البيولوجيا والتطوّر > التطور

الهجرة البشرية من أفريقيا إلى الصين قد تعود إلى 100 ألف سنة مضت

أحافير جديدة ظهرت في الصين وجنوب شرق آسيا قد تغير نظرتنا لزمن خروج أقدم البشر من أفريقيا وتعود بنا أكثر من 50 ألف سنة إلى الوراء.

النظرة المقبولة حالياً هي أنّ الإنسان الحديث "Homo sapien" قد تطور في أفريقيا منذ 200 ألف سنة، وبقي هناك حتى 60 ألف سنة ماضية، عندما هاجرت مجموعات كبيرة منه إلى الشرق الأوسط ثم تناثروا حول العالم.

فرغم أن الإنسان المنتصب "Homo erectus" الأكثر بدائية خرج من أفريقيا ووصل إلى أندونيسيا وربما أعطى خليفته إنسان النياندرتال Neanderthals و إنسان الدنيسوفان Denisovans، إلّا أنّ جميع تلك الأجناس قد اندثرت.

والأدلة الحالية تأتي من دراسة وتأريخ العظام المكتشفة مما يساعد في تحديد فترات تاريخية معينة. كما توجد أيضاً أدلة جينية، فعندما تبتعد عن أفريقيا باتجاه آسيا ثم الأمريكيتين، فإنّ التنوع الجيني للشعوب يقل. هذا يدل أنّ المصدر الأساسي هو أفريقيا، ثم قلَ التنوع بالبعد عن المصدر. وتدل الدراسات الجينية أنّ ذلك حدث منذ 60 ألف سنة.

لايزال سيناريو "الخروج من أفريقيا منذ 60 ألف سنة" السيناريو الأكثر قبولاً، لكنّ هذه النظرة معرضة للتغير مع اكتشاف عظام قديمة موجودة في الشرق. لكن الأمر مازال حتى الآن بين بين.

في الشهر الماضي قام باحثون بوصف سنّين اثنين من كهف Luna في الصين. وحسب مواصفات الأسنان، يجادل الفريق أنّ أحدهما على الأقل يرجع لأحد البشر "Homo sapiens" القدماء.

يوجد في هذه العينة بلورات كربونات الكالسيوم، والتي تشكلت عند تدفق المياه فوق الأسنان وأرض الكهف، وترجع بذلك تاريخها بين 70 ألف و 125 ألف سنة ماضية، ما يدفع الفريق للقول بأنها دليل على وجود البشر في شرق آسيا في تلك الفترة القديمة.

لكنّ هذا الاكتشاف ليس مقنعاً للجميع، حيث يجادل آخرون أنّ هذه الأسنان ليس من الضروري أن تعود للإنسان الحديث. فرغم كونها شبيهة بأسنان البشر، إلا أنّ أنواعاً أخرى من الممكن أن تكون قد طورت هذه الخصائص في نفس الوقت.

على كل حال، توجد حفريات أخرى تبدو مقنعة أكثر، منها عظام وُجدت في كهف Misliya في الشرق الأوسط تتضمن الفك العلوي، قد تعود لـ150 ألف سنة.

كما اكتُشف سابقاً عظم فك وسنّين طاحنين في كهف Zhirendong في الصين عمره أكثر من 100 ألف سنة، يقول فريق البحث أنّ شكل الذقن يرجح كونه من البشر الحديثين "Homo sapiens".

كما توجد أدلة قوية على أنّ البشر الحديثين كانوا موجودين منذ حوالي 50 ألف إلى 60 ألف سنة في منطقة دولة "لاوس" الحالية في جنوب شرق آسيا.

هذه أدلة على أنّ البشر الحديثون كانوا موجودين في جنوب شرق آسيا وجنوب الصين على الأقل في هذا الوقت.

كما يقترح الدليل الجيني أيضاً الهجرة المبكرة. حيث أخذ باحثون في ألمانيا جينوم أهالي المناطق في جنوب شرق آسيا ووضعوها في نموذج الهجرة، فوجدوا أنّ الشرح الأفضل للمعطيات الجينية هو الهجرة المبكرة من أفريقيا منذ حوالي 130 ألف سنة ، عن الطريق الساحلي موازية لشبه الجزيرة العربية والهند ثم أستراليا، ثم تبعتها موجة لاحقة عبر الطريق الكلاسيكي "تمثّل النظرة المقبولة الآن".

الخروج المبكر من أفريقيا مازال يعتبر نظرة الأقلية، لكن العلماء مازالوا منفتحين لأيّ أدلة جديدة تدعم هذا الرأي.

المصدر: هنا