الكيمياء والصيدلة > كيمياء

ما سبب طعم عصير البرتقال السيئ بعد تفريش الأسنان؟

هل سبق لك وتناولت عصير البرتقال بعد تفريش أسنانك؟ إن كان جوابك بالإيجاب؛ فربَّما كانت تلك المرَّة الأولى والأخيرة التي حاولت فيها ذلك!

لكنْ ما السبب الحقيقي وراء هذا الطعم المريع للعصير، وماعلاقته بعملية تفريش الأسنان؟

يُقال إنَّ النكهات التي نستطيع تذوقها والشعور بها هي خمس نكهاتٍ رئيسة: الحلوة والمالحة والمُرَّة والحامضة واليومامي (نكهة اللحوم).

ومع أنَّ كلَّ نكهةٍ تختلف عن الأخرى تماماً؛ لكن تتفق مُستقبِلات هذه النكهات في فمنا مع بعضها بالعمل من أجل خلق نكهاتٍ؛ وذلك لتتمايز نكهات الأطعمة وتختلف عن بعضها، وهناك أيضاً عوامل عديدة تسهم في كيفية تذوقنا للغذاء، مثل الملمس والكثافة والرائحة والحرارة...الخ.

إذن، ما مشكلة عصير البرتقال ومعجون الأسنان؟

تكمنُ المشكلة في التلاعب بالمستقبِلات المخصصة للنكهات في فمنا؛ والمسؤول الأساس عنه في معجون الأسنان هو مادة (الصوديوم لوريل سلفات) -الموجودة في كل معاجين الأسنان- والتي تُوضَع من قِبل المُصنِّع لغايةٍ مهمة جداً، وهي صنع الرغوة بعملية التفريش من أجل مدِّ المعجون على الأسطح الفموية كافة بهدف الحصول على شعورٍ أفضل بالنظافة.

ويوجد للصوديوم لوريل سلفات تأثيراتٌ جانبية؛ إذ إنّه يتلاعب في المستقبلات الحسية لنكهة الحلو ويوقِف عملها تقريباً؛ ممّا يؤثِّر في استقبال النكهة الحلوة لعصير البرتقال، فلا يتبقَّى من مجموع نكهاته إلا نكهة حامض السيتريك المُرَّة.

وهناك تأثيرٌ آخر لمادة SLS أو الصوديوم لوريل سلفات وهو تدميرها لمادةٍ كيميائيةٍ تُدعى الفوسفوليبيدات؛ تقلل هذه المادة من مفعول المواد ذات الطعم المُرِّ على مستقبلات النكهة هذه؛ إذ يُحفِّز الـ SLS حسّ النكهة المُرَّة بتدميره للفوسفوليبيدات، فضلاً عن كبحه حسَّ مستقبلات النكهة العصير الحلوة.

وذلك ليس التفسير الوحيد لمشكلة العصير هذه؛ ولكنّه الأكثر قبولاً، وهناك تفسيرٌ آخر من قبل باحثٍ في مخابر وزارة الطاقة الأمريكية، يقترح فيه أنّّ الطعم المريع لهذا العصير هو نتيجة تفاعلٍ كيميائي بين الفلورايد القصديري الموجود في معجون الأسنان وحمض الخل في عصير البرتقال؛ مما يعطي العصيرَ نكهةً معدنية.

المصدر:

هنا

/p>