البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

ناسا تخطط لزراعة نباتاتٍ على القمر

نعم، لقد قرأتموها بالشكل الصحيح أعزائي ، ناسا ستزرع نباتاً على سطح القمر، ونحن لا نتحدث هنا عن مشروعٍ سيرى النور في المستقبل البعيد بل نتحدث عن عام 2015. إن هذا المشروع قد يضاهي بأهميته مشاريع إرسال البشر إلى القمر، وأول نبتةٍ ستزرع هناك قد تكون صورتها راسخةً في الأذهان كصورة أول أثرٍ لقدم إنسانٍ على القمر. لكن، ما فائدة ذلك و كيف سنقوم به، ومن سيمول مشروعاً ضخماً كهذا؟ لنقرأ هذا المقال كي نهتدي إلى لجواب.

إن الجينات(المادة الوراثية) التي تملكها النباتات تتأثر وتتضرر بالقدر نفسه تقريباً الذي تتأثر وتتضرر به جيناتنا في حال تعرضنا لظروف القمر القاسية، وبالتالي فإن مشاهدة كيفية نمو النباتات هناك وكيفية انتاش* بذورها، ستعطينا تصوراً عن الكيفية التي يمكن أن نعيش بها نحن على سطح القمر، والعلماء هنا لا يتحدثون عن بقاء الإنسان هناك ليومٍ أو اثنين بل لعقود (طبعاً لن يعيش البشر في بيوتٍ عاديّةٍ على القمر بل في منازل مخصصة)، فعندما نزرع النباتات هناك ستتوضح لنا صورةٌ تشرح الفرص والعوائق التي تعترض نشوء حياةٍ على سطحٍ غير أرضي، أي أن نجاح هذه التجربة سيعطينا شعوراً بالاطمئنان بأننا قادرون على العيش على القمر.

لكن كيف سيتم ذلك؟ سيقوم العلماء بإرسال 10 بذور لنبات اللفت وعشر حبوب من نبات الريحان و100 حبة من نبات Arabidopsis ، وقد يتبادر إلى الذهن استفسارٌ عن سبب اختيار هذه النباتات دون غيرها!؟

السبب في ذلك بسيط، ذلك أن الكائنات الفضائية لا تحب هذه النباتات وبالتالي لن تأكلها! طبعاً أنا أمزح!

السبب في ذلك الاختيار يعود إلى أن أهمية نبات الـ "Arabidopsis" في التجارب لها ذات القدر من الأهمية لفأر التجارب في عالم الحيوان، تستطيعون تسميتها حتى "بنبات التجارب" إن راقتكم التسمية.

سؤالٌ آخر، كيف ستصل النباتات إلى القمر؟

حسناً، ستسغل "ناسا" مسابقة "Google" حيث أن هذه المؤسسة قد أعلنت عن منافسةٍ بين الشركات الخاصة تقومُ على إمكانية إرسال مركبةٍ إلى القمر والهبوط على سطحه بأمان، وهنا تأتي "ناسا" لتشحن هذه المركبات بعلبٍ صغيرةٍ تحوي بذور النباتات مزودةٍ بآلات تصويرٍ وحساساتٍ لمراقبة نموها (أي نمو النباتات) على سطح القمر وهذا سيخفض التكلفة كثيراً إلى مليوني دولارٍ فقط مقارنةً مع 300 مليون دولار لو أجريت هذه المهمة منذ عشرين عاماً فقط.

ستضع "ناسا" بذور النباتات في علبٍ مغلقةٍ مزودةٍ، كما قلنا، بآلات تصوير وحساسات، وعند وصول العلبة إلى سطح القمر يتم رش الماء والمواد المغذية (التي أضيفت إلى العلبة سابقاً)، ولكي تنجح عملية الإنتاش فإننا نحتاج إلى الضوء وسنكتفي هنا بأشعة الشمسة الساقطة على ضوء القمر. لدينا الآن كل ما نحتاجه لنمو النبات، ضوء، ماء وهواء ومواد مغذية، مع العلم أن كمية الماء والمواد المغذية ستكون كافيةً لفترة 5-10 أيام، ليست طويلةً جداً، لكنها ستعطينا تصوراً عن نمو الكائنات الحية في البيئة غير الأرضية والجاذبية المختلفة عنها، وبالتالي ــ كما ذكرنا سابقاً ــ تصوراً عن إمكانية حياتنا في هكذا ظروف.

و أنتم أعزائي و أصدقائي القراء، هل تعتقدون أن التجارب على هذه النباتات قد تعطينا المعلومات التي ستمكن أبناءنا أو ربما تمكننا من العيش على القمر؟!!

الحاشية:

الانتاش:النمو من البذور أو الأبواغ لإعطاء أفراد جديدة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا