التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

لوحة"العازفات" في العملة السورية الجديدة

في متحف مدينة حماة الوطني تَتَموضع لوحة فُسيفسائية مشغولة بِمُكعبات حجرية دقيقة، بطول 4.25 أمتار وعرض 5.37 أمتار.

تمَّ العثور عليها في ستينيات القرن الماضي في قرية "مريمين" في ريف حمص، هذهِ التحفة الفنّية تعود إلى العهد الروماني(يُرجّح أنها تعود تحديداً إلى حقبة الإمبراطور فيليب العربي 244-249م).

قد تمعن النظر طويلاً على الخارطة لتجد تلك المدينة الصغيرة "مريمين" لكنّ تلك البقعة على صغرها اختصرت ما عُرِف عن تلك المنطقة من حضارة ورقيّ وازدِهار بَرهنتهُ اللُّقى الأثرية الّتي وُجِدت في تربتها.

واحدة من تلك اللّقى هي " لوحة مريمين" -نسبةً للمدينة التي وجدت فيها- أو "لوحة العازفات".

لوحةٌ لو كان لها فمٌ لنَطقت وأنشَدَت.. تُظهر سِتّةً من النساء يعزِفنَ على آلاتٍ موسيقيةٍ مختلفة، برفقتهنّ مَلاكَيْن مُجنّحين يُشاركان العازِفاتِ عزفهنّ.

مِن اليمين تظهر السّيدة الأولى تَتمايل بصنجين تحمِلهُما في راحتيها، تليها فتاة القيثارة، من ثم تلك الّتي تقف وراء منضدة تحمل ثمانية أوانٍ معدنية مُتماثلة الشكل، ومختلفة في منسوب المياه في داخلها. تقوم السيدة كما توضح الصورة بنقرهِنّ بواسطة قضيبين تحملهُما لتصدر أصواتاً موسيقيةً مختلفة.

تتموضع فتاة الناي في وسط الرسم تليها فتاة تعزف على لوحة المفاتيح الخاصة بالأرغن المؤلّف من أنابيب ذهبية بثلاثة أحجام مختلفة، أمّا الملاكين المُجنّحين فيقومان بالضغط بأقدامهم الصغيرة على قربتين جلديتين لكي تصدح أنغام الانابيب!(في هذا الخصوص تقول الدكتورة البلجيكية "دوشيسن جيلمان" أن لوحة "مريمين" ذات أهمية كبيرة، فقد زودت العلماء الباحثين بوثيقة فنية عن كيفية العزف على الأورغن في تلك الأيام").

أما السّيدة في أقصى اليسار، فيُرجّح كما توحي حَركتها على أنها المايسترو الناظم لتلك الفرقة الموسيقية •

المصادر:

هنا

- مقال صحفي للأستاذ همام كدر بتاريخ : 31 آذار 2009