الهندسة والآليات > التكنولوجيا

قراءة صور الوجوه من الدماغ البشري

كثير من النصابين ادعوا في السابق وحتى الآن أنهم يستطيعون قراءة أفكار الآخرين... وعدد قليل من غير النصابين أيضاً.

إعدادات الخصوصية الخاصة بالصندوق الأسود المسمى الدماغ البشري تسمح له بالحفاظ على الأفكار، المشاعر، الانطباعات، والأحلام الخاصة به بعيداً عن عيون المتطفلين وإدراكهم. لكن هذه الخصوصية التي تجنبك الكثير من الحرج في حياتك اليومية ليست حتمية، بل أنها قابلة للاختراق أكثر من اي وقت مضى. الآن وفي المستقبل.

في الفترة الأخيرة ازدادت كمية الأبحاث التي تعنى بقراءة الأفكار من خلال مراقبة النشاط الدماغي للإنسان، إحدى الدراسات مثلاً تمحورت حول قراءة أحلام الأشخاص من خلال مراقبة نشاطهم الدماغي، فيما نجح باحثون آخرون في إظهار الصور التي يراها الدماغ على شاشة. لكن هذه الدراسات استطاعت تمييز الأشياء التي يفكر فيها الدماغ فقط (كرة، بناء، شجرة ...الخ). أما الدراسة التي سنتحدث عنها فيدعي منفذوها أنهم قادرين على إعادة تركيب صور الوجوه التي يراها شخص ما من خلال مراقبة نشاطه الدماغي فقط.

الدراسة التي تمت في جامعة ييل (Yale) ونشرت بمجلة Neuroimage تضمنت مراقبة النشاط الدماغي من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (fMRI) لستة متطوعين أثناء رؤيتهم لصور وجوه 300 شخص. النشاط المرتبط بهذه المشاهدات تم استخدامه لبناء نموذج يعبر عن كيفية فهم دماغ الشخص المدروس للوجوه.

النموذج مهمته أن يحول بيانات الرنين المغناطيسي التي تعرض عليه لصور وجوه يعتقد أن الشخص المدروس يراها. بعد عملية التدريب هذه تم عرض صور وجوه تتبع لـ 30 شخصاً جديداً على المتطوعين وتم استخدام صور الرنين المغناطيسي التي تحفزها هذه الصور الجديدة لإعادة تركيب الوجوه باستخدام النموذج السابق والمفاجأة أن النظام استطاع إعادة توليد صور قريبة للصور الحقيقية التي يشاهدها المتطوعون

بالإضافة لهذا السبق قام الباحثون بدراسة النشاط المرافق للتعرف على الوجوه في مناطق مختلفة من الدماغ وليس الفص البصري فقط، ورسموا خريطة لتوزع التعرف على الوجوه في مناطق الدماغ (مثلاً: ما هي المناطق الدماغية التي تساهم بتمييز الأعين أو الجبهة أو الشفاه أكثر من غيرها).

الدراسة قدمت أيضاً مقارنة بين إعادة تركيب الصور من خلال مراقبة الفص البصري وحده أو الفصوص الأخرى في الدماغ منفصلة ومجتمعة.

المثير أيضاً في البحث أن النظام تمكن من إعادة تركيب صور قريبة للصور الحقيقية بدقة لا بأس بها حتى من دون مراقبة الفص البصري.

من الفوائد المرجوة من هذا البحث تقديم بيانات هامة لدارسي بعض الاضطرابات العصبية الدماغية -كالتوحد الذي يترافق عادة بمعالجة غير طبيعية لرؤية الوجوه- عن الاختلاف في فهم الوجوه بين مناطق الدماغ نفسه وكذلك بين الأشخاص المختلفين.

طبعاً بالإضافة لتطبيقات كثيرة هامة في المستقبل مثل أن تشرب كأس من الشاي، أن تفكر بفتاة أحلامك وتطبع صورتها وتبحث عنها على محرك البحث غوغل. أو أن تسجل أحلامك وتضحك عليها عندما تستيقظ.

المصدر : هنا

مصدر الصورة : هنا