البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

الأمطار الحمضية قد تكون سبباً في الانقراض الجماعي للديناصورات.

دعونا أعزائنا القراء نأخذكم إلى الماضي، هناك قبل أكثر من 60 مليون سنة حدثٌ هائلٌ سيسطر فصولاً جديدةً في تاريخ الحياة حيث ضرب نيزكٌ كوكبنا ليقضي على الديناصورات، آلية ما حدث ما تزال موضع نقاشٍ بين العلماء فتعالوا نطالع ما توصلوا إليه.

منذ حوالي 65 مليون سنة، أُبيدَ 71-81% من الأنواع الموجودة على سطح الأرض متضمناً ديناصورات الأرض و ذلك بعد تصادم كويكب في جنوب شرقي المكسيك.تقبل معظم العلماء أن السبب الرئيسي للانقراض الجماعي الذي حصل في العصر الطباشيري كان نتيجة ضربة هذا الكويكب في شبه جزيرة يوكاتان.

لكن وجد علماء يابانيون أن هذا الانقراض ربما قد يكون بسبب هطول أمطار حامضية ناتجة عن انبعاث ثالث أكسيد الكبريت والذي نتج بدوره عن اصطدام الكويكب بعنفٍ بالصخور الغنية بالكبريت. يعتقد البعض أنه ونتيجة اصطدام الكويكب بالأرض نُفِضَ و انتشر الغبار والهباء الجوي و الذي أدى إلى تبريد سطح الأرض و جعله مظلماُ، و بالتالي توقف التركيب الضوئي و تسبب في موت الحياة النباتية و بذلك موت الحيوانات جوعاً.

لكن ومن وجهة نظرٍ أخرى فإن أكسدة المعادن الغنية بالكبريت(بعد اصطدام الكويكب) يمكن أن تسبب انتشار الأمطار الحامضية التي تحمض المحيطات(تزيد حموضتها) وتذيب الهياكل العظمية الكلسية للعديد من النباتات و الحيوانات ، و هذا ما يفسر النسبة العالية للمعادن الكبريتية في الطبقات الرسوبية و يدل على ذلك نوع من النباتات هو الـ

fern spike –النباتات التي نجت من الكارثة و انتشرت بشكل سريع على الأرض ،هذه النباتات تنمو جيداً في التربة الحمضية(مما يدعم فكرة هبوط الأمطار الحامضية الكبريتية)، لكن المشكلة تكمن في أن المنتج المعتاد لأكسدة الكبريت هو ثنائي أوكسيد الكبريت(الأمطار الحامضية بحاجي إلى ثلاثي أكسيد الكبريت) وهذا(ثنائي أكسيد الكبريت) سيبقى في الغلاف الجوي لعدة شهور حتى يتحول ببطء إلى ثالث أكسيد الكبريت قبل انحلاله في الماء لتشكيل حمض الكبريت، و بالتالي فإن مياه الأمطار يمكن أن تكون ذات حمضية ضعيفة(بسبب بطء عملية التشكل).

قام علماء يابانيون بمحاكاة الصدمة بدقةٍ عاليةٍ قدر الإمكان لاكتشاف ما الذي تم إنتاجه بالضبط ، و بعد قيامهم بمحاكاة عملية اصطدام الكويكب، قاموا بتحليل الغاز الناتج عن هذا الاصطدام فوجدوا أنه يحوي على كميةٍ من ثالث أكسيد الكبريت أكبر بحوالي 100 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكبريت، و هذا يعني أن تأكسد كبريتات الكالسيوم اللامائية في المكان الذي اصطدم به الكويكب يعطينا ثلاثي أوكسيد الكبريت والذي يعطي بدوره حمض الكبريت كناتج رئيسي(المسؤول عن الأمطار الحامضية).

توحي الرواسب الموجودة في عصرنا إلى أن الصدمة نثرت كتلاً كبيرة من جزيئات غبار السيليكات ، والتي يمكن أن تعود و تسقط إلى الأرض خلال ساعات أو أيام بعد التصادم ، خلال هذه الفترة تتحد جزيئات ثلاثي أكسيد الكبريت مع بخار الماء في الهواء لتكوين حمض الكبريت في الهباء الجوي sulforic acid aerosols .

تشير الحسابات النظرية للفريق إلى أن جزيئات هذا الهباء الجوي تجمعت حول غبار السيليكات لتكوين قطرات المطر الحامضي بحوالي 0.2مول/دسم3 معطياً درجة حموضة PH=0-1(حموضة شديدة). سبب هطول الأمطار العالية الحموضة انخفاضاً حاداً في درجة حموضة المحيطات و التربة(درجة الحموضة المنخفضة تدل على شدة الحموضة) و هذا(الأمطار الحامضية) يمكن أن يوضح الانقراض الملحوظ أفضل من تفسير الظلام العالمي(الذي ناقشناه في البداية).

تقول Vivi vajda و هي عالمة مستحاثات(الكائنات المتحجرة القديمة) palaeontologist في جامعة لوند في السويد : هناك أدلة قوية تظهر أن ثالث أكسيد الكبريت له دور أساسي في تحمض المحيطات.

لكنها في الوقت عينه أقل اقتناعاً بأن الانقراض الجماعي يمكن تفسيره عالمياً بدون الإشارة إلى الظلام ، مشيرةً إلى أن خطوط العرض العالية لا تظهر أي دليل لسقوط جسيمات السيليكات على الأرض(التي كانت بداية لتشكل الأمطار الحامضية) ،لكنها عانت من الانقراض الجماعي.

و هناك عوامل أخرى أيضاً مثل الظلام الذي نشر الانقراض حول العالم.

الخاتمة: كما رأيتم أصدقاءنا القراء، فقد قام العلماء بصنع النماذج العلمية علهم يلقون ضوءً على واحدٍ من أهم الأحداث في تاريخ الحياة، والاكتشافات التي وصلوا لها من وجهة نظرنا، تجعل دراسة هذه الأحداث أكثر تشويقاً كونها دُرِست بمنظار العلم....

الحاشية:Ablator-1: درع حراري(للوقاية من الحرارة المرتفعة) يضاف إلى الآلات و خاصة مركبات الفضاء

المصادر:

هنا