الطب > مقالات طبية

حشرات القُرّاد قد تصبح وسيلةً للكشف عن الجراثيم المسببة لداء لايم!

داء لايم؛ مرضٌ مُعدٍ تُسببه جراثيم البوريليا البرغدورفيرية، وينتقل إلى البشر عبر عضّات القُرّاد الحامل للمرض، أعراضه النموذجية تشمل الحمّى والصداع والتعب وطفحاً جلدياً مميّز يُدعى "الحُمامى المهاجرة"، وإذا بقي المصاب بدون علاج قد تنتشر الإصابة للمفاصل والقلب والجهاز العصبي.

يتم تشخيص داء لايم بناءً على الأعراض، والمشاهدات السريرية (الطفح مثلاً)، وإمكانية التعرض للقراد الناقل للمرض، أما التحاليل المخبرية فقد تكون ناجحة لتشخيصه إذا استُخدمت بشكلٍ صحيح وطُبِّقت بطرقٍ يمكن التأكد من صحتها، ومُعظم الإصابات بداء لايم يمكن معالجتها بنجاح بإعطاء المضادات الحيوية لعدة أسابيع.

تُقدم البحوث اليوم اختباراً جديداً قد يُستخدم للكشف عن داء لايم المزمن باستخدام القُرّاد - المعروف بقدرته الجيّدة على نقل الأمراض.

في دراسةٍ جديدةٍ، سُمح لحشرات قراد خاليةٍ من الأمراض أن تعضّ 25 شخصاً سبق أن أُصيبوا بداء لايم وعُولِجُوا منه بالمضادات الحيوية، إضافةً إلى شخصٍ كان يتلقى العلاج خلال التجرِبة.

حدث لدى 10 من المشاركين ما يُعرف بـ"متلازمة ما بعد علاج داء لايم" التي تشمل أعراضها تَعَبَاً وآلاماً عضلية تبقى حتى بعد اكتمال العلاج.

مما كانت تهدف إليه الدراسة أن يُرى ما إذا كانت حشرات القراد قادرةً على التقاط الجرثومة المسببة لداء لايم عبر قدرتها على سحب الدم، وحالياً، ما من وسيلةٍ لمعرفة ما إذا كان الأشخاص المصابون بمتلازمة "ما بعد علاج داء لايم" مازالوا يستضيفون الجرثومة في أجسامهم ،وذلك لأن الاختبارات المتوفرة حالياً لداء لايم لا يمكنها أن تحدد بشكلٍ قاطعٍ ومؤكدٍ إذا ما قُضي على جميع الجراثيم أم لا، ويقول القائمون على البحث: "في حين أن معظم المرضى يتحسنون بعد تلقي المضادات الحيوية لداء لايم، بعضهم تستمر لديهم الأعراض ، وطالما أن سبب استمرارها لديهم غير معروف، فإن إحدى الاحتمالات أن المضادات الحيوية لم تستطع أن تتخلّص من جميع الجراثيم بشكل كامل".

وتقول الطبيبة أدريانا ماركس من المعهد الوطني للأمراض المُعدية والتحسسية: "استخدام القراد للكشف عن جراثيم البوريليا البرغدورفيرية (Borrelia burgdorferi) التي تسبب داء لايم يُسمى بـ‘التشخيص الثَّوائي*‘ وقد استُخدم في دراساتٍ سابقةٍ للكشف عن البوريليا البرغدورفيرية عند الحيوانات، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُجرَّب فيها على البشر، والهدف الأوَّليُّ من هذه الدراسة هو معرفة إذا كانت طريقة ‘التشخيص الثوائي‘ آمنةً للاستخدام عند البشر، وقد أظهرت النتائج أنها آمنة وجيدة التحمّل لديهم، وكان أكثر أعراضها الجانبية شيوعاً حكةٌ خفيفةٌ في مكان التصاق القراد على الجسم".

من بين 23 من المشاركين بالدراسة، كانت نتائج الاختبارات سلبية لجرثومة البوريليا البرغدورفيرية لـ 19 مشاركاً، في حين أن 2 منهم كانت نتائجهما غير محددة، والاثنان الباقيان نتائجهما إيجابية.

ويقول الباحثون: "ما زلنا بحاجةٍ للقيام بمزيدٍ من الدراسات لتحديد معنى النتيجة الإيجابية للإصابة بجرثومة البوريليا البرغدورفيرية، فما زال غيرَ واضحٍ إن كانت النتيجة الإيجابية تمثل وجود جراثيماً حية في الجسم، أم تمثل بقاياها بعد الإصابة؟"، حيث أنّ الباحثين في هذه الدراسة لم يستطيعوا الوصول لقرار قطعي فيما إذا كان الشخصان إيجابيّا نتيجة الاختبار يحملان جراثيماً حيةً في جسميهما.

*التشخيص الثوائي: طريقة تُستخدم لتشخيص الأمراض المعدية من خلال تعريض المُصاب لناقلات المرض المُعقمة (الحشرات التي تنقل الكائنات الحية الدقيقة المسببة لهذا المرض)، ثم يُفحص وجود كائنات حية دقيقة في هذه الناقلات بعد اتصالها مع المريض، ويُسمى بالتشخيص الثوائي لأنه يتم على الثوي (المضيف) الناقل للمرض.

المصادر: هنا

هنا

مصدر الصورة: Getty Images