المعلوماتية > عام

«جوجل» تبني أكبر مخزن للمعرفة في تاريخ البشرية!

يقومُ عملاق البحث- كما تسمّى شركة جوجل- ببناءِ قاعدةِ بيانات ضخمة، التي ربـما تمنحنا وصولًا غير مسبوق إلى حقائق العالم.

يقوم «جوجل» ببناءِ أكبر «مخزن للمعرفة Knowledge Vault» في تاريخ البشرية وبدونِ مساعدةِ البشر!

بل إنّ هذه التقنية الجديدة تقوم بجمع ودمج، وبشكلٍ مستقلّ، المعلومات المنتشرة عبر الويب إلى قاعدة بيانات واحدةٍ جامعةٍ لجميعِ الحقائق حول العالم، والأشخاص، والأشياء الموجودة فيه.

إنّ دقة واتّـساع هذا المخزن المعرفي يتّـجه ليصبحَ الأساس للأنْـظمة التي تسمح للروبوتات والهواتف الذّكيـّة بفهم الأسئلة التي يوجهها الناس إليها. حتى أنّـه يـَعـِد أن يصبح «جوجل» قادر على الإجابة على أسئلة الناس كـ«مستشار حكيم» بدلًا من كونه مجرد محرك بحث، بل وتسليط عدسة جديدة على تاريخ البشرية.

يُـعَـدّ هذا المخزن نوع من« قاعدة من المعرفة»، وهو عبارة عن نظامٍ لتخزين المعلومات بحيث يكون كُـلًّا من البشر والآلات قادرين على قراءتها.

وفي حين تتعاملُ قاعدة البيانات مع الأرقام، يكونُ تعاملُ التقنية الجديدة مع الحقائق، فعلى سبيل المثال:

عندما تسأل محرك البحث جوجل «أين ولدت مادونا؟»، يتمّ سحب الإجابة من قاعدة المعرفة الموجودة، والـمـسمّاة «الرسم البياني للمعرفة-Knowledge graph»، والتي تعتمد على «التّـعـهيد الجماعي»-أي مصادر المعلومات التي يتم تجميعها بشريًا- لتوسيعِ معلوماتها، إلّا أنّ الشّـركة لاحظت تباطؤ نمو القاعدة لذلك قرّرت «جوجل» أنّـها بحاجة لأتمتة العمليـّة، فبدأت ببناء «مخزن للمعرفة-Knowledge Vault» الذي يعتمد على خوارزميـّة ليتمّ سحب المعلومات تلقائـيـًا عبر الويب باستخدام تقنيات« تعلم الآلة» لتحويل البيانات الأوليـّة إلى حقائق معرفية ذات فائدة. وهنا يتمثل الفرق بين التقنيتين!

تـمّ إلى الآن! سحب 1.6 بليون حقيقة إلى هذا المخزن، وتمّ تصنيف271 مليون حقيقة منها على أنها حقائق موثوقة، والتي تقول خورزميات «جوجل» بنسبة أكثر من 90 بالمئة لكونها صحيحة. استطاعت التقنية الجديدة تحقيقَ هذه النّـسبة من خلالِ استخدام مرجعيـّة تقاطعُ المعلومات الجديدة مع المعلومات المخزّنة لديها سابقًا.

يوفّـر مخزن المعرفة، سرعة «جوجل» وتوسّعـه التّـلقائي والقدرة على تحليل نص على صفحة ويب، للحصول على معرفة جديدة لتغذية قاعدة المعرفة. كما أنّ لدى «جوجل» القدرة على تَـصـيُّـدِ المصادر الخفيـّة للبيانات، على سبيل المثال: الأرقام التي تغذّي صفحات منتجات أمازون.

يقول توم أوستن-Tom Austin- محلّـل تقني في مؤسسة Gartner في بوسطن- "تـتـسابق أكبر شركات التكنولوجيا لبناء مخزن معرفي مماثل" و يقول:

"إنّ كُـلًّا من Google، وMicrosoft، وFacebook، وAmazon، وIBM تعمل على بناء مثل هذا المخزن، ويقومون أيضًا بمعالجةِ المشاكلِ الهائلة والتي لم نفكر فيها حتى قبل عشر سنوات".

كما يقول أوستن أنّ الإمكانات التي يملكها نظام الآلة، الذي يمتلك معرفة إنسانية في متناول يده، ضخمة. و أن إحدى أولى التّـطبيقات التي سيتمّ تنفيذها هي مساعد شخصي افتراضي يملك من القدرات أكثر بكثير مما تقدمه Google وSiri الآن.

"قبل مُـضيّ هذا العقد من الزمان، سنملك بريد إلكتروني ذكيّ قادر على ترتيب الأولويات، والذي سيحدد لنا أهم 10 رسائل تلقيناها و سيتعامل مع باقي الرسائل دون أي تدخّـل مِـنـّا". يعني أن المساعد الافتراضي سيكونُ قادرًا على تحديد ما هو مهم وما هو خلاف ذلك، يقول أوستن.

كما سيكون هناك تطبيقات أخرى، تقوم بتنفيذ العمليات ذاتها لمراقبة صحّـتِـنـا وتوجيهنا، من خلال فرز الأعراض الطبـّية الموجودة في قاعدة المعرفة لإيجاد روابط مع البيانات المسجّـلة في السّجل الطّـبي لكل فرد منا. ويُذكر أنّ شركة IBM بدأت فعلًا بالقيام بهذا لمرضى السرطان في مستشفى Memorial Sloan Kettering في نيويورك.

يَـعِـدُ مخزن المعرفة أن يزيدَ من تفاعلنا مع الآلات، لكن هذا يأتي بثمن زيادة مخاطر الخصوصية، حيث أنّ المخزن المعرفي لا يهمّه سواءً أبشرًا كنتَ أم جبلًا! كل ما يهمّـه هو جمع أيّ معلومة يعثرُ عليها.

يقول Fabian Suchanet- عالم بيانات في شركة Télécom ParisTech

في فرنسا- "من الأمور الخفيـّة وراء الكواليس، أن جوجل لا تملك فقط البيانات العامـّة، بل تقومُ أيضًا بسحب المعلومات من Google+، وGmail، وYouTube. مَـا يعني أن معلوماتِـنا الشّـخصية مُـخزّنة في مخزن المعرفة كما تُـسجـّل بيانات المغني إيلفس بريسلي تمامًا".

سيقدم باحث جوجل Kevin Murphy وزملاؤه، في الخامس والعشرين من أغسطس، بحثـًا حول مخزن المعرفة في مؤتمر اكتشاف المعرفة واستخراج البيانات في نيويورك."

ستكون مخازن المعرفة الضخمة هي الوقود للواقع المُـعزّز، فضلًا عن تحسين تفاعلنا مع أجهزة الكومبيوتر. وبمجرد أن تكون الآلات قادرة على التعرف على الأشياء، سيكون مخزن المعرفة هو الأساس للأنظمة التي بإمكانها تقديم معلومات لأي شخص يرتدي شاشة الـhead-up حول المعالم السياحية، والمباني، والشركات التي يبحث عنها في العالم الحقيقي" يقول فابيان سوكنت."

المصدر:

هنا