الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

ضفدع دخيل يهدد حياة العديد من الكائنات في إحدى أكثر مناطق العالم تنوعاً حيوياً

تواجه الحياة البرية الفريدة من نوعها في جزيرة "مدغشقر" غزوا كبيرا من قبل الضفادع السامة قد يدمر أنواعا من الحيوانات المحلية الموجودة في الجزيرة. فقد تواجه الثعابين التي تتغذى على ضفدع الطين (العلجوم) خطر التسمم كما هو حال الكثير من الحيوانات التي تميز الجزيرة، كحيوان الليمور والطيور المستوطنة،هذه الانواع قد تتسبب بالأذى للانسان أيضا.

حذر باحثون في مقال نشر بعنوان "رسالة إلى الطبيعة" انه قد تم مشاهدة ضفادع الطين الآسيوية، في آذار بالقرب من تواماسينا (أكبر ميناء في البلاد الإفريقية). ويشتبه أن هذه البرمائيات قد وصلت من آسيا عبر حاويات الشحن وتتنتهز الفرصة الآن في "الملاذ والمناخ الأمثل" كما وصفه الكاتب، لإثبات وجودها.

يذكرنا اكتشاف هذا الغزو بالوباء الذي سببته ضفادع القصب الاسترالية. لهذه الحيوانات صلة قرابة مع ضفادع الطين الشائعة، ولقد أُدخلت عمداً إلى استراليا في عام 1935 فشرعت في تدمير قطعان من الحيوانات المحلية كما انتشرت في معظم أنحاء البلاد متحدية محاولات القضاء عليها. ولقد حذر الباحثون من احتمال حدوث ذلك الآن في مدغشقر. وبالفعل، تم الإبلاغ عن أن هذا النوع من الضفادع فتاكٌ للثعابين بما فيها أفعى الأرض التي تم العثور عليها في أماكن أخرى .

بشكل مشابه لما سببته ضفادع القصب من أضرار، فان العلماء يحذرون من أنه أكثر من 50 نوع من الثعابين المستوطنة مهددة لأنها قد تأكل الضفادع السامة. كذلك هو الأمر بالنسبة للأنواع التي تتميز بها جزيزة مدغشقر مثل حيوان الفوسا (الشبيه بالقط ) والليمور والطيور المستوطنة. ويمكن أيضا لهذه الضفادع أن تنشر الأمراض بين البرمائيات الأخرى وتلوث مياه الشرب وتنقل الطفيليات للانسان.

لم ينتشر هذا النوع بعد على نطاق واسع في جزيرة مدغشقر، ولكن تم العثور على الضفادع في منطقة تبعد 25 كيلومتر فقط عن محمية بيتابونا الطبيعية، و ايضا على بعد مسافات قصيرة من نقاط دولية ساخنة ذات تنوع حيوي هام . إن سرعة انتشارها غير محددة تماماً، ولكن تم ضبط زيادة في مساحة انتشارها يقدر ب50 كيلومتر كل سنة.

لا تقتصر المأساة المحتملة على مدغشقر فقط، فبحسب أحد العلماء، هناك الآن خطر من انتشار هذه الضفادع من مدغشقر إلى جزر أخرى في المحيط الهندي مثل جزر ماسكارين وجزر القمر و سيشيل.

ووفقا لأحد الاعضاء في منظمة غير حكومية متخصصة في التنوع البيولوجي وتتتبع انتشار البرمائيات فانه بالفعل قد تم تجميع الضفادع وإزالتها، وان هذه المنظمة تقتفي أثر البرمائيات الآن.

الحل بحسب أحد العلماء هو أن تصادر الضفادع و يتم إبادة شراغيفها، كما يجب أيضاً تجفيف البرك لوقف تكاثرها فنحن في المراحل المبكرة لنمو اعدادها، وينبغي وضع برنامج لابادتها على وجه السرعة بما أن ازدياد اعدادها لا يزال صغيرا نسبيا ومن الممكن التحكم به.

المصدر:

هنا