علم النفس > القاعدة المعرفية

الغلمانية (البيدوفيليا) (الشهوة الجنسية تجاه الأطفال)

الشخص المصاب بهذا الاضطراب النفسي، يحمل شهوة جنسية تجاه الأطفال مادون 13 عاماً. وهو ليس متهماً بالضرورة بالاعتداء الجنسي على الأطفال، فهذا الاضطراب يتسم بوجود الانحراف الجنسي (الشهوة الجنسية تجاه الأطفال) دون القيام بفعل الاعتداء. فالشخص المعتدي يحكم عليه بتصرفاته (child molesters) أما البيدوفيلي فيحكم عليه من رغباته وشهواته (وهذا لاينفي بالضرورة قيام الشخص البيدوفيلي بفعل الاعتداء).

يتصف هذا الاضطراب بأن هذه الرغبة الجنسية المنحرفة قد تدفع الشخص إلى الإحساس بالذنب والخطيئة، والانسحاب من المجتمع، وصعوبة التركيز على الطموحات الأخرى والأهداف في الحياة.

وقد يفضل المصاب بهذا الاضطراب الأطفال من نفس جنسه أو من الجنس المخالف (غالباً مايفضل جنساً بعينه) وتختلف النسبة حسب الدراسات المختلفة.

ويبقى السؤال الأهم، هل من الممكن علاج هذه الحالة؟ في الحقيقة يوجد علاجات منها مايسمى العلاج بالتنفير (وهو علاج نفسي يستخدم فيه التيار الكهربائي ومعدات خاصة) ويقوم هذا العلاج على الصدم الكهربائي مع جعل المريض يفكر برغبته الجنسية تجاه الأطفال، فيتطور مع الزمن مايسمى بالمنعكس التنفيري، وهو مايؤدي إلى تذكر المريض الصدمات الكهربائية عند ترافقها مع الأفكار الشاذة فينفر من هذه الأفكار مع مرور الزمن. وأيضاً هناك علاجات دوائية مختلفة من أجل كبح الشخص المصاب من أن يقوم بأفعال تترجم شهوته الجنسية (الاعتداء الجنسي).

الموضوع الأهم، هو كيفية حماية الطفل من الاعتداء الجنسي سواء من هؤلاء المرضى أو من أشخاص آخرين. في الواقع إن تحذير الطفل من الخروج مع الغرباء وأخذ الهدايا والحلوى منهم، هو أمهم مهم للغاية ولكن أهم مايجعل من فعل الاعتداء أمراً ممكناً هو كسب ثقة الطفل الصغير، وبالتالي فإن الأشخاص المقربين من الطفل من العائلة أو الأقرباء والأصدقاء أو المدرسين أو جليسي الأطفال هم أكثر احتمالاً لفعل الاعتداء. فالفكرة العامة السائدة عن أن المعتدين هم أشخاص مشردين ومجرمين يتسولون في الشوارع العامة قد تكون خاطئة تماماً، فالمعتدي هو في الغالب شخص يمتلك حياة اجتماعية طبيعية وقد يكون ناجحاً في عمله وحياته ويمتلك أطفالاً وعائلة. وأيضاً من الخطأ تحذير الطفل وجعله يبتعد عن أي شخص يتعامل معه بلطف في محيطه فالأهم هو مراقبة الوالدين لحياة الطفل وعلاقاته في المدرسة والمنزل بشكل جيد، والاهتمام بجميع جوانب الحياة النفسية للطفل.

المصدر : هنا