الطب > مقالات طبية

دواء يشفي القرود من فيروس شبيه بالإيبولا

الإيبولا... ذلك الفيروس القاتل الذي سمعنا عنه كثيراً في الآونة الأخيرة، والذي تؤدي الإصابة به إلى حمّى مفاجئة وألم في العضلات ووهن وصداع والتهاب حلق وإقياء وإسهال، وتتدهور وظائف الكلى والكبد بانتشار الخمج في الجسم مما قد يؤدي لنزيف داخلي وخارجي... حتى الآن لا يوجد أي علاج لفيروس الإيبولا، ومازال العلماء يحاولون اكتشاف طريقة لعلاجه.

مؤخراً، تم تطوير الدواء المسمى TKM-Marburg لعلاج الفيروس Marbug، المشابه للإيبولا بشكل كبير، حيث يسبب حمى نزفية قاتلة. الجدير بالذكر أن فيروس Marbug تفشّى في أنغولا في عامي 2004-2005 وأودى بحياة أكثر من 90% من الأشخاص الذين أصيبوا به، ولا زال المرض منتشرا في البلدان المصابة بالانتشار الحالي للإيبولا. باستطاعة هذا الدواء شفاء القرود المصابة بفيروس Marbug عند تطبيقه بعد عدة أيام من التعرض للفيروس. هذا ما أوضحته مجموعة من الباحثين في تقريرهم الصادر في مجلة Science Translation Medicine. واعتبر العلماء هذا بدايةً على طريق الوصول إلى دواء فعال لعلاج الإيبولا.

استخدم الباحثون الدواء TKM-Marburg لعلاج مرض الMarburg لدى 16 قرداً، وتم تقسيمهم إلى 4 مجموعات حسب المدة الفاصلة بين تعرض القرود للفيروس وإعطائهم الدواء (بعد 30-45 دقيقة، وبعد يوم، وبعد يومين، وبعد ثلاثة أيام). كل القرود التي حصلت على الدواء بما فيها المجموعة التي تناولت الدواء بعد ثلاثة أيام من التعرض للفيروس (والتي توازي تقريباً من حيث مسير المرض في الجسم تعرض الإنسان إلى الفيروس منذ ستة أيام) نجت، في حين ماتت القرود التي لم تُعطَ هذا الدواء.

يقول أحد القائمين على البحث أن هذه هي المرة الاولى التي يستطيع بها دواء واحد إنقاذ الحيوان من فيروس Marburg رغم تطبيقه بعد عدة أيام من دخول الفيروس للجسم، حيث أن الطريقة الحالية الوحيدة لتأكيد الإصابة ب Marburg أو بالإيبولا هي الانتظار عدة أيام حتى يصل الفيروس إلى مستويات قابلة للاكتشاف في الدم. ويعتمد الدواء TKM-Marburg على قطع صغيرة من الحمض الريبي النووي RNA تقوم بتعطيل قدرة الفيروس على التكاثر (نسخ نفسه)، مما يؤدي إلى توقف مسار المرض.

يشير بعض الباحثين إلى أن هذه الدراسة قد تساعد في تقرير إذا ما كان بإمكاننا استخدام بعض الأدوية التجريبية لمحاولة التصدّي لتفشّي الإيبولا الحالي، حيث أنه لم يتم اعتماد أي دواء لعلاجه حتى الآن، لكن هناك العديد من الأدوية قيد التطوير حالياً، بما فيها دواء يسمى TKM-Ebola الذي تم الاعتماد في صناعته على تقنيات مشابهة للدواء TKM-Marburg.

ينوي الباحثون الآن اختبار ما إذا كان TKM-Ebola فعالاً أيضاً إذا تم إعطاؤه بعد عدة أيام من التعرض لفيروس الإيبولا، ولكن الأمر صعب حالياً بسبب نقص التمويل اللازم. الجدير بالذكر أن TKM-Ebola أظهر أنه قادر على شفاء القرود من الإيبولا وذلك عند إعطاء جرعات منه بعد مرور 30 دقيقة على التعرض للفيروس. وقد صرّحت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أن استخدام هذه الأدوية (رغم عدم حصولها على الموافقة بعد) سيكون مسموحاً أخلاقياً في ظل الحالة الراهنة من تفشي الإيبولا...

مقالاتنا السابقة عن الإيبولا:

هنا

هنا

مصدر المقال:

هنا

مصدر الصورة:

YAP Films Library