الطب > علوم عصبية وطب نفسي

خمس طرق واعدة للقضاء على الخرف (ألزهايمر)

الخَرَف هو انحدار تدريجي في القدرات الوظيفية العقليّة كالتفكير والذاكرة والتحليل المنطقي. وتزداد خسارة هذه القدرات تدريجياً مع مرور الزمن حتى الوصول إلى مراحل يعجز فيها الشخص عن القيام بأبسط النشاطات اليومية. كما قد تُصاحب هذه الأعراض تغيُّرات في الشخصية والمزاج والسلوك.

لا يُعدّ الخرف مرضاً بحد ذاته، بل هو مجموعة من الأعراض التي قد تنشأ نتيجة لعدة أسباب، أهمّها الأمراض التنكّسية العصبية (مثل ألزهايمر، پاركنسون، هانتنغتون)؛ حيث يقف مرض ألزهايمر في مقدّمة مسببات الخرف، مسؤولاً عن 60% إلى 80% من الحالات.

و يُعتقد أنّ ما يقارب 20% من حالات الخرف قابلة للعلاج، بل والشفاء في بعض الأحيان. وهي غالباً تتمثل في تلك الحالات الناجمة عن الكحول أو الاختلاطات الدوائية أو اختلال التوازن الهرموني، أو حتى الاكتئاب (ما يُعرف بالخرف الزائف).

و ها هي الطّرق الخمس الواعدة، و التي يعمل العلماء من خلالها على القضاء على الخرف:

1. فتح الدماغ:

لعلّ العقبة الأكبر التي تحدّ من فعالية علاج الخرف هي عملية إيصال الأدوية إلى الدماغ بكميّات كافية. وإنّ التحدّي الأهم الذي يواجه الباحثين و أخصائيي الأدوية هو كيفية تسهيل عُبور الأدوية لما يُعرف بالحاجز الدموي الدماغي (Blood Brain Barrier BBB)، وهو طبقة من الخلايا البطانية المُتراصّة بإحكام، والتي تُبطّن جميع الأوعية الدموية في الدماغ، بحيث تمنع مرور العديد من المواد إلى الدماغ، وتسمح بمرور بعض المواد مثل سُكّر الغلوكوز بطُرق مختلفة.

تتجه الأنظار حالياّ إلى معهد "صَني بروك Sunnybrook" للأبحاث في تورنتو، كندا، حيث سيتم "فتح" الحاجز الدموي الدماغي في الإنسان للمرّة الأولى، وذلك عبر حقن فُقاعات مُتناهية الصغر microbubbles في الدم، ومن ثَم تحفيزها على التذبذب باستخدام الموجات فوق الصوتية، مما سيؤدي ميكانيكياً لإجبار الحاجز على الفتح لساعات قليلة، مُتيحاً المجال للمواد الدوائية لأن تتسرّب إلى الدماغ.

2. اختبار الأدوية خلال مراحل مبكّرة:

إن أعراض الخرف قد لا تظهر إلا بعد سنوات، أو حتى عُقود، من بداية حدوث الضرر في الدماغ. مما يُفسِّر، حسب رأي كثير من العلماء، فشل العديد من الأدوية في التجارب. حيث أن الأدوية تُعطى عادةً للمريض الذي تظهر لديه الأعراض، ويكون قد وصل إلى مراحل متقدمة من المرض.

في تجربة ستبدأ لاحقاً هذا العام، سيقوم الباحثون باختبار أدوية ألزهايمر على مجموعة محددة من السّكان في بلدة يارومال Yarumal، كولومبيا. و تتميز هذه المجموعة السكانية بوجود طفرة جينيّة نادرة في المورثة (PSEN1)، وهي مسؤولة عن نشوء مرض ألزهايمر في الأفراد الحاملين لهذه الطفرة مع وصولهم لعمر الخامسة و الأربعين. و بوجود حوالي 5000 شخص حامل للطفرة، فإن هذا يمثّل فرصة مميّزة للعلماء لاختبار أدوية ألزهايمر في مراحل مُبكّرة من المرض.

إضاقةً لذلك، فإن اختبار الدم للكشف عن ألزهايمر قبل ظهور الأعراض، يمثّل أيضاً خطوة مهمة لإمكانية بدء العلاج مُبكّراً.

3. علاقة الخرف بمرض السّكري-النوع 2:

تزايدت مؤخراً الأدلة التي توضّح العلاقة القوية بين مرض السكري-2 و ألزهايمر. ففي إحدى الدراسات، لوحِظ وجود اللُّوَيحات النشوانية amyloid plaques في أدمغة الفئران المُصابة بالسّكري. هذه اللويحات تُعدّ إحدى أهم العلامات لمرض ألزهايمر. ويعتقد العلماء، بناءً على بحث آخر، أن مشاكل الذاكرة المُصاحبة عادةً لداء السكري-2، قد تكون إشارة إلى أنّها المراحل الأولى من ألزهايمر.

إلّا أن الجانب الإيجابي هنا، أنّ تغيير نمط الحياة نحو الأفضل (التمارين الرياضية و النظام الغذائي الصحي) يُساهم في علاج مرض السكري، ويُحسّن من تدفّق الدم إلى الدماغ، و يَحثّ على نمو خلايا عصبية (عصبونات) جديدة.

4. القضاء على الحالات الالتهابية المُزمنة:

إنّ سرعة تطوّر مرض ألزهايمر ترتبط أيضاً بحالة المريض الصحية بشكل عام. فالمرضى الذين كثيراً ما يعانون من العدوى كالرشح و الانفلونزا، أو من أمراض التهابية مُزمنة كالسكري والسّمنة و أمراض القلب وغيرها، يكون الجهاز المناعي لديهم في حالة فرط نشاط مُزمنة. وهذا بدوره له تأثير سلبي على الدماغ، حيث يحدّ من قدرته على التخلّص من اللويحات النشوانية (لُويحات الأميلويد)، والتي تلعب بدورها دوراً رئيسياً في تطوّر مرض ألزهايمر.

و يقوم العلماء في بريطانيا حالياً باختبار قدرة أحد الأدوية (Etanercept) المضادة لالتهاب المفاصل على مساعدة مرضى ألزهايمر.

5. الهجوم بالأجسام المُضادّة:

أوضحت عدّة تجارب أن "تنظيف" الدماغ عبر إزالة اللويحات النشوانيّة قد لا يكون كافياً لعلاج ألزهايمر. و تقترح إحدى الدراسات الحديثة أن مفتاح العلاج يكمن في القضاء على تكتّلات نشوانية (أميلويدية) صغيرة (Oligomers)، والتي تظهر قبل تشكُّل اللويحات الأكبر.

و تجري حالياً تجربة نوع جديد من الأجسام المُضادة (Gantenerumab) يقوم بمهاجمة اللويحات و التكتّلات معاً. و ستظهر نتائج هذه الدراسة بحلول عام 2016.

المصادر: هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة: هنا