الفنون البصرية > فن وتراث

تحية للوطن بريشة كاسبار فريدرش

في غرايفسفالد على ساحل بحر البلطيق في ألمانيا، رحّبت الدّنيا بفريدريش بتاريخ 5 أيلول 1774، في بيئةٍ وفّرت له الجوّ لرسم لوحات المناظر الطبيعيّة في وقتٍ لاحقٍ.

في عمر السّابعة بدأ معاناتَه المأساويّة الّتي لم يتعافَ منها فيما بعد بشكلٍ تامٍّ، حيث توفّيت والدته، وبعدها بعامٍ توفّيت أخته. كما شهد حادثاً كان من شأن شبحه أن يطارده بقيّة حياته؛ فقد سقط أخوه في الجليد ومات بعد أن أنقذ كاسبار من صقيعه بينما كانا يتزلّجان؛ فغرق بدلاً عنه، ونجا هو.

فابتُلِي بشعور الذّنب طوال حياته، وهذا ما ظهر في أعماله في وقتٍ لاحقٍ من خلال تركيزه على المقابر ومواضيع الموت. حتّى أنّها قادته لمحاولة انتحارٍ ونوباتٍ متكرّرةٍ من الاكتئاب. فقد ساعدت أحداث حياته في نشأة الفنّان العاطفيّ وهذا ما انعكس على عمله.

بدأ فريدريش دراسة الفنّ رسميّاً عام 1790 في جامعة غرايفسفالد. كما قُبِل في أكاديميّة كوبنهاغن عام 1794، وتحرّك بعيداً عن الكلاسيكيّة محتضناً جمال الرّومانسيّة الجديدة بدلاً منها.

في سنّ الرّابعة والعشرين، انتقل إلى دريسدن للإقامة الدّائمة. وجرّب الطّباعة باستخدام ختومٍ ونقوشٍ خشبيّةٍ، منجذباً نحو الحبر والألوان المائيّة، ووضع تقنيّته الخاصّة في الرّسم بالرّصاص.

في أواخر عشرينيّات عمره، أصبحت علاقة حبّه مع المناظر الطّبيعيّة أكثر جدّيّةً، ورحلاته إلى ساحل البلطيق وجبال بوهيميا كانت مصدراً لا ينضب للإلهام، مُولَعاً بشكلٍ خاصٍّ بالأخشاب والموانئ والتّلال والسّحب الّتي أشعلت حبّه لتصوير الطّبيعة. فاعتقد أنّ الطّبيعة وحيٌ من الإله، وبقيت هذه الفكرة معه طوال حياته، رابطاً الإله بالطّبيعة والطّبيعة بالإله.

حصل فريدريش عام 1805 على جائزة مسابقة فايمار، واُنتخِب في عام 1810 عضواً في أكاديميّة برلين. خلال هذا الوقت كانت لوحاته محطّ إعجاب وليّ العهد البروسيّ، حيث أظهرت العديد من لوحاته معاداةً واضحةً لفرنسا نظراً لمشاعره السّلبيّة تجاه نابليون.

في عام 1818 تزوّج فريدريش كارولين بومر وأنجبت له ثلاثة أطفال. حبّه للحياة لم يستمرّ طويلاً، فسرعان ما استبدله بالإقفار. فبينما كانت المناظر الطّبيعيّة تزيّن تفاصيل لوحاته، قام باستبدالها بالآثار والتّماثيل التّذكاريّة للأضرحة دالّاً على نهاية حياة الإنسان، فقد عادت تفاصيلُ وفاة أخيه تطارده.

كانت سنوات حياته الأخيرة صعبةً، وشهد انخفاضاً في السّمعة والشّعبيّة. فالرّجل الّذي كان قبل بضعة سنواتٍ بتكليفٍ من الدوق الأكبر وبقيّة أفراد الأسرة المالكة، وجد الآن نفسه دون رُعاةٍ يعيش في فقرٍ نسبيٍّ.

ساءت الأمور أكثر بعد إصابته بسكتةٍ دماغيّةٍ عام 1835 قلّصت إلى حدٍّ كبيرٍ من قدرته على الرّسم؛ وخاصّةً في مجال استخدام النّفط. فكانت معظم لوحات أواخر حياته لوحاتٍ مائيّةً بنّيّةً داكنةً.

توفّي فريدريش فقيراً مغموراً في 7 أيّار 1840 في سنّ السّادسة والسّتّين، بعد أن شهد بعض النّجاح في أوائل ومنتصف عمره الوظيفيّ.

لمحة سريعة عنه :

الاسم الكامل: كاسبار ديفيد فريدريش.

الاسم المختصر: فريدريش.

تاريخ الميلاد: 5 أيلول 1774.

تاريخ الوفاة: 7 أيّار 1840.

التّركيز: لوحات.

وسائل الرّسم: ألوان زيتيّة، ألوان مائيّة.

الموضوعات: المناظر الطّبيعيّة.

الحركة الفنّيّة: رومانسيّة.

المسقط: غرايفسفالد، ألمانيا.

من أعماله:

• منحدرات الطباشير على روغن.

• الصليب على الجبال.

• مقبرةٌ تحت الثّلج.

• منظرٌ طبيعيٌّ مع أطلال معبدٍ.

• رجلٌ وامرأةٌ يتفكّرون في القمر.

• طلوع القمر فوق البحر الأحمر.

• صباحٌ في ريزينغيبيرغه.

• بحر الجليد.

• شاطئ البحر على ضوء القمر.

• اللّجنة الدّوليّة للصّليب بجوار البلطيق.

• جبالٌ عملاقةٌ.

• متجوِّلٌ فوق بحرٍ من الضّباب.

• منظرٌ طبيعيٌّ شتويٌّ مع كنيسةٍ.

المصدر: هنا

هنا