الفيزياء والفلك > علم الفلك

المريخ ينتظرنا

إن كنتم تتسائلون عمّن سيكون أول من يمشي على سطح المريخ من البشر فهم يمشون اليوم على كوكب الأرض.قبل 45 عام مضى قام نيل آرمسترونغ بالخطوة الصغيرة على سطح القمر التي غيرت مسار التاريخ .شهدت السنوات اللاحقة عصر نهضة لعلوم الفضاء و التكنولوجيا وأبحاث بشرية قامت عليها المرحلة الحديثة.

أنارت رحلات أبولو طريق رحلات الاستكشاف البشرية نحو القمر واليوم نوسع هذا الطريق الى الكويكبات القريبة من الأرض ،المريخ وما بعده. مستعدين للقيام بالقفزة العملاقة التالية. فما يقود الاستكشافات ويجعلها ممكنة هي التكنولوجيا ،نحن نبني على انجازات برامج أبولو لتطوير تكنولوجيا اليوم في سبيل استخدامها في مهمات مستقبلية.وطالما أننا مستمرون في تطوير و تجربة أدوات جديدة في القرن الـ 21 لاستخدامها خلال مسيرة البشرية نحو المريخ فمن المؤكد أننا سنغير مجرى التاريخ مرة أخرى .

الطريق الى المريخ يبدأ بالأبحاث على الأرض ويتوسع الى ما بعد حدودها ، حيث يقوم رواد الفضاء بإجراء المئات من التجارب على متن المختبر المداري للمحطة الفضائية الذي يبعد حوالي الـ 400 كيلومتر فوق رؤوسنا،هذه التجارب يستحيل اجراؤها على كوكب الأرض.وللتمكن من ارسال البشر الى عمق الفضاء ومن ثم اعادتهم الى الارض سالمين،هناك مهندسين من كل أنحاء البلاد يعملون على تطوير قدرات نقل فضائية جديدة مصممة لتسافر بعيداً عن كوكبنا الأم.كل من المركبة الفضائية اوريون Orion وصاروخ الحمولات الثقيلة التابع لنظام الاطلاق الفضائي SLS سيشكلان معاً المكوك الأكثر تقدماً على الاطلاق والذي سيسمح لنا القيام برحلات بعيدة تصل للمريخ وما بعده .

قبل الذهاب للمريخ لا بد من القيام برحلات تجريبية حيث ستتيح الكويكبات القريبة من الأرض فرصة فريدة لتجربة التقنيات والقدرات الجديدة التي نحن بحاجة اليها في رحلاتنا الى المريخ. بحدود عام 2019 سنقوم بإطلاق مهمة روبوتية تلتقي بكويكب قريب من الأرض ، وستقوم المركبة إما بالتقاط الكويكب بكامله أو تحصل على صخرة من كويكب أكبر بكثير ثم تعيد توجيه الكويكب الأساسي الى مدار مستقر حول القمر . في العقد المقبل رواد الفضاء على متن المركبة الفضائية أوريون سوف يستكشفون هذا الكويكب ويعودون الى الأرض مع عينات مأخوذة منه.

التقنيات التي سنقوم بتجربتها خلال بعثة إعادة توجيه الكويكب وقدرات الرحلات المأهولة التي سنختبرها عن طريق ارسال رواد الفضاء الى الكويكب ستساهم بشكل كبير في تقدم مجال ارسال البشر بشكل آمن إلى المريخ. تتضمن هذه التقنيات وسائل كمحركات الدفع التي تعمل على الطاقة الشمسية والتي ستكون طريقة فعالة لمساعدتنا على نقل أجسام كبيرة وحمولات ثقيلة لدعم مستقبل المهمة على المريخ.

ارسال البشر الى عمق الفضاء حول القمر أيضاً سيساعد في تقدم التقنيات من أجل المهمات الفضائية على سطح المريخ وضمن المدار حوله وعلى أقماره أيضاً .فالفضاء حول القمر مختلف عنه حول مدار الارض المنخفض لكنه مشابه لحد كبير لما ستختبره المركبة الفضائية أوريون في رحلتها إلى المريخ وعودتها منه. فعلى سبيل المثال الاشعة الشمسية والكونية شديدة جداً. يمكننا أيضا أن نبدأ تدريباتنا على المعدات والتقنيات في المنطقة من الفضاء خارج الغلاف الجوي للأرض والممتدة حتى المدار حول القمر وذلك كتدريب على العمليات في أعماق الفضاء كالمشي في الفضاء والتأقلم مع التأخير في التواصل مع الارض بسبب المسافة البعيدة.

المريخ يدعونا لاستكشافه، فقد تجيب الرحلات إلى المريخ على بعض الأسئلة الأساسية الهامة في تاريخ البشرية : هل توجد حياة خارج الارض؟ هل يمكن للبشر العيش على سطح كوكب المريخ في المستقبل ؟رحلة الاجابة على هذه الأسئلة لها مخاطرها،لكن ما سيحققه البشر كفائدة يستحق المخاطرة. تتطلب مواجهة التحديات المتبقية أمامنا لإرسال البشر الى المريخ إبداعاً وابتكاراً كبيرين . سيكون العقد المقبل حافلاً بالتطور التكنولوجي السريع من جهة وبالرحلات الإختباريّة من جهة أخرى :

- في كانون الأول 2014 سيتم القيام بأول تجربة تحليق لمركبة أوريون.

- في 2015 سوف تمرّ New Horizons بالقرب من بلوتو لمشاهدة هذا العالم المتجمد للمرة الأولى عن قرب.

- سيشهد عام 2016 انطلاق مهمتين ثانيتين الى المريخ، InSight و مسبار منظمة الفضاء الأوربية اكسومارس ExoMars لدراسة الغلاف الجوي للمريخ ،في نفس الوقت ستقلع مهمة أوسايرس-ريكس OSIRIS-Rex لدراسة وجمع عينات من أحد الكويكبات .

- في نهاية ال 2017 سيقوم متعاقدون خاصون في الولايات المتحدة باطلاق رواد من أرض الولايات المتحدة الى المحطة الفضائية.

- في العام 2018 سنقوم بالتحليق بنظام SLS و مركبة أوريون معاً في مهمة تجريبية لمدار مستقر حول

- في عام 2018 سيوسع تلسكوب جيمس ويب الفضائي إدراكنا عبر أعماق الفضاء والزمن، لرؤية الضوء المنبعث من اول النجوم في الكون.

- حوالي العام 2019 سننطلق برحلة فضائية روبوتية لالتقاط كويكب واعادة توجيهه .

- في 2020 سوف نرسل مسباراً جديداً الى المريخ ليتابع خطى كيريوسيتي في البحث عن أدلة عن وجود الحياة،ويمهد الطريق من اجل مستقبل استكشافات الانسان.

- في عام 2021 ستنطلق SLS ومركبة أوريون مجتمعين في أول مهمة مأهولة معاً.

- في منتصف العقد القادم سيقوم رواد الفضاء بدراسة الكويكب الذي تم نقله ووضعه في أحد المدارات حول القمر والعودة الى الارض مع العينات التي قد تحمل الأدلة على أصل النظام الشمسي والحياة على كوكب الأرض.

ستليها العديد والعديد من المهمات الأخرى في طريقنا للوصول الى المريخ، ربما سنشهد خلال حياتنا هذه القفزة العملاقة للبشرية ،ما رأيكم هل ستكون في وقت قريب؟

المصدر: هنا

حقوق الصورة: NASA