الفيزياء والفلك > علم الفلك

خريطة جديدة للمريخ هي الأفضل حتى اليوم

نشرت هيئة المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة (USGS) أكثر الخرائط شموليةً لسطح المريخ حتى اليوم. تم إنشاء الخريطة الجديدة للمريخ، التي نُشرت يوم الاثنين (14 تموز)، باستخدام الأرصاد القادمة من أربعة مركبات فضائية دارت حول المريخ لفترة تتجاوز 16 عام. ووفقاً للباحثين فإنه من المؤكد أن هذه الخريطة ستطور من فهم العلماء للكوكب الأحمر.

يقول كينيث تاناكا من USGS في بيان صحفي، ‘‘ساهم استكشاف المريخ خلال العقدين الماضيين في تحسين فهمنا للمكونات الجيولوجية والأحداث والعمليات التي شكلت سطح هذا الكوكب. تضع هذه الخريطة الجيولوجية الجديدة هذا البحث ضمن سياقٍ شمولي يُساعد على القاء الضوء على العوامل الممتدة عبر المكان والزمان مما يقدم معلومات تساعدنا في صياغة الفرضيات الجديدة أو اختبارها".

وفقاً للباحثين، تعتمد الخريطة على البيانات التي تم جمعها من قبل ثلاث مركبات فضائية تابعة لناسا -الماسح المريخي الكوكبي (MGS)، اوديسا المريخ ومسبار الاستطلاع المداري المريخي MROبالإضافة إلى مسبار Mars Express التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. تُغطي الخريطة كامل سطح الكوكب، وتضم بيانات متنوعة للكشف عن بعض الرؤى الجديدة.

على سبيل المثال، تكشف الخريطة الجديدة عن أن سطح المريخ أقدم مما كنا نعتقد في السابق. إذ تبلغ مساحة السطح الذي تشكل خلال الحقبة النوحية (حقبة جيولوجية في تاريخ المريخ منذ 4.1 وحتى 3.7 مليار سنة) ثلاثة أضعاف ما كان مقدراً في الخرائط السابقة.

ووفقاً للباحثين تتميز هذه الحقبة في مراحلها المبكرة بمعدلات مرتفعة من الصدمات النيزكية، والتآكل على نطاق واسع بالإضافة لأن وجود الماء في حينها على سطح المريخ هو احتمال وارد بشدة. (يُعتقد بأن الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسية تشكلت قبل حوالي 4.5 مليار عام تقريباً.

تؤكد الخريطة الجديدة أيضاً الابحاث السابقة التي تقترح أن الكوكب الأحمر يتمتع بنشاط جيولوجي حتى يومنا هذا. تُقدم الخريطة أدلة إضافية على أن التغيرات المناخية على المريخ سمحت خلال أزمنة معينة بوجود الماء على السطح والمياه الجوفية بالقرب من السطح بالإضافة إلى تشكل الجليد بشكلٍ مؤقت.

يقول العلماء أن هذه الخريطة الجديدة ستستخدم كمرجعٍ مهم فيما يتعلق بأصل وعمر وتاريخ التغير للمكونات الجيولوجية على الكوكب الأحمر. تقول سوزيت كيمبل المدير التنفيذي في USGS في نفس البيان ‘‘الاكتشافات القادمة المبنية على الخريطة ستمكن الباحثين من تقييم مواقع الهبوط المحتملة للمهمات المستقبلية إلى المريخ والتي يُمكن أن تساهم في الحصول على فهمٍ أكبر لتاريخ الكوكب. ستقدم الخريطة الجيولوجية العالمية الجديدة للمريخ سياقاً جيولوجياً من أجل التحقيقات العلمية المحلية والإقليمية للعديد من السنوات القادمة‘‘.

المصدر: هنا

حقوق الصورة: USGS