الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

بعض ملوثات الجو تكفّر عن سلبياتها بتخفيف حدة الاحتباس الحراري!

تمهيدا: ما هو الاحتباس الحراري؟

ينعكس عادة جزء كبير من أشعة الشمس, الواردة الى سطح الأرض, عائدا الى الفضاء مما يبقي حرارة الأرض ضمن حدود معينة. على مدى القرن الماضي ومع التطور الصناعي وما رافقه من رفاهية بشرية, تزايد في الغلاف الجوي تركيز بعض الغازات المنبعثة (كثاني اكسيد الكربون, الميثان...) لتشكل عائقا يحبس بعضا من الاشعة المنعكسة عن الأرض فترتفع حرارتها.

ما هي السحب؟

هي عبارة عن قطيرات ماء مكثَّفة على جسيمات دقيقة معلقة في الهواء. تسمى هذه الجسيمات الدقيقة بذور (نوى) السحب (cloud seeds), عند توافر رطوبة كافية يزداد حجمها لتصبح قطيرات سحب (cloud droplets). كان معروفا على مدى عقود أن عدد البذور وحجومها يتحكم بمدى سطوع السحب من الأعلى (الوجه المقابل للشمس) وبالتالي مدى قدرته على بعثرة أشعة الشمس الواردة وإعادتها الى الفضاء. أحد أكبر التحديات التي تواجه علماء المناخ هي فهم طبيعة ومدى تأثير البذور في هذه الخاصية, لا سيما فوق المناطق الملوثة.

ما هي بذور السحب؟

جسيمات دقيقة قد تكون من منشأ طبيعي كرذاذ البحر أو الغبار, أو تكون عبارة عن ملوِّثات بشرية ناتجة عن عوادم السيارات والنشاط الصناعي. عادة ما تحوي البذور مواد عضوية طيارة, تتواجد في الجو الدافئ على شكل بخار (تشبه الى حد كبير العطور التي تكون سائلة ولكنها تعطي الرائحة العطرة عندما تتبخر عن الجسم الدافئ) (سائل-بخار).

في الجو:

يحدث العكس (بخار-سائل) إذ تتصاعد المركبات العضوية المتطايرة (من الملوِّثات أو من المحيط الحيوي) على شكل أبخرة, و تبعث روائحها المميزة في الجو (رائحة الصنوبر المنبعثة من الغابة مثلا), لكن الوسط الرطب والبارد حيث تتشكل الغيوم, يكون أكثر ملاءمة لتواجد هذه الروائح بشكل سائل, وتتشكل بذور أكثر فعالية في تكوين السحب.

بحث: كلية علوم الأرض والجو والبيئة في جامعة مانشستر. وجد الباحثون أن المركبات العضوية, كتلك المنبعثة من الغابات او عوادم السيارات, تؤثر على عدد البذور وبالتالي على فعالية تشكل الغيوم ومدى سطوعها, وهذا في النهاية يؤثر على المناخ.

اعتمادا على نموذج طوره الباحثون,توقعوا أن تراكيز معقولة من غازات الغلاف الجوي العضوية تسبب زيادة كبيرة في عدد البذور المتشكلة. وهذا يعني غيوما أكثر سطوعا من الاعلى تعكس مقدارا اكبر من اشعة الشمس, وبذلك تسهم المركبات العضوية (التي يمكن أن يكون منشؤها ملوِّثا) في خفض حرارة الأرض.

اذا حاول العلماء زيادة سطوع السحب بضخ كميات اكبر من تلك المركبات إلى الجو, هل سيقتصر أثرها على تحسين قدرة السحب على بعثرة أشعة الشمس أم أنها ككل الأدوية تخفي آثارا جانبية قد تكون خطيرة؟

مصدر:

هنا

هنا

موضوع ذو صلة:

هنا