الفنون البصرية > فن وتراث

شعب الهيمبا

كلما قرأت عن قبيلة أجلس بعدها أفكر...

هل من الصواب أن نتركهم يعيشون هكذا؟!.. وما الفائدة من الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم حية؟!.. ماذا إن حفظناها في الكتب أو البرامج الوثائقية مثلاً, ثم أخرجناهم مما أراه جهلاً ومن حياتهم التي فعلاً أجدها مأساوية؟!

وربما كنت مخطئة فليلى مدققة المقال ترى أن بدائيتهم هي اختيارهم الشخصي وحريتهم الخاصة, وأن بساطتهم لا تشكل تهديداً للإنسانية.. على خلاف ما يقوم به تحضرنا...

تعرفوا على شعب ال (Himba) وشاركونا رأيكم...


الهيمبا سكان أصليون عددهم يتراوح بين ال 20 إلى 50 ألفاً. يعيشون في شمال ناميبيا في منطقة كونين "kunene" وعلى الطرف الآخر من نهر كونين في أنغولا "Angola". يتكلمون لغة تسمى "Otjihimba" أوتجي هيمبا.

هم قوم رُحّل, يعملون بتربية المواشي والماعز. يبذل فيهم النساء جهداً كبيراً حيث يقومون بحلب الأبقار, وتربية الأولاد , ونقل المياه إلى القرية, وكذلك بناء البيوت. في حين يهتم الرجال بالأمور السياسية والمحاكمات القانونية, وبالملابس وتصفيف الشعر!

تدهن النساء أجسادهن بما يسمى بال "Otjize" وهو مزيج من زبدة الدهن وال Ochre غالباً لحماية جلودهن من حرارة الشمس. ويعطيهن المزيج لوناً مائلاً للحمرة متناسقاً مع فكرة الشعب عن الجمال المثالي, ويرمز إلى الأرض ذات التربة الغنية الحمراء, وإلى الدم الذي هو رمز الحياة.

يصففون شعرهم على شكل ضفائر ثم يضيفون إليها جدائل بلاستيكية يقومون بشرائها, ثم يغطونها بخليط ال "Otjize" ما عدا النهايات.

وتصفيفة الشعر يحددها العمر والحالة الإجتماعية. يقسم شعر الصغار إلى ضفيرتين, ومنذ بلوغ الفتيات تستطعن الحصول على عدد أكبر من الجدائل وتنقل إلى وجوههن فوق عيونهن. أما المتزوجات فيستطعن ارتداء غطاء للرأس مع الكثير من الخصل الملونة. والرجال العازبين يضفرون شعرهم إلى الوراء حتى الرقبة في ضفيرة واحدة, والمتزوجون يضعون عمامة من الضفائر المشبعة بمزيج ال "Otjize".

نادراً ما تتوافر الملابس الحديثة لديهم, وإن توافرت يأخذها الرجال.

ويكون الجزء العلوي عارياً عادةً رجالاً كانوا أم نساءً, ويرتدون تنانير أو مآزر من جلود الحيوانات بألوان مختلفة. وترتدي النساء البالغات خلاخل مطرزة في أرجلهن لحماية سيقانهن من لدغات الحيوانات السامة.

البنية القبلية:

استطاع شعب الهيمبا الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم الأصلية, بسبب المناخ الصحراوي القاسي والعزلة عن المؤثرات الخارجية.

ويعيش الأفراد تحت هيكل قبلي قائم على أساس "الأصل الثنائي" أي يتم تتبع أصل طرفي العلاقة الأم والأب وتوريثه إلى الأبناء للحفاظ عليه.

التاريخ:

تاريخهم محفوف بالكوارث. من الجفاق الشديد إلى حرب العصابات, خصوصاً خلال سعي ناميبيا إلى الاستقلال, وكنتيجة للحرب الأهلية في أنغولا المجاورة.

وفي عام 1904 عانوا من محاولة إبادة جماعية من قبل السلطة الاستعمارية الألمانية بقيادة "Lothar von Trotha" التي قضت على مجموعات أخرى, ولا سيما هيريرو وناما.

الديانة:

يعبدون الإله موكورو "Mukuru" وأسلاف عشيرتهم الراحلين. ويستطيع موكورو المباركة, في حين أن الأسلاف قادرين على المباركة واللعن.

كل عائلة ورثت ناراً يحافظ عليها "حارس النار" ويذهب إليها كل سبع أو ثمانية أيام, ليتواصل مع الإله موكورو ومع أجداده باسم العائلة. وبما أن الإله موكورو مشغول في كثير من الأحيان في عالم بعيد, يعمل الأسلاف كممثلين له.

يؤمنون بما يسمى "Omiti" الذي ترجم على أنه السحر, أو ما يسميه البعض بالطب السيء, وأنه السبب وراء الموت.. أو بالأحرى, أن شخصاً ما يستخدم الأوميتي لأغراض خبيثة.

وإن الأشخاص الخبيثين الذين يستخدمون الأوميتي يمتلكون القدرة على وضع أفكار سيئة في عقول الآخرين, أو يسببون أحداثاً غير عادية, كحين يتحول مرض عادي إلى قاتل, ولكنم لا يهاجمون ضحاياهم مباشرة, فأحيانا يستهدفون قريباً أو حبيباً. ويستشير أفراد الشعب عرافاً في هذه المسائل لمعرفة سبب الموت الغير عادي, أو مصدر الأوميتي.


والآن برأيكم أسئلتي التي وضعتها في بداية المقال.. تستحق التفكير؟


مشاهدة كافة مقالات السلسلة (لاحقاً) من خلال الضغط على الرابط (الهاشتاغ)

سارة درويش.

تدقيق وتصميم: ليلى السعدي


المصدر:

هنا