الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

انفتاح القبائل المعزولة على العالم ليس بهذه البساطة

أُعلن على الملأ أواخر الأسبوع الماضي، عن حدث يخشاه العديد من علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) والباحثين في مجال الطب. القبيلة المعزولة في مقاطعة أكرا (Acre) في البرازيل والتي بقيت كذلك لفترة طويلة في غابات الأمازون، التقطت فيروس الإنفلونزا بعد أن اختارت طواعية الاتصال بالعالم الخارجي وفك عزلتها. يخشى بعض الباحثين، أن الأفراد المتواصلين حديثاً سينشرون فيروسات قاتلة لأفراد غير منيعين آخرين من قبيلتهم (لم يأخذوا لقاحات، أو لم يصابوا بها من قبل بسبب عزلتهم الطويلة).

بدأت القصة عندما ظهر للعيان أواخر الشهر الماضي، أفراد من قبيلة تقطن الغابات الواقعة على طول نهر أنفيرا Envira في البرازيل، حيث قاموا بغارة على قبيلة أخرى تعيش في قرية نائية لكن مستقرة، بعد هذه الحادثة تم الاتصال بأعضاء فريق مختص من مؤسسة FUNAI حيث قضى أفراده ما يقارب الـ 3 أسابيع معهم.

يشتبه الباحثون بأن هؤلاء الناس الذين تم التواصل معهم حديثاً هم قاطعوا أشجار غير قانونين وتجار كوكايين في جزء من وطنهم الأم الواقع في حديقة البيرو. التقط بعض الأفراد فيما يبدو فيروس الأنفلونزا من هذا الاتصال الأخير وفقاً لإعلان المختصين. من المحتمل أن يكون فيروس الأنفلونزا قاتلاً بالنسبة للقبائل المعزولة لأنهم لا يملكون مناعة ضده، وانتقال الفيروسات هو بالضبط ما أمل علماء الأنثروبولوجيا (الإنسان) والخبراء الطبيين تجنبه أثناء التواصل بين القبائل. فقد أثبتت حالات سابقة، أن التواصل كان مأساوياً على القبائل المعزولة بسبب نقل أمراض مثل الانفلونزا والحصبة التي أهلكت الأفراد.

قام فريق طبي حكومي بمعالجة أفراد القبائل الذين أصيبوا حديثاً وإعطاءهم التحصينات ضد الأنفلونزا. ولكن هؤلاء الناس رجعوا بعد تواصلهم وتسربوا مرة أخرى إلى موطنهم في الغابات، وهو ما يقلق العديد من الباحثين. الأمل فقط أن يستطيع المختصون إعطاء العلاج قبل أن ينتشر المرض إلى بقية القبيلة في الغابة، فالوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كانت ردة الفعل سريعة بشكل كافي لتجنب وباء كارثي.

بينما عمل المسؤولون الطبيون مع أفراد القبيلة، قامت مجموعة أخرى من الباحثين بتحديد مبدئي لثقافتهم: قد تكون القبيلة جزءاً من مجموعة أكبر هي شعب تشيتوناهوا Chitonahua. وهي قرية كبيرة قد تضم 40 - 100 قبيلة على طول نهر إكسينان (Xinane River)، وقد تم تصويرها جواً حيث أنها لا تقع بعيداً عن جنوب المنطقة حيث حدث التواصل. تشبه زينة الجسم وحلاقة الشعر عند أفراد هذه القرية تلك الملاحظة عند مجموعة الناس المتواصلين حديثاً. حيث يعتقد أنهم قد أتوا تحديداً من تلك القرية. قالت الجماعة المتواصلة حديثاً أنهم تعرضوا لهجوم عنيف من قبل الغرباء. قرية نهر إكسينان Xinane تقع على طول الطريق الرئيسية التي يستخدمها مهربوا الكوكايين، لذلك يشتبه أن مهربي المخدرات دفعوا هؤلاء الناس للخروج من أراضيهم.

يتمثل القلق الحقيقي الآن بالانتقال الفوري للأمراض، فمن المحتمل أن تكون القبائل قد التقطت أمراضاً أخرى كالملاريا أثناء التواصل. إذا كان الأمر كذلك، يمكننا تصور انتشار مسببات الأمراض المكتسبة حديثاً إلى أعضاء أخرى من القبيلة. تسعى بعض المنظمات الدولية غير الحكومية لدعم قبائل السكان الأصليين، فقد لا تتوفر موارد طبية كافية على الأرض القريبة في حالة وقوع الوباء.

يعتقد علماء الأنثروبولوجيا أنها حالة مثيرة للقلق، فقد سمعنا للتو عن واحدة فقط من العديد من التواصلات التي تجري في هذه المنطقة، إذا أخذنا في الاعتبار العدد الكبير لقاطعي الأشجار ومهربي المخدرات في تلك المنطقة، فمن الممكن أن يكون هناك ما قد يصل إلى ثلاثة أو أربعة آلاف فرداً من الناس المعزولين عن العالم الخارجي مع إمكانيات تواصل جديدة ضخمة.

المصدر:

هنا

الصورة:

هنا