الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

الفأر الفيل، يستحق هذه التسمية بجدارة!

تم اكتشاف أنواع جديدة ولطيفة من الفئران في صحراء ناميبيا. قد لا تصدق ذلك، لكن هذه الحيوانات الصغيرة المكسوة بالفراء والتي تتغذى على الحشرات، هي أكثر قرباً.. للفيلة!.

يخيل إلينا أن الحيوانات المتشابهة تنتمي إلى نفس النوع لكن لعلم التصنيف رأي آخر. تعتبر مجموعة الوحشيات الإفريقية (Afrotheria) التي ينتمي إليها هذا الحيوان من فوق رتبة الثدييات وترجع غرابتها إلى كونها تحتوي على حيوانات متعددة ومختلفة قد يبدو للوهلة الأولى افتقارها لأي شيء مشترك؛ فهي تشمل الفيل وهو أكبر الحيوانات البرية على كوكب الأرض وصولاً إلى الثدييات صغيرة الحجم كالقوارض الصغيرة و الفئران.

والأكثر من ذلك أنها تشمل مجموعة من الثدييات البحرية، مثل أبقار البحر وخراف البحر. و تشمل أيضا ثدييات أكثر تطوراً و تميزاً هي خنازير الأرض.

رغم ما يظهر من أن هذه الحيوانات لا تمتلك أي صلة قرابة مع بعضها -حتى أن الكثير منها كان ينسب إلى مجموعات أخرى- إلا أن عقوداً من الأبحاث الوراثية والمورفولوجية تشير الآن إلى أن كل تلك الأنواع نشأت من نفس الأصل.

اكتشاف حيواننا الصغير -الفأر الفيل- كان الحدث الأكثر ظرافة وإثارة في مجموعة الأفريقيات حيث وجد في الركن الشمالي الغربي من ناميبيا. على الرغم من أنها تبدو مثل الفأرة، إلا أنها تتشارك الحمض النووي مع الفيلة أكثر من الفئران. تعيش هذه الثدييات في منطقة معزولة في جنوب غرب أفريقيا. هذه الفئران لها أنف بشكل خرطوم فيل مصغر وشعر بلون الصدأ. يستطيع خرطومها الطويل المرن أن ينفتل ويتلوى بحثاً عن الطعام تماماً مثل خرطوم الفيل، وإلى هذا الخرطوم يرجع سبب تسميتها، ويا لها من صدفة، فقد منحت هذا الاسم قبل اكتشاف أنها ترتبط بالفيلة من الناحية الوراثية.

تم العثور على 17 نوعاً لفأر الفيل في جميع أنحاء النصف الجنوبي من أفريقيا لكنها بالكاد تظهر للباحثين. يبدو أن فأر الفيل استطاع أن يهرب من الكشف عنه لأكثر من 100 سنة منذ أول نوع تم اكتشافه ووصفه، فهو يعيش في مناطق صغيرة نائية وقاحلة يصعب الوصول إليها، لكن في الآونة الأخيرة تمكن علماء الإحياء من اكتشاف هذه الثدييات الصغيرة.

يتميز الفار الفيل عن غيره من القوارض بحجمه الصغير، فالأنواع المكتشفة حديثا يبلغ طولها 19 سم وتزن 28 غراما فقط. علاوة على ذلك، فإن هذا النوع يتميز بوجود غدة عديمة الشعر تحت ذيله، جلده وردي اللون (على العكس من البشرة الداكنة لبقية القوارض)، وفراؤه صدئ اللون يساعده على الانسجام و التخفي في التربة الجافة المائلة للحمرة في المناطق التي يعيش فيها.

من أنواعه فأر الفيل الأصهب:

يعيش في السهول والسافانا وقاع الغابات في شرق أفريقيا. يستطيع أن يتحرك بشكل مشابه جداً لخرطوم الفيل للبحث عن النمل والديدان والنمل الأبيض أيضاً. هذه الفأرة متخصصة في الهرب؛ فهي تصنع سلسلة من الممرات بعيدا عن أعشاشها فتنطلق عبرها بسرعة عند أول إشارة لوجود حيوان مفترس.

الجدير بالذكر أن هذه الفئران نادرة وقد تكون مهددة بالانقراض مع أن اكتشافها قد يشكل حقبة جديدة في العلم يدفع بالاعتقاد انه لا تزال هناك مناطق من العالم تحتوي ثدييات غير معروفة تنتظر من يكتشفها.

مصادر:

هنا

هنا