البيولوجيا والتطوّر > التطور

أمل جديد في نجاة بعض أنواع الغابات المطرية من خطر التغير المناخي

أظهرت نتائج جديدة أنّ بعض أنواع الكائنات الحية المتواجدة حصراً في الغابات المطرية قد تستطيع تفادي الانقراض، والنجاة خلال التغير المناخي، لكن فقط إن لم يكن التغيير مفاجئاً أو شديداً جداً بالنسبة للظروف الحالية لهذه الأنواع.

وبخلاف نتيجة بحث سابق كان قد أعطى صورة قاتمة لمستقبل هذه الأنواع الاستوائية في حال التغير المناخي، يعتقد الباحثون الآن أنّ الصورة قد تكون مشرقة أكثر مما كان معتقداً.

مازال تأثير التغير المناخي على التنوع البيولوجي ليس معروفاً بشكل جيد. وبينما يعتقد الكثيرون أنّ بعض الأنواع لديها القدرة التطورية للتأقلم، إلّا أنّه لا يوجد من يستطيع تأكيد ذلك تماماً، وهناك مخاوف كبيرة أنّ بعض هذه الأنواع قد يكون مصيرها الانقراض.

قامت الدراسة الجديدة بناءً على تجربة تمت في الأعوام السابقة وقامت ببتطويرها، حيث تم نقل ذباب استوائي من نوع يدعى"Drosophila birchii"، يعيش في غابات أسترالية المطرية المعروفة بالرطوبة، إلى أماكن ذات جفاف عال، في محاولة لمحاكاة أثر التغير المناخي المتوقع.

في التجربة الأساسية، مات الذباب خلال ساعات قليلة، ورغم محاولة إنقاذ المجموعة التي نجحت في النجاة لمدة أطول من غيرها، وجعلها تتزاوج لأكثر من خمسين جيلاً، لم يطور هذا الذباب أي مقاومة للتغييرات المناخية، مما أشار على انعدام القدرة التطورية للنجاة في هذا النوع.

قامت التجربة الأولى باختبار قدرة الذباب على النجاة في جو رطوبته النسبية 10%، وهذه درجة متطرفة جداً وهي أكثر قسوة من النتائج التي قد تصل إليها الغابات الاستوائية الرطبة بعد 30 عاماً تحت ظروف التغيير المناخي. ولكن في التجربة الجديدة، تم تخفيض الرطوبة النسبية لتصل إلى 35%، وهو أقرب للتوقعات حول درجة الجفاف التي ستصل إليها البيئة في 30-50 سنة القادمة. فتغيرت النتائج والأجوبة بشكل كبير.

رغم موت معظم الذباب بعد 12 ساعة، نجا بعضها لمدة أطول من ذلك. وبمقارنة عائلات الذباب المختلفة، توصل الباحثون إلى أنّ قدرة النجاة ومقاومة الذباب للبيئة المحيطة قد تكون متأثرة بجيناتها.

لاختبار هذه النتائج، تم إنقاذ الذباب الذي عاش لفترة أطول وتم السماح له بالتوالد. بعد خمسة أجيال، طور أحد الأنواع القدرة على النجاة بنسبة 23% في جو رطوبته 35%.

بالإضافة إلى البحث في تأثير التغيير المناخي المرتقب، فإن الأبحاث أيضاً تشير إلى أهمية التنوع الجيني في النوع ذاته، والذي يعني بدوره إمكانية التطور استجابة للتغير المناخي.

الأنواع الاستوائية تشكل الأغلبية العظمى من التنوع البولوجي في العالم، وتشير النماذج المناخية إلى أنّ هذه الأنواع ستكون الأكثر تأثراً بالتغيير المناخي. لكن هذه النماذج لا تأخذ بعين الاعتبار القدرة التطورية التي قد تبديها هذه الأنواع لتخفيف الآثار السلبية للتغير المناخي.

يدل هذا البحث أنّ الجينات التي تساعد الذباب على النجاة مؤقتاً في مثل هذه الظروف المتطرفة من الجفاف ليست ذاتها التي تساعدها على النجاة في ظروف أكثر اعتدالاً. بحيث تكون المجموعة الثانية من الجينات هي الأهم لكونها هي التي تعطي القدرة للذباب على التكيّف.

مازال هناك الكثير من العمل للقيام به، لكن هذه التجربة تعطي الأمل بقدرة بعض الأنواع الاستوائية على تجاة التغيير المناخي.

المرحلة القادمة من البحث هي معرفة إن كانت الأنواع الأخرى قادرة على التكيف مع هذا الخطر المناخي الذي تم تحمله بواسطة الذباب الاستوائي.

المصادر:

هنا

هنا