البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

الطفيلي الذي يغير جنسه و يأكل لسان غيره

لا بد و أنكم شاهدتم حشرةً ما سبّبت لكم التقزز ، أو قرأتم عن بعض الديدان التي تتطفل على جسم الإنسان فأصبتم بالقشعريرة ،لكن سأقدّم لكم اليوم ما هو أكثر تسبيباً للتقزز ، إنه كائنٌ متطفلٌ على الأسماك،لكنه نذلٌ إلى درجةٍ كبيرة،فهو يتطفل على لسانها حتى يتم القضاء على هذا اللسان و يستبدله بشيءٍ آخر ، فضلاً عن أنه قادرٌ على تغيير جنسه بشكلٍ كامل، إناثه بطول إنش(2.54 سنتيمتر) وذكوره بنصف هذا الطول .

دعوني أقدم لكم الـ Cymothoa exigua أو "آكل اللسان" ، من رتبة الـ Isopodoa و هي رتبة ينتمي إليها سرطان البحر ، ضحيته المفضلة هي أسماك الـ Snapper بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى و هو protandric hermaphrodites أي أنه يولد كذكر و يكون قادراً على تغيير جنسه فيما بعد-كما ذكرت قبل قليل- و أعدكم بأنه لن تكون هناك المزيد من المصطلحات اللاتينية بعد الآن في هذا المقال.

بداية الغزو:

في البداية تسبح هذه الطفيليات الصغيرة و التي لم تنضج جنسياً بعد، تسبح في الماء إلى أن تقابل السمكة المضيفة، فتنطلق داخل جسمها لتصل إلى الطريق التنفسي ، و هناك تبدأ إقامتها-و كلها ذكور- و بعد فترة و عندما تصل مرحلة النضوج يغيّر أحد الذكور جنسه إلى أنثى و التي تتحرك في الطريق التنفسي وصولاً إلى الفم، و باستعمال الأقدام الخلفية و العضة القوية تثبت نفسها على اللسان و هنا تبدأ مأساة السمكة ، حيث تقوم هذه الطفيلية بامتصاص الدماء الموجودة في اللسان فتتضرر أنسجة اللسان إلى الحد الذي يؤدي إلى ضموره-أي اللسان- بالكامل و يتم طرحه خارج الجسم. والآن ماذا ستفعل هذه السمكة؟

ستستعمل هذه الطفيلية كلسانٍ بديل! و ستستطيع–أي السمكة المسكينة- متابعة الحياة لكن ليس كما لو لم يكن هناك طفيليات و ستعتمد هذه الطفيلية أيضاً على المفرزات المخاطية الخاصة بالسمكة كنوعٍ من الغذاء ، و إذا كان ذلك غير كافٍ لإدهاشكم و ربما لجعلكم تقرفون ، رويدكم! ، فالطفيلي لم يبدأ التكاثر بعد.

التكاثر:

بعد هذه الكارثة –بالنسبة للسمكة طبعاً – ينتقل أحد الذكور المتواجدون في الجهاز التنفسي ( هذا في حال بقي أحدهم ) إلى الفم ليقوم هو و الأنثى الموجودة هناك بالتكاثر مما يؤدي إلى ازديادٍ في عدد أفراد العائلة. مقزز جداً!

إذاً هذا الطفيلي يتغذّى على الدماء الموجودة في لسان السمكة ثم يقضي عليه و يحل محل اللسان (و هو ليس بفعالية اللسان الأصلي بالتأكيد) و من ثم يتكاثر داخل فم السمكة، إن هذا الطفيلي يختار ضحاياه من بين أسماكٍ تعيش على أعماق تتراوح من 2 إلى 60 متراً، و هذه هي الأعماق التي تُصطاد منها الأسماك، و بالتالي الأسماك التي نشتريها ، لكن لا تقلقوا فالطفيليات في هذه الأسماك ليست خطيرةً على الإنسان، و مع ذلك هناك قوانينٌ تمنع بيعها إذا كانت قد تعرضت للتطفل.

و على فكرة ، في جسمك الآن عزيزي القارىء الكثير من الخلايا البكتيرية التي ليست بشرية ، لكن اطمئن فهي لن تصل إلى ذلك الحجم الكبير الذي تناولناه في هذا المقال و لا تفعل مثل فعله.

ألا ترون أن المحيط الحيوي حولنا مذهل؟!!

المصادر:

هنا