البيولوجيا والتطوّر > التطور

أسماك الزينة أذكى مما كنت تتوقع

حسب دراسةٍ قُدِمت خلال الاجتماع السنوي لجمعية علم الحياة التجريبي، وجد باحثون من جامعة MacEwan في كندا، بأن أسماك البلطي الأفريقي African cichlids تملك ذاكرةً قد تمتد إلى 12 يوماً على الأقل. حيث يعتبر هذا الأخير من أسماك الزينة الشائعة، وكثيراً ما يتحدث مالكو هذه الكائنات عن ذكائها، فمنهم من يدعي بأنها تحييهم عند دخولهم المنزل، ومنهم من يعتقد بمشاهدتها للتلفاز معهم، ووفقاً لعالم النفس تريفور هاملتون، فإن بعض الناس يزعمون بأن هذه الأسماك تتفاعل ما تشاهده، فهي تخاف مثلاً عند رؤيتها لشيءٍ مرعب.

ومع ذلك فمازال المحكمين(من يصدر الأحكام) غير مقتنعين بعادة مشاهدة التلفاز لدى البلطي، لكن العلماء خرجوا بأساليب عمليةٍ لتقييم ذكائه، فالذاكرة تحديداً تعد سمةً هامةً للحيوانات في الطبيعة، إذ أن تذكر الأماكن الجيدة لإيجاد الطعام، يمكن أن يعني حياةً طويلةً وتطوراً ناجعاً (فعالاً) لهذا الحيوان.

ولتقييم ذاكرة البلطي لمصادر الغذاء، قام هاملتون مع الطالبة إيريكا انغرهام وعالم النفس نيكسون أندرسون باختبار 7 أسماك، حيث وضعت كل سمكةٍ في حوضٍ منفردٍ، وتم تجهيز أطراف الحوض بشاشاتٍ تظهر خطوطاً بيضاء وسوداء. في أحد أماكن الحوض، تبدو الخطوط كأنها تتحرك صعوداً، وفي الجهة الأخرى، تبدو وكأنها تتحرك نزولاً، بحيث يتم إطعام الأسماك عند وجودها في منطقة الخطوط المتصاعدة، وقام الباحثون بتدريب الأسماك لثلاث جلسات يومياً مدة كل منها 5 دقائق، وذلك لخمسة أيام.

وبعد 11 يوم من التدريب، قاموا بتجويع الأسماك لزيادة تحفيز بحثها عن الطعام، وفي اليوم الثاني عشر، أعادوا الأسماك إلى الحوض كل سمكةً على حدة، وقاموا بتسجيل ملاحظاتهم، فوجدوا أن 6 أسماكٍ من أصل السبعة التي تم اختبارها قد قضت وقتاً أطول في منطقة الخطوط المتصاعدة، مما يوحي بتذكرها لمكان حصولها على الطعام سابقاً، على أمل الحصول عليه مجدداً.

ولإزالة احتمال أن لهذه الأسماك ميلاً طبيعياً للأشكال المتحركة صعوداً، فقد كرر كل من انغراهام، أندرسون وهاملتون هذه الدراسة بتدريب نفس الأسماك على ربط الطعام بمنطقة أخرى، وهي ذات الخطوط المتحركة نزولاً، ونجحت الأسماك في تذكر ذلك أيضاً، فليس لهذه الأسماك إمكانية الربط وتذكر الأشياء لمدة 12 يوماً فحسب، وإنما باستطاعتها أيضاً تعلم أشياء جديدةٍ تتخطى معرفتها القديمة وتذكرها كذلك خلال 12 يوماً.

لاحظ هاملتون بأننا لا نزال نحتاج الكثير لنعرفه عن ذاكرة أسماك البلطي، ففي هذه الدراسة، استطاعت تذكر مكان الطعام خلال 12 يوماً، لكن ذلك لا يعني بالضرورة بأنه الحد الأدنى أو الأعلى لذاكرتها.

حالياً، يقوم هؤلاء الباحثون بالتحري عن ادعاءات أخرى فيما يخص ذكاء أسماك البلطي، وقدرتها على التعرف على منبهات حسية مختلفة من حيث تمييز الأشكال، لكن حتى الآن لم يلاحظ فيما إذا كان للبلطي القدرة على تمييز الأشكال الأكثر تعقيداً من الخطوط المتحركة، كالتعرف على وجوه مالكيها بحسب ما يقول هاملتون.

فشو قولتك، معقول تصير جملة "ذاكرتك متل السمكة" مدح بيوم من الإيام بدل ما تكون ذم، وكمان ما بتعرف بجوز سمكة الزينة يلي مربيها بالبيت هي بالحقيقة أكتر من مجرد زينة.

المصدر:

هنا

هنا