الهندسة والآليات > التكنولوجيا

إضاءة المنازل بالنباتات المعدلة جينيا

تخيل أنك تمشي في شارع ليس فيه أعمدة إنارة كهربائية بل أشجارا مضيئة بدلا منها ! أو أنك تجلس لتسترخي في منزلك و تقرأ كتابا على ضوء صادر من إحدى النباتات المنزلية ! لسنا نتحدث عن فيلم Avatar أو أي فيلم خيالي آخر، قد يصبح الأمر واقعيا في السنين القادمة ... تعرفوا معنا على النباتات المضيئة في هذا المقال ...

على أمل إضفاء معنى جديد على تعبير «ضوء طبيعي»، أطلقت مجموعة من هواة التكنولوجيا الحيوية وأصحاب المشاريع خطّة تقضي بتطوير نباتات مضيئة، كتمهيد لاستحداث أشجار قادرة على استبدال مصابيح الشوارع، فضلاً عن أزهار توضع في الآنية وتشعّ بما فيه الكفاية لتسمح بالقراءة على ضوئها .

المزروعات المضيئة ، كما رأينا في فلم "avatar" عام 2008 كان هنالك مجموعة من المزروعات التي تبدو خيالية ، لكن الان هذه المزروعات لم تعد مجرد خدعة سينمائية .

عالم الأحياء الجزيئية "الكسندر كرتشيفسكي" في شركة st Louis" للتقانة الحيوية، قد طور نبات التنباك المعدل وراثياً الذي يضيء في الظلام كخطوة اولى نحو عالم تكون طرقاته و منازله مضاءة بتوهج الانارة من الحياة النباتية وليس بالكهرباء .

يقول "كرتشيفسكي":

انه لا نباتات مضيئة في الطبيعة في نفس الوقت الذي نجد فيه العديد من الأصناف المضيئة كالفراشات واليراعات والديدان المضيئة بالإضافة الى السمك المضيء.

النبات المسمى "starlight avatar" هو أول نبات مضيء. في الواقع كانت النباتات المضيئة موجودة في المخابر لأغراض بحثية لا أكثر، كانت هذه النباتات تحتاج لرشها بمواد كيميائية لتحقق اضاءة مؤقتة وضعيفة جدا او تكون مضاءة بالأشعة فوق البنفسجية وغالبا لا يكون الضوء المنبعث مرئيا بالنسبة للعين المجردة وإنما تحتاج لكاميرات خاصة لرؤيته.

لكن "starlight avatar" تضيء من ذاتها بدون مواد كيميائية أو أشعة فوق بنفسجية وهي مرئية للعين المجردة.

حيث أن الضوء المنبعث منها هو من طبيعة النبات، كالضوء المنبعث من اليراقات المضيئة وسيستمر على طول دورة حياة النبات ومن جيل إلى جيل.

"starlight avatar " التي تم تطويرها من أنواع معينة من نبات التنباك كانت تستخدم في الزينة.

تتم معالجة نبات التنباك بمواد بكتيرية من بكتيريا بحرية متوهجة، تنتج ذاتيا توهج محيطي خافت.

يقول موقع "bioglow" :

بينما يأخذ النبات سنوات من الدراسة والأبحاث، تخطط الشركة لمواصلة العمل لزيادة ناتج الضوء ويأملون ان يطوروا أنواعا تعطي الضوء الأصفر الدافئ والأحمر لأنها ستكون ظاهريا أنسب للاستعمال المنزلي.

وكذلك، يوما ما قد يصبح من الممكن صنع ورود بتلاتها تضيء بلون مختلف عن لون أوراقها أو نباتات يمكنها ان تعطينا أضواءً لتشير للتغيرات في مستويات التلوث أو الضغوطات البيئية الأخرى .

"Bioglow" ليست الشركة الوحيدة التي تطور مثل هذه التقنية، بل كان هناك مؤخراً حملة على موقع Kickstarter ألهمت الداعمين للمساهمة بمبلغ وصل إلى 484،000 دولار لتطوير بذور نباتات تضيئ في الظلام (و هو أكبر بكثير من المبلغ الهدف الذي كان يسعى إليه أصحاب الحملة و البالغ 65،000 دولار)، مما أثار نقاشا مثيرا للجدل حول مخاطر نشر بذور معدلة وراثيا للعامة وبشكل واسع .

لذلك قامت "kickstarter" بتعديل نظامها ليشمل القانون الذي ينص على منع تقديم هذه البذور المعدلة وراثيا كمكافئات للناس .

كرتشيفسكي يقول انا "bioglow" عقدت مزادا على الانترنت ل 20 نبات من نوع "starlight avatar" لأولئك الأشخاص الذين لديهم فضول لرؤية عجائب الإنارة بنفسهم .

حتى هذه المرحلة الباكرة ،"starlight avatar" مناسبة فقط للاستعمال الداخلي وتملك فترة حياة ل 2 او 3 اشهر أقل من المتوسط الخاص بلمبة بيئية ( لمبة توفير الطاقة ).

كما نعرف هناك العديد من الناس الذين يعتمدون على اللمبات الصغيرة (النواسات) لإضفاء جو رومانسي او لقراءة كتاب ، فهل يا ترى سنشهد استبدال هذه اللمبات بنباتات مضيئة يوما ما ؟؟؟

ننتظر ونرى ..........

المصدر: هنا