البيولوجيا والتطوّر > التطور

ألم الحبار .. والانتقاء الطبيعي

قد يبدو الشعور المطوّل بالألم والقلق بعد التعرض للأذية أمراً مربكاً، لكن يقترح العلماء بأن ذلك يخدم أهدافاً تطورية.

حيث كشفت دراسة جديدة أن الحبار الذي يتعرض لأية أذية مهما كانت بسيطة يتصرف بحذر أكثر من أقرانه ما يجعله أكثر احتمالية للبقاء،

وأن الشعور المستمر بالألم أكثر فائدة للكائن مما كان يُعتقد سابقاً.

كما وفرت الدراسة الأدلة على أن الحيوانات طورت حساسية مضاعفة للألم – تطيل فترة الألم في بعض الأنواع – استجابة للانتقاء الطبيعي وذلك لتجنب المفترسين.

لا ألم – لا استفادة

لدراسة الجانب التطوري للألم المديد قام Walters وزملاؤه بدراسة الطريقة التي يتفاعل فيها الحبار مع مفترسه الطبيعي سمك القاروس الأسود، فعندما يشعر الحبار بالخطر يبدأ سلسلة من الخطوات الدفاعية حتى ولو كان المفترس بعيداً عنه.

إذ لاحظ الباحثون في المختبرات كيف يسبح الحبار مع مفترسه في نفس الحوض وقارنوا بين الطريقة التي يتجاوب فيها كل من - الحبار المصاب والحبار السليم – مع الخطر القريب، فالحبار الذي أصيبت إحدى أطرافه يستطيع الاستمرار بالعيش، ولكنه يصبح هدفاً محتملاً لسمك القاروس الذي يفضل اصطياد الحبار المصاب حتى من مسافة بعيدة،

ولكن الحبار المصاب تجاوب بحذرٍ أكبر وبدفاعٍ أقوى من أقرانه.

لاحقاً، قام العلماء بحقن الحبار بمخدر يمنع الشعور بالألم بعد الإصابة، ولاحظوا أنه لم يتمكن من القيام بالسلوك الدفاعي الذي أبقاه على قيد الحياة.

يقول الباحثون بأن الحساسية العالية للألم والتي أبقت الحبار أكثر حذراً يمكن مقارنتها بالألم الذي يختبره البشر، رغم كون ألم الحبار مختلفاً تماماً عما نشعر به،

ولكن استجابة الحبار للأذية والألم توفر فهماً جديداً للكيفية التي يتجاوب معها البشر للخطر.

ويضيف العلماء أننا إذا استطعنا فهم المزيد عن الهدف التطوري من الشعور بالألم، فإن ذلك قد يوفر طرقاً جديدةً لمعالجة الألم المرضي لدى البشر.

المصدر:

هنا