البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

في مقابلة مع العالم : Lewis C Cantley من جامعة هارفارد يتكلم فيها عن تجاربه ورؤيته وتوقعاته

بداية الرحلة :

في بداية رحلتك كباحث اكتشفت انزيم "فوسفو اينوزيتيد كيناز"PI3K ولايزال مركز الاهتمام لأبحاثك هلّا أوجزت لنا دور هذا الأنزيم ؟

انزيم فوسفو اينوزيتيد كيناز "PI3K" يقوم بإنتاج أحد الشحوم "ليبيد " هو PIP3 عن طريق فسفرة حلقة الاينوزيتول في مركب ""PIP2" وتحويله لمركب "PIP3" ثلاثي فسفاتيديل اينوزيتول وقد وجد زيادة في فعالية هذا الأنزيم في السرطانات ،وتوافق

عيار منتجه PIP3 مع التحولات السرطانية في الخلايا المدروسة .

الربط بين السرطان ومرض السكري :

ضمن مراجعة منشورة لك في عام 2002 تنبأت ان دراسة سبيل عمل "PI3K"سيمكننا من التطلع لتحقيق أهداف جديدة في مجال السرطان والسكري .هل كنت تدرك حينها أنه يمكن الربط بين السرطان و الاضطرابات الاستقلابية كالسكري؟

نعم كنا ندرك ذلك فخلال بحث نشرناه سابقا أشرنا أن أنزيم "PI3K" لا يتفعل بواسطة عوامل النمو فقط مثل EGF او PDGF ولكنه يتفعل ايضا بواسطة الانسولين . حيث أن تثبيط "PI3K" في الفئران المعدلة وراثيا أدى إلى تثبيط إشارة الانسولين .كانت المخابر الأخرى تجري تجاربها على الذباب والديدان التي تملك مستقبلا واحدا يستجيب للأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين(IGF) بينما كنا نجري تجاربنا على خلايا الثديات التي تملك مستقبلا مستقلا لكل منهما.

وبسبب علاقة هذا الأنزيم بالأنسولين فإنه يلعب دورا هاما في توزيع السكر على الخلايا.

الغلكوز للعضلات والدماغ والفركتوز يتحول إلى شحوم

-ماهي أهمية نوع السكريات التي نتناولها ؟

في حين أنه لافرق بالنسبة لخلايا الجسم بين الغلوكوز والفركتوز من ناحية الاستقلاب إلا أن الأمر يبدو مختلفا في الكبد،فالكبد لا يملك الأنزيم الذي تملكه باقي الخلايا للتبديل بين الغلوكوز والفركتوز فلا يمر الفركتوز إلى سبيل تحلل الغلوكوز بل عوضاً عن ذلك يمر الفركتوز مباشرة نحو تشكيل الشحوم ويقوم الكبد بتصفية كل الفركتوز القادم إليه وتحويله إلى شحوم أما الغلوكوز فانه يبقى في الدم لفترة أطول .

لذلك نقول عن النشاء أنه مسبّب لفرط سكر الدم لأنه يبقي مستويات الغلكوز مرتفعة لمدة طويلة وهذا مفيد للدماغ والعضلات التي تتغذى على الغلكوز، عند تناول جزيئة سكروز واحدة تتحول إلى جزيئة غلكوز يستخدمها الدماغ والعضلات وجزيئة فركتوز تُخزّن كشحم

دماغنا يقدم خدمة للنباتات :

هل يعني ذلك أنك ستتناول كميات أكبر من السكر اذا كنت تأكل الفركتوز بدلا عن الغلكوز؟

بالضبط ! فأنت تحتاج إلى ضعف كمية السكروز(المنتج للفركتوز) بالمقارنة مع النشاء(المنتج للغلوكوز) لتحصل على نفس القدر من الطاقة للدماغ والعضلات. والدماغ يدرك ذلك فيقوم بردة فعل ويطلب منك أن تتناول المزيد من الطعام وبالتالي ستصل إلى إدمان المحلّيات. وقد يتساءل أحدهم لماذا نطور مثل هذا النظام المعقد ؟ لماذا فقط الكبد يحوّل الفركتوز الى شحوم مباشرة ؟

نحن نملك علاقة تعايشيه مع النباتات التي تغلف بذورها بالفركتوز كي نرغب نحن بتناولها ونشرها في كل مكان ولكن في المقابل يقدم لنا الفركتوز القادم مع ثمار نهاية الصيف مصدرا جيدا للطاقة التي نختزنها كشحوم لعدة أشهر إذا ما حدثت مجاعة كما في العالم القديم أما الآن فنحن لا نعاني من أي مجاعة بل نراكم الشحوم دون أن نستخدمها.

حواء والتفاحة :

هل يضيف هذا كله تفسيرا جديدا "لحواء والتفاحة " ؟

من المحتمل أنك تحتاج أن تأكل كمية كبيرة من التفاح لتحصل على نفس كمية الفركتوز الموجودة في علبة كولا "40 "اونصة .والطريقة التي اعتدنا استخدامها لتجنب هذه المشكلة هي باستعمال المحلّيات الصنعية .والمشكلة في هذا الأمر أن الدماغ يفقد السيطرة على كمية الغلوكوز القادمة إليه عبر هذه المحلّيات والتي اعتاد أن يسيطر عليها بمعرفته طعم السكر الحقيقي فيوعز للجسم بتناول كميات أكبر من المحلّيات بغية الحصول على الطاقة ، وإن تناول كميات أكبر من المحليات سيؤدي لزيادة الإدمان عليها .

والطريقة الوحيدة لتجنب هذه المشكلة هي أن تقلع عن كل المحليات الصنعية بالإضافة للغلكوز حيث يقوم الدماغ عندها ببرمجة نفسه على الكميات الجديدة وعندها لن تضطر لتناول المحليات مجددا.

المصادر:

هنا