علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

لماذا نحلم؟

في بعض الأحيان تجد نفسك تائهاً ضمن ظروف غامضة ضمن الحلم وربما قد تسأل نفسك لماذا كنت أحلم؟

لنجب عن أوّل سؤال رئيسي : ما هو الحلم ؟؟

يشمل الحلم مجموعة من الصّور أو الأفكار أو العواطف الّتي قد تمرّ بها أثناء نومك، قد تكون الأحلام واقعيّة للغاية أو غامضة جدّاً، مليئة بالعواطف أو ربما مخيفة ، واضحة ومفهومة أو مخيفة ومربكة .

لماذا نحلم ؟؟ ومالغاية من الأحلام ؟؟

طرحت العديد من النّظريات هذا السؤال ولم يكن هناك إجماع على رأيٍ محدد بالنّظر لكمية الوقت الهائلة الّتي نستغرقها في الحلم، في الواقع لم يفهم الباحثون الغاية الرئيسية من حدوث الأحلام، على أي حال مازال العلم يسعى لاكتشاف الغرض من وظيفة النّوم بحدّ ذاتها .

يقول بعض الباحثين أنّه لا يوجد أي هدف حقيقي من الأحلام، بينما يقترح البعض الآخر أنّها أمر مهم بالنسبة للعقل والعاطفة والجسد.

إرنست هوفمان (Ernest Hoffman) مدير قسم إضطرابات النّوم في مشفى Newton Wellesley في بوسطن، يقترح أنه من الممكن أنّ الأحلام تنسج شيئاً جديدا في نظام الذّاكرة كطريقة للتقليل من إثارة العواطف ومساعدتنا في التّكيف مع الظّروف المحيطة خصوصا عند مواجهة بعض الصّدمات أو الأحداث العصيبة.

والآن هيا بنا لنتعرف على البعض من نظريات الحلم الشهيرة ...

1_نظريّة التحليل النفسي للأحلام :

يقترح Sigmund Freud أنّ الأحلام هي عبارة عن تمثيل لرغبات اللّاوعي والأفكار والدوافع .

وفقاً لرأي فرويد في التحليل النّفسي أن الانسان يقاد بغرائزه العدوانية والجنسيّة التي يتم كبتها في مراحل الإدراك الواعي، بينما يتم التعبير عن هذه الأفكار لاشعوريّا في أحلامنا .

كتب فرويد غي كتابه الشّهير "تفسير الأحلام " أن الأحلام هي " إنجازاتٌ مخبّأة لرغباتٍ مكبوتة"

كما وصف أيضا عنصرين آخرين من الأحلام: المحتوى الواضح والمحتوى الخفي؛ فالمحتوى الواضح يتكوّن من صور واقعية وأفكار واردة في الحلم بينما المحتوى الكامن يمثّل المعنى النّفسي الخفي للحلم .

أسهمت نظريّة فرويد في تفسير الأحلام الذي ما تزال شائعةَ حتى الآن ولكن رغم ذلك كلّه فقد فشلت الأبحاث في إثبات المحتوى الواضح لأنه مازال يخفي المضمون الحقيقي للحلم وأهميّته النّفسيّة .

تأليف الحلم (تكوين نموذج من الحلم ) :

تمّ اقتراح هذا النموذج أوّل مرة من قِبل آلان هوبسون J.Allan Hobson و Robert McClarley عام 1977 وفقاّ لهذه النّظرية : تنشط الدارات العصبيّة في الدماغ في طور ال REM " حركات العين السريعة " خلال النوم (في هذا الطور نرى الأحلام حيث يكون الدماغ بحالة فعالية عالية والجسم بحالة شلل تامة ) والتي تؤثر بمناطق من الجهاز الليمبي الّذي يتضمن المشاعر والأحاسيس والذكريات بما في ذلك اللوزة المخية والحصين ليصبحا بحالة نشاط) . يصطنع الدماغ هذا النشاط ويفسره للعثور على نتائج لهذه الإشارات؛ هذا النموذج يوضح أنّ الأحلام هي تفسير ذاتي للإشارات التي يولدها الدماغ أثناء النوم، بينما تقترح هذه النظرية أنّ الأحلام ناتجة عن إشارات متولّدة داخلياً . لايعتقد هوبسون أنّ الأحلام ليس لها معنى حيث يقول مشيراً للحلم : " حالة من الوعي نحو إبداع أكثر أو ربما فوضى أو ربما إعادة تركيب العناصر الإدراكية تنتج تكوينات جديدة من المعلومات كأفكار جديدة مثلاً".

نظريّات أخرى في الأحلام :

اُقتُرِحت العديد من النظريات لتفسير حدوث الأحلام ومعناها، نورد إليكم بعضاً من الأفكار المقترحة :

* تقترح إحدى النّظريات أنّ الأحلام من محاولة قيام أدمغتنا بتفسير المؤثّرات الخارجيّة التي تحدث أثناء النوم ، على سبيل المثال : صوت الراديو الذي قد يتم دمجه بالحلم .

* نظرية أخرى تشبه عمل الكومبيوتر لتفسير الأحلام أي أنّ الأحلام تعل على تنظيف الدماغ من الفوضى تماما كعملية التنظيف في الكومبيوتر حيث تساعد على تنشيط الدماغ استعداداً لليوم التّالي .

*نموذج آخر يقترح أنّ مهمة الأحلام تُعد كشكل من أشكال العلاج النفسي ، حيث أنّ الحلم قادر على إجراء إتصال بين أفكاره ومشاعره المختلفة وضمن جو آمن .

* أمّا هذه النظريّة فتعتبر كنموذج معاصر للحلم من بين النّظريات الأخرى حيث أن نشاط الدّماغ يخلق صلة ضعيفة بين الآراء والأفكار الّتي تتم قيادتها بواسطة عواطف الحالم.

وتابعونا بمقال الجاي بمقال : ماذا تعني أحلامنا ؟؟

وأخيرا منتمنالكن أحلام سعيدة

المصدر: هنا