الطب > مقالات طبية

تدخين الأمهات أثناء الحمل قد يسبب تغيرات جينية لدى الأطفال

أظهرت أكبر دراسة من نوعها أنّ التدخين أثناء الحمل يمكن أن يسبّب تغيّرات فوق جينية epigenetic لدى الجنين، مما يؤدي إلى تشوهات خلقية ومشاكل صحية في وقت لاحق في الحياة.

التغيرات الفوق جينية epigenetic هي تغيرات كيميائية قابلة للعكس تطرأ على الأسس الآزوتية في ال DNA وفي بعض الأحيان على الأحماض الامينية المشكلة للبروتينات الهيستونية، وتؤثر بالنتيجة على التعبير المورثي لتلك المورثات.

لم يكن العلماء متأكدين أن التدخين أثناء الحمل قد يؤدي إلى تغيرات من هذا النوع، إلا أن دراسات سابقة أشارت إلى أن التعرض للسموم الموجودة في دخان التبغ يمكن أن يسبب تغيرات في الحمض النووي للجنين. فهناك أكثر من 7،000 مادة كيميائية موجودة دخان التبغ، المئات منها ضارة، و69 منها على الأقل مسرطنة . وفي دراسة نُشرت عام 2011، تقصّى الباحثون العلاقة بين التعرض لدخان التبغ وحدوث تغيرات في الحمض النووي (هذه التغيرات من الممكن أن تؤدي إلى اختلاف في آلية عمل الجين وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض معينة، بما في ذلك السرطان) ، حيث فحصوا الحمض النووي لدى 173 طفل ولدى أمهاتهم، فوجدوا أن الأطفال من الأمهات اللواتي يدخنّ أثناء الحمل أكثر قابلية بمرتين للتعرض بتغيرات في الحمض النووي في مورثات مسؤولة عن الاستجابة المناعية وعدة أنواع من السرطان.

في دراسة حديثة وجدت كريستينا ماركوناس وزملاؤها من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية أنّ الأطفال حديثي الولادة من الأمهات اللواتي يدخنّ أثناء الحمل هم أكثر قابلية لحدوث تغيرات في الحمض النووي لديهم من الأطفال حديثي الولادة من غير المدخنات. حيث درست ماركوناس وفريقها عينات دم من 889 طفل حديث الولادة، 287 منهم كانت أمهاتهم تدخّن في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فوجدوا صلة بين تدخين الأمهات الحوامل وتغيرات في 110 مورثة. وبالتالي فإن لديهم خطورة أكبر للإصابة بالعيوب الخلقية وهم أكثر عرضة للمعاناة من بعض المشاكل الطبية من نظائرهم من الأطفال من النساء اللواتي لم يدخنّ أثناء الحمل. كما يستمر هذا التفاوت مابين الأطفال من الأمهات المدخنات وغير المدخنات حتى مرحلة البلوغ.

بعض الجينات المتضررة تلعب دوراً في المشيمة، ونمو الجنين، وتعاطي المخدرات، والإدمان على النيكوتين وكذلك لها دور في القدرة على التوقف عن التدخين، ولهذا تأكدوا أن أطفال النساء اللواتي يدخنّ خلال فترة الحمل أكثر عرضة للولادة بوزن منخفض وهم أكثر عرضة للإدمان على النيكوتين والمخدرات عند البلوغ أكثر من الأطفال الذين لم يتعرضوا لدخان التبغ قبل الولادة.

يعتقد الفريق أنهم بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هذه التعديلات في الحمض النووي تستمر مدى الحياة...

المصدر:

هنا