الموسيقا > موسيقا

الرقصة الجنائزية بفلم

استمع على ساوندكلاود 🎧

الرقصة الجنائزية في فيلم "هلأ لوين" تعود إلى الحضارة الفرعونية القديمة!!

الرقصة الجنائزية هي رقصة يؤديها المصريون القدماء تعبيراً عن الحزن والأسى، عن الفقدان الذي عانوه باستخدام حركات وإيماءات لكنها لم تكن تؤدى من قبل راقصين بل يشارك فيها جميع الأفراد تعبيراً عن الحزن، وهم يصفقون تصفيقاً إيقاعياً وهم منتصبو القامة ويرفعون أيديهم للأعلى. لذا فهو رقص إيقاعي صامت لتبجيل الموت والتعبير عن وقاره ذلك أن الموت وكل ما يتعلق به في الحضارة الفرعونية يدخل ضمن القداسة والتبجيل المطلق.

شوهدت صور المصريين في هذا الرقص بثلاثة رقصات بحسب الفكرة الكامنة حول النوع.. النوع الأول هو "الرقص الطقسي" وهو جزء لا يتجزأ من الجنائز، النوع الثاني هو الإيماءات التي يفعلونها للتعبير عن الحزن في الجنازات حيث تقوم به خادمات المعبد الباكيات اللواتي تعتبرن امتداداً للنواحات والندابات، النوع الثالث هو "الرقص الدنيوي" يقومون به للترفيه عن روح الميت وذلك لأنه –وحسب وجهة النظر المصرية القديمة- فإن الميت يعيش -بعد الموت- حياة مشابهة لما هي على الواقع من مشاعر الحزن والسرور والحنين، وأظهر نص قديم مهشم في هرم الملك "بيبي نفر كارع" أنهم يعتقدون بأن الراقصات اللواتي كن يرقصن للميت في منزله أثناء حياته يستمررن بالرقص له في المقبرة لإمتاعه!!.

كما أنه هناك رقص جنائزي كما في رقصة الـ muu كما في مقابر بتاح حتب وهي رقصة يلبس فيها الراقصون تيجان من الغاب غريبة الشكل ويقومون برقصة متوارثة منذ أقدم العصور، كما أن المصري القديم كان يوصي بالرقص في جنازته حتى قبل الموت!

وقد أمكن معرفة هذا النمط من الرقص من صور عديدة تعود إلى عهد الدولة القديمة أما عهد الدولة الوسطى فليس لدينا منه سوى صورتين فقط وهما من مقبرة الأميرتين "باكتي" و "خيتي" من بني حسن، وقد اختفت هذه الرقصة تماماً في عهد الدولة الحديثة أو بالأحرى لم يجدوا أي صور لها.

ظهرت هذه الرقصة في فيلم "هلأ لوين" لنادين لبكي كرقصة تقوم بها نساء القرية الحزينات على أبنائهم المقتولين أثناء الحرب الأهلية اللبنانية بالمشاركة مع موسيقى معبرة تأليف خالد مزنر تشاركه بالغناء رشا رزق الفنانة السورية المعروفة معبرة بصدق عن الأسى واللوعة والوجع الداخلي. تبدأ الموسيقى ببعض الأنين ثم تبدأ رشا بغناء التأوهات بحرقة في الحين الذي تقوم فيه النساء اللبنانيات بالتمايل مع أغصان الغار وهن تمشين باتجاه المقبرة التي دفن فيها أبناؤهن، تتمايل النساء بشكل إيقاعي باتجاه واحد دائماً وكأنهن على وشك السقوط أرضاً تعبيراً عن الانكسار.. تتصاعد وتيرة الموسيقى مع الكمان الذي يحكي قصة هذه القرية التي تشبه إلى حد كبير عالمنا كله. وتنتهي القطعة الموسيقية بمزيد من الاستسلام والحزن ليعطي الصورة الواقعية عن مشاعر هؤلاء الثكالى.

موسيقى رقصة جنائزية من فيلم هلأ لوين - مرافقة رشا رزق

المصادر: كتب: هاني عبدلله الطيب صـ428

مختار السويفي صـ 253

إرينا لكسوفا صـ 40

هنا