الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

تغيرات المناخ

طال الحديث عن التغير المناخي، و تأسست جمعيات عالمية كثيرة للتوعية حول هذا الموضوع ودور الإنسان فيه. كما أجريت آلاف الأبحاث حول سبل التكيف مع نماذج المناخ المستقبلية. تمثّل التغير المناخي بارتفاع حرارة الأرض خلال القرن الماضي وكان من آثاره: زيادة تطرّف القيم الطرفية للعوامل المناخية؛ كارتفاع درجات الحرارة العظمي وانخفاض الدنيا، وزيادة شدة العواصف المطرية والأعاصير وتواترها.

يؤكد العلماء أن تغيرالمناخ أمر طبيعي، حدث في الماضي وسيحدث في المستقبل. فلقد شهدت الأرض عصوراً انخفضت فيها درجة الحرارة إلى حد التجمد. وآخر عصر جليدي يعود إلى 11000 سنة مضت (كان الماموث لايزال حيا عندها)، تقلّبت بعدها حرارة الأرض بين ارتفاع وانخفاض حتى يومنا.

كيف يستعيد الباحثون مناخ الماضي ويتتبعون تغيراته؟

إحدى الطرق المتبعة هي دراسة عينات اسطوانية جليدية (ice cores) تؤخذ من المناطق القطبية، من الصفيحات الجليدية السميكة التي تشكلت تدريجياً عبر مئات آلاف السنين، بحيث أصبحت طبقاتها المتتابعة نحو الأعلى أرشيفا ثلجياً، تنوّعت خصائصه بتنوع ظروف تشكله المناخية.

إلا أن الجليد يعطي معلومات عن المناطق القطبية فقط، لذا كان لا بد من ايجاد طرق أخرى لكشف مناخ أجزاء العالم المختلفة. من هذه الطرق: دراسة أنواع معينة من المستحاثات البحرية الدقيقة، ودراسة جذوع الأشجار المعمّرة. إن دراسة الحلقات في جذوع الأشجار من حيث عددها ومواصفاتها يمكّن من معرفة الظروف المناخية التي نمت ضمنها هذه الأشجار. فالحلقات السميكة مثلاً تشير إلى أن الجو كان رطباً والحلقات الضيقة تدلّ على جفافه. من أكثر الاشجار المستخدمة لهذه الغاية صنوبر bristlecone؛ وهي الشجرة الأطول عمراً على الأرض.

وهكذا جمع باحثون من جامعة ولاية Oregon بيانات المناخ الماضي للأرض، العائدة الى العصر الجليدي الأخير (قبل 11000 سنة), ووجدوا أنه خلال 25 بالمئة من هذه الفترة الزمنية، كانت حرارة الارض اعلى مما هي عليه اليوم!

إذاً, حدث في قديم الزمان أن تجاوزت حرارة الأرض الحدود التي نستغربها الآن، فما الجديد في التغير المناخي الحالي؟

هو معدّل التغير؛ إن ارتفاع حرارة الأرض الأخير والذي بلغ 1.3 درجة مئوية حدث خلال 100 سنة، بينما استغرق مثل هذا التغير 5000 سنة في الماضي!

هنا يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى الإسان وصناعاته وأسلوب حياته الذي يبعث الى الغلاف الجوي ملايين الأطنان من غازات الاحتباس الحراري، التي تضمن مستوياتها الحالية استمرار درجات الحرارة بالارتفاع في المستقبل، كما يرى باحثو معهد Goddard للدراسات المناخية في ناسا.

يصادف 22 نيسان من كل عام يوم الأرض. ويوم الأرض 2013 مخصص للحديث عن أثر التغيرات المناخية على الحياة اليومية للانسان.. حول العالم هناك الكثير من القصص عن مناطق جافة ازدادت جفافا وعن مناطق تعرضت لأعاصير، مثلاً، لم يسبق لها أن ضربت بمثل هذه الشدة..

المصادر:

هنا

هنا