدين آنذاك حول بعض القضايا.

المصدر: هنا