البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

اكتشاف وظيفة جديدة للخلايا الدبقية النجمية في الدماغ متعلقة بالذاكرة

تنتمي الخلايا النجمية إلى الخلايا الدِّبقية، و تكمن وظيفتها في دعم العصبونات (الخلايا العصبيّة) وحمايتها وتأمين التغذية لها؛ كما تساهم بتشكيل الحاجز الدمويّ الدماغيّ المعروف بدوره الهام في تصفيه السموم والجزيئات ومنعها من الوصول للخلايا العصبية.

وقد ساد الاعتقاد أن العصبونات هي المسؤولة عن الوظائف الإدراكية ومعالجة المعلومات ولا دور للخلايا الدبقية في ذلك، لكن دراسةً جديدة قلبت المفاهيم إلى حدٍّ ما وأثبتت وجودَ دورٍ للخلايا الديقيّة في ذلك؛ وكان لموجات غاما الدماغية دورٌ هام في هذه الدراسة لذا فلنتعرف عليها...

عندما يلفت انتباهك شيء ما أو عند انتظارك لشيء ما، تنبعث في دماغك إشارة كهربائية فريدة تدعى بأمواج غاما، هذه الأمواج مرتبطة بالوظائف العقلية العليا، وقد استطاع العلماء تجريبياً إيجاد الرابط بين هذه الأمواج والخلايا الدبقية عند الفئران حيث لاحظوا أن تشكّل إشارات عصبية في الخلايا الدبقية يؤدي إلى حدوث ذبذبات من نمط غاما.

حيث قام العلماء في التجربة المعهودة لهذا الشأن بحقن الفأر المخبريّ بفيروس يحمل سمّاً، حيث يعطّل هذا السم الإشارة العصبية التي تتشكل في الخلايا الدبقية فقط دون التأثير على العصبونات، ثم حقنوا مادة كيميائية تثير أمواج غاما، فلاحظوا أن الأمواج كانت أقصر عندما كانت الخلايا الدبقية معطلة مقارنة مع دماغ سليم لفأر آخر.

ولكننا ذكرنا في البداية أن هذه الخلايا النجمية تساهم في تشكيل الذاكرة، فأي نمط من الذاكرة هذا وما الرابط مع موجات غاما؟!

إنها الذاكرة المتعلقة بتمييز الأشياء و إدراكها.

ذلك أن الفئران التي تم تعطيل الخلايا الدبقية فيها بدت سليمة أولاً لكن بعد ذلك اتضح أنها تواجه مشاكل في اختبارات التعرف على الأشياء.

إذ من البديهي أن الفئران ستستغرق فترة في التعرف على الأشياء الجديدة في بيئتها، لكن الفئران التي تم تعطيل الخلايا الدبقية فيها استغرقت فترة في التعرف على جميع الأشياء (سواء المألوفة أو الجديدة) وذلك لأن الذاكرة المسؤولة عن تمييز الأشياء الجديدة اختفت بالكامل، دون التأثير على الأنواع الأخرى من الذاكرة، فغدا القديم يساوي الجديد وكلٌّ يتطلب وقتاً طويلا للإدراك!

ما شكّل مفاجأة للعلماء أن الخلايا الدبقية تعمل بشكل بطيء يقدر بالثواني بينما تقدر سرعة العصبونات في العمل بالميلي ثانية ما جعلهم يستغربون دور الخلايا الدبقية في عمليات تتطلب سرعة حاسمة كتشكيل الذاكرة!

إذن ما هو التفسير المناسب؟

يكمن دور الخلايا الدبقية بتهيئة البيئة المناسبة لتشكل أمواج غاما وهذه الأمواج بدورها تزيد من قدرة الدماغ على التعلم والتغيير من قوة اتصالاته العصبيّة.

في النهاية، تعتبر المعلومات المكتشفة في هذه الدراسة حجر أساس فقط؛ فللذاكرة أنواع عديدة منها التعرف على الأشخاص و الأماكن و الحقائق و الأمور التي حدثت في الماضي، لذا يأمل العلماء في القدرة على فهم أفضل لكل أنواع الذاكرة ومعرفة دور أمواج غاما في ذلك.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا