الفيزياء والفلك > فيزياء

هل وجد العلماء تفسير الحفرة الغامضة في سيبيريا

اكتشفت حفرة عملاقة في منطقة نائية في سيبيريا تعرف لدى السكان المحليين بـ"نهاية العالم" و قد تسببت هذه الحفرة بضجة كبيرة في روسيا لذا تم إرسال مجموعة من العلماء للتحقق من أمرها

وقد تم تسليط الاضواء للمرة الأولى هذه الحفرة العملاقة المكتشفة في منطقة غنية بالنفط والغاز في فيديو على موقع اليوتيوب تمت مشاهدته أكثر من 7 ملايين مرة وقد كتب الشخص الذي قام بتحميل الفيديو " إن الحفرة هائلة الحجم إلى درجة أنه بإمكانك أن تنزل فيها العديد من الطائرات من طائرات الهليكوبتر دون أن تخاف من اصطدامها بشيء "

تقع الحفرة في منطقة دائمة التجمد على بعد حوالي 30 كيلومتر من حقل غاز ضخم على بعد 2000 كيلومتراً شمال شرق موسكو وقد دفع ظهور هذه الهوة الغامضة للعديد من التخمينات وحتى النظريات الغير مألوفة كبعض من قال أنها قد تكون ناجمة عن شيء ما من خارج هذا العالم ، وقد اقترح البعض أن الكائنات الفضائية قد تكون سبب وقوعها. أما بعض النظريات الأولية التي اقترحت أن الحفرة قد تكون ناتجة عن نيزك تم استبعادها من قبل العلماء.

و يقول فاسيلي بوغويافيلينسكي المدير المساعد لمعهد أبحاث النفط والغاز التابع للأكاديمية الروسية للعلوم : من المرجح أن تكون الحفرة ناجمة عن ذوبان الجليد تحت الأرض في المناطق دائمة التجمد محررة الغاز الذي تراكم و ارتفع ضغطه و اخترق سطح الأرض.و في مرحلة ما وقع انفجار دون لهب"

آندريه بيلخانوف أحد كبار الباحثين في المركز العلمي لدراسة القطب الشمالي قاد بعثة لفحص الحفرة. وعن ذلك يقول بيلخانوف: يبلغ قطر الحفرة نحو 40 مترا من الداخل و 60 مترا من الخارج ولو أردت معرفة عمقها فستحتاج لمتخصصين مع معدات تسلق الجبال الخطرة لقياس عمقها على وجه التحديد. في التجارب التي أجريت في 16 تموز كان الهواء بالقرب من أسفل الحفرة يحتوي على تركيز عالي غير عادي من غاز الميتان (ما يصل إلى 9.6 بالمئة) في حين يحتوي عادة على 0.000179 % فقط من غاز الميتان.

و باعتقاد بيلخانوف و فريقه فتشكل الفوهة مرتبط بصيفي يامال الحارّين بشكل غير طبيعي في عامي 2012 و 2013 اللذان كانا أكثر دفئا من العادة بمتوسط 5 درجة سيليسيوس

اقترح الباحثون أنه بارتفاع درجات الحرارة، ذابت الطبقات الدائمة التجمد و انهارت مطلقة غاز الميتان الذي كان محصوراً تحت الأرض الجليدية. كما قام العلماء بقياس المستويات الإشعاعية ووجدوا أنه لا وجود لإشعاعات خطيرة.

فيما وضح باحثون آخرون بأن ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى الطويل قد تكون مسؤولة عن ذلك و أن ذوبان الثلوج المستمر و البطيء في المنطقة كان من الممكن أن يكون كافيا لإطلاق غاز الميتان و أن يخلق حفرة كبيرة كهذه

لاحظ فولفغانغ هابيرتن، و هو كيميائي جيولوجي في معهد آلفريد فيجنر في بوتسدام، ألمانيا. أنه على مدى السنوات العشرين الماضية ، أصبحت الطبقات الدائمة التجمد أكثر دفئا بحوالي 2 درجة سيليسيوس على عمق 20 مترا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ويخمن هابيرتن أن طبقة جليد سميكة فوق التربة في موقع حفرة يامال قد أطلقت غاز الميثان المحاصر بسبب ذوبان الطبقات الدائمة التجمد.

يقول هابيرتن أنه لم يرى قط من قبل حفرة مشابهة لحفرة يامال في القطب الشمالي. أما لاري هينزمان و هو مختص في حركية الطبقات الدائمة التجمد في جامعة آلاسكا و مدير المركز الدولي لبحوث القطب الشمالي أنه من الممكن أن تصبح هذه الحفر أكثر شيوعا في المناطق الدائمة التجمد مع ارتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة

يبقى غاز الميتان مستقرا و متجمدا في درجات حرارة معينة و لكن تصبح الطبقات الدائمة التجمد أقل قدرة على كبح تراكم الغازات تحت السطح بازدياد دفئها مما يؤدي إلى إطلاق الغاز

لم يتم تحديد عمق الحفرة بشكل دقيق بعد. وعندما حاول بيلخانوف و فريقه أن يقيسوا عمقها بواسطة كاميرا فيديو موصولة بحبل طوله 50 متر، لم تصل الكاميرا إلى القاع. وتشير لقطات الفيديو إلى أن المسافة نحو الأسفل حتى بركة الماء في أسفل الحفرة حوالي 70 مترا.

يقول بيلخانوف " من أجل التأكد مما سبب الحفرة نحتاج إلى زيارة أخرى من أجل تفقد تركيز غاز الميتان في الهواء و المحصور في جدران الحفرة ، على كل حال، سوف يكون أمرا صعبا"

يضيف بيلخانوف " إن حواف الحفرة تذوب ببطء و تسقط إلى داخل الحفرة، يمكنك سماع الأرض تهوي، و تستطيع سماع الماء يجري، إنه شيء مخيف نوعا ما"

منذ الإبلاغ عن الحفرة ، لاحظ رعاة الرنة المحليون حفرة ممائلة و لكنها أصغر و في مكان قريب، و لكن لم يتم التأكد من وضع هذه الحفرة بعد. ويشعر العلماء بالقلق من انطلاق غاز الميثان المحاصر لأنه قد يهدد الصناعة و المجتمعات المحلية

يقول بلخانوف : " إذا حدث إطلاق مشابه للغاز في حقل (بوفانينكوفسكوي) والذي يبعد 30 كيلو متر فقط، فقد يؤدي إلى حادث، و نفس الأمر إذا حدث ذلك في قرية ما "

اقترح الآن الباحثون أن يتم الحفر في الطبقات الدائمة التجمد من أجل تجنب مثل هذه الحوادث

يقول هاينزمان : " من الممكن الإفراج عن الضغط إذا عرفت أماكن تراكم الغاز، وحتى من الممكن استخدام هذا الغاز.

المصادر:

هنا

هنا