الفنون البصرية > فن وتراث

من هذا الّذي آراه في المرآة وفي الصور ؟!

_لماذا نظهر في الصور مُختلفين عمَّ نظهرُ عليه في المرآة؟

_البارحة صباحاً تبدو جميلاً.. البارحة مساءً تبدو جميلاً أيضاً.. إذاً من هذا الّذي ظهر في الصور على الفيسبوك البارحة على أنّهُ انت!؟

إنّها ظاهرة تحدث لأغلبِ الناس حيث يرون أنفُسهم في المرآة مُختلفين عن الصور .. لمَ كل هذا التفاوت؟؟

الجواب ببساطة : عيناك .. عقلك .. المرآة .. والكاميرا يتآمرون لتخريب صورتك.

أولاً) الكاميرا

تُضيف الكاميرا حوالي الـ5 كيلو جرام إلى وزنك في نقاط مُعيّنة من الصورة، حيث تُعد أجهزة الاستشعار في الكاميرا قادِرة على استيعاب الفوتونات ذاتها التي تستوعِبها أعيُننا ولكن الكاميرات تفعل ذلك من خلال عدسة مُعقدة قادرة فعلياً على تغيير طريقة شكلك؛ أي أنّها تُغيّر من شكلك.

العدسة واسعة الزاوية. كما يوحي إسمُها، تلتقط الصور بزاوية واسعة وبمجال رؤية أوسع من عينك.

ويمكن تغير آلية العدسة لتحاكي نوع من الصور يُسمى عين السمكة والتي يمكن تنفُخ الاشياء في المنتصف، وتمتد للخارج. ولكن هناك أيضاً تأثير أكثر دهاء من العدسات الواسعة يسمى التشويه واسع الزاوية؛ حيث تكون أرضية المشهد واسعة جداً بحيث تبدو الاشياء القريبة للكاميرا كبيرة والاشياء البعيدة قليلاًصغيرة جداً.

عادة ماينظر الى العدسات المقربة في الكاميرات على أنها ادوات تعطي المزيد من الإغراء وتزيد جمال اعضاء الجسد، كالأنف وغيره.

ومع الفلاش والظل الخفيف للكاميرا وغيرها من الأدوات نستنتج أنّهُ مهما كانت التأثيرات المُستخدمة جيدة أو سيئة في النهاية ماتراه في الصور مختلف عما تراه في المرآة.

ثانياً) المرآة

الكلام السابق لا يعنيأنّ الكاميرا وحدها هي الكاذبة فالمرآة أيضاً تكذب؛ فهي تقلب صورتك أولاً فترى نفسك بشكل مُعاكس لما يراه الناس ومع أنّه انعكاس بديهي ولانهتم به كثيراً إلّا أنّه يزرع صورة ذاتية في العقل مُخالفة لِما أنت عليه على الواقع .. وعلاوةً على ذلك. هنالك مُشكلة المنظور، فالشخص الذي ينظر في المرآة يقف قريباً منها ولكنّه يرى نفسه بشكل كامل.

وهذا يخلق منظوراً فريداً من نوعه وهو منظور شخص يقف قريباً منك عيناه قريبة نسبياً من رأسك أكثر من قدميك، وبالتالي فشكلك الذي يراه القريب منك مغاير لِما يراه البعيد.

ثالثاً) أنت

أجل إنّه رأسك، فالتفكير بالحركة التي تفعلها وكأنك أمام مِرآة تحُد بشكلٍ كبير من جمالك ومواجهتك للذي أمامك.

مما يؤدي الى نظرك الى نفسك دائماً، مُتفحِصاً جسدك بطريقة مجنونة، ومحاوِلاً اخفاء الكثير من الأشياء كالدهون والسمنة خلف الملابس. وأيضا ستصبح حركات وجهك محدودةً بشكل غريب وهذا سيء جدا !

لتعلم أن الناس وحتى المصورين لا ينظرون إليك كما تنظر أنت. فهم يرون شيء مختلف، وبتفاصيل أقل.

إنها شيء مشابه للحالة التي يكره الناس فيها صوتهم حين يسمعونه على آلات التسجيل. أيضاً في الصور، يرون انفسهم بشكل مختلف.

وفي النهاية يجب القول بأنّ كل ماتراه على الكاميرا ولو أنّه غير واقعي مئة بالمئة إلّا أنّه يبقى واقعياً أكثر من صورتك في المِرآة..

الجمال جمال الروح ..

مصدر المقالة:

هنا

مصدر الصورة:

هنا