البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

القضاء على الأورام الدماغية باستخدام الفيروسات

وجد الباحثون طريقةً فعالةً للقضاء على الأورام من خلال استخدام الفيروسات القاتلة للخلايا السرطانية، حيث لاحظوا أنّ إعطاءها للفئران زاد فرص النجاة لديها، لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة، فكيف تمّت التجارب و ما هي الصعوبات التي واجهتهم؟

بدايةً إذا كنتم تعتقدون أن هذه هي الدراسة الأولى التي يتم فيها استخدام الفيروسات القاتلة للسرطان فهذا ليس صحيحاً، إذ تم استخدامها في دراساتٍ سابقةٍ ومنذ زمنٍ طويلٍ لكنها لم تحقّق النجاح المرجو، وكانت فيروسات الهربس البسيط (الحلأ البسيط) هي الأكثر فعاليةً لأنها تهاجم الخلايا القابلة للانقسام فقط (أي بشكلٍ أساسيٍ الخلايا الورمية)، لكن لم يتمكن الباحثون من تطبيق ذلك على البشر إذ كان العائق هو كيفية إبقاء الفيروسات في موقع الورم فقط لفترةٍ كافيةٍ يقوم بها بمهمته دون الانتشار الى الخلايا السليمة.

إذن ما هي الوسيلة التي ابتكروها للتغلّب على هذه المشكلة؟

لقد قاموا باستخدام أحد أنواع الخلايا الجذعية كوسيط(أي تحميل هذه الخلايا بالفيروس) ثم أدخلوها في هلامٍ يتوافق مع الأنسجة الحية، ثم حقنوا الهلام ضمن الورم بعد إزالة كميةٍ منه فانتقلت الفيروسات من الخلايا الجذعية تدريجياً إلى سطح الورم ثم إلى جميع الخلايا الورمية.

لكن ما فائدة استخدام الخلايا الجذعية و الهلام؟

إن الخلايا الجذعية تعتبر حوامل جيدةً للأدوية –أي عندما يكون تطبيق الدواء بشكلٍ مباشرٍ سيسبّب مشاكل أو يقلّل من فعاليته فنقوم بإدخاله ضمنها– وأيضاً لا تسبب رداً مناعياً قوياً.

أما الهلام فقد حافظ على الخلايا الجذعية حيّةً حتى يتمكن الفيروس من التكاثر (لأن الفيروس لا يتكاثر إلا ضمن الخلايا الحية) وهكذا سيقضي على جميع الخلايا الورمية المتبقيّة.

أيضاً عمل الهلام على حماية الفيروس من أن يتم إزالته و التخلص منه بواسطة السائل الدماغي الشوكي وهذا ما حصل في الدراسات السابقة عندما حقنوا الفيروس فقط حيث لم يتمكن الفيروس من مهاجمة الخلايا الورمية.

لكن توجد مشكلةٌ أخرى واجهت العلماء! ما هي و ما الحل؟

لاحظوا أن الفيروسات ليس لها تأثير قاتلٌ لكل أنواع الأورام الدماغية، فقاموا بتعديلها وراثياً وتجريبها على فئران مصابةٍ بأورام مقاومةٍ لهذا الفيروس فتمكّنوا من القضاء عليها.

و هكذا استطاع العلماء تقريباً التغلّب على جميع المشاكل التي واجهتهم، وسيعملون في المستقبل على استخدام الخلايا الجذعية المحملّة بالفيروسات القاتلة للسرطان لمعالجة أورامٍ أخرى مثل أورام الثدي والرئة والجلد والتي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ لكن الأمر بالتأكيد يحتاج الكثير من العمل والدراسات.

المصدر:

هنا