علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

مزاجك السيء سيقضي عليك يوما ما!

لا مفرّ من حدوث المشاكل والخلافات بين الأشخاص في حياتهم سواء كانوا أصدقاء أو شركاء أو أفراداً من عائلة واحدة ،.

وبالرغم من كون هذا الأمر مُجهداً نفسياً فلم نكن نظنه سيكون مؤثراً على الصحة ولكن دراسةً جديدة أثبتت أثره المباشر السيء على الصحة.

حسب الفريق الذي تقوده الدكتورة ريكِه لاند من جامعة كوبنهاغن فإن الدراسات على الآثار الضارة للعلاقات الاجتماعية السلبية لم تُدرس بشكل جيد حتى الآن ، فكانت الدراسة على العلاقات الاجتماعية المُجهدة وأثرها على معدل الوفيات بمختلف الأسباب

شملت الدراسة حوالي الـ10،000 رجلاً و امرأة تتراوح أعمارهم بين ال 36 و ال 52 سنة ، تم سؤال جميع المشاركين عن علاقاتهم اليومية وتركزت الأسئلة عن الأشخاص الذين يتطلبون منهم اهتماماً وعناية أكثر وعن الذين يسببون لهم القلق والمشاكل .

وباستعمال المعلومات من سجل أسباب الموت الدانماركي تمكن الباحثون من متابعة الحالة الصحية للمشتركين منذ عام 2000

بنهاية الدراسة 196 امرأة و 226 رجلاً فارقوا الحياة؛ نصفهم تقريباً بالسرطان والباقي بسبب مشاكل في القلب و الكبد و الجلطات بالإضافة للحوادث و الانتحارات .

بالنسبة لـ عُشر المشتركين بالدراسة فإن أولادهم كانوا السبب الاساسي للقلق وتطلبوا الكثير من العناية

بينما لـ 6% كانوا أقربائهم هم السبب و بالنسبة لـ 2% كان أصدقائهم هم مصدر القلق

حوالي 6% من المشتركين أفصحوا عن وجود خلافات متكررة مع عائلاتهم.

توصل الباحثون الى أن الخلافات و المشاكل المتكررة مع الشريك او العائلة مرتبطة بزيادة خطر الموت لأي سبب بحوالي ال 50- 100%.

أما عندما تطرّق الفريق الى علاقة الجدال المتكرر بالموت لأي سبب ، وجدوا أن الخلاف المتكرر مع أيٍّ شخص كان ضمن دائرة الشخص الاجتماعية ارتبط بزيادة خطر الموت ضعفين أو ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الذين كانت خلافاتهم مع أعضاء دوائرهم الاجتماعية متباعدة وعرضية بالإضافة الى أن العطالة عن العمل تزيد من خطر الموت المبكر عند الأشخاص الذين يعانون المشاكل في حياتهم الاجتماعية.

كما أن خطر الموت تزيده النساء المسببات للقلق لشركائهم أكثر من الرجال مثيري القلق لشريكاتهم .

لماذا تسبب العلاقات الاجتماعية السلبية هذا الخطر؟

لم يكن الفريق قادراً عن الاجابة عن هذا السؤال بدقة و لكن الدكتورة لاند تكلمت عن عدد من العوامل المؤثرة :

من أهمها أن عدد من الدراسات السابقة أثبتت ارتباط العلاقات السلبية بارتفاع نسبة الكورتيزول (هرمون القلق) و ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع معدل الالتهابات والخناق.

كما أن دراسات أخرى ربطت الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية مع الاستجابة الضعيفة للأدوية مما يرفع معدل الوفيات لدى هذه الشريحة بشكل مباشر وبالرغم من هذا فقد أضاف الفريق أن لكل شخص استجابات مختلفة تجاه هذه الضغوط النفسية مما يؤثر على خطر الموت المبكر لكل شخص على حدة.

كما اضافوا أنه بشكل العام على الأشخاص الذين تغلب على علاقاتهم الاجتماعية المشاكل والتوترات أن يحاولوا التخفيف منها قدر الإمكان من أجل صحتهم النفسية والجسدية بشكل أساسي .

المصدر:

هنا

هنا