البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية

ما الذي يحدث لجسمك عندما تقلع عن التدخين؟ وماذا لو لم تقلع؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

إذا كنت عزيزي القارىء تعرف أحد المدخنين أو كنت أنت ذاتك مدخناً، فستعرف بالتأكيد المصاعب الجمة التي يواجهها من يحاول الإقلاع عن هذه العادة المؤذية، ولكن هذه المرة سنتحدث عن الفوائد التي سيجنيها...

سنتحدث في البداية عمّا سيحدث للجسم عند الإقلاع عن التدخين:

بعد عشرين دقيقةٍ فقط من إقلاعك عن التدخين سيعود مستوى ضربات قلبك إلى الحد الطبيعي، وبعد ساعتين سيعود ضغطك الدموي إلى حالته الطبيعية (حيث أن النكوتين يبدأ بالاختفاء من الجسم)، لكن ولهذا السبب نفسه فإنَّ أعراض نقص النيكوتين ستبدأ بالظهور خلال 2-12 ساعة. تبلغ هذه الأعراض ذروتها بعد ثلاثة أيام فتشعر بالغثيان والصداع و وتعكر المزاج، لكنها ضريبةٌ بسيطةٌ –حسب ما أرى- مقابل التخلص من التدخين. في الوقت نفسه يعود مستوى غاز أول أوكسيد الكربون -الناتج عن التدخين- إلى مستواه الطبيعي.

إذا كانت إرادتك قوية واستطعت تجاوز هذه المرحلة، فستبدأ الأمور الجيدة بالظهور:

بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، فإنَّ السعال وقصر النفس وآلام الرئة أثناء الحركة، كل هذه الأمور ستبدأ بالتلاشي. وبالانتقال إلى المدى البعيد (بعد عدة أعوام) فإنَّ أخطارَ الإصابة بأمراض القلب إضافةً إلى السرطانات الأخرى تصبح نصف ما هي عليه عند المدخنين. وبعد خمسة عشر عاماً، ستصبح إحتمالية إصابتك بأمراض القلب مثل أي شخص لا يدخن، أمَّا إذا تركت التدخين قبل سن الثلاثين، ولم تكن من الذين يدخنون بشكلٍ شديدٍ -الأمر الذي قد يسبب الإصابة بالداء الرئوي المسد المزمن COPD- فإنَّك على الأغلب ستعيش حياة من لم يدخن أبداً!

جميل، أليس كذلك؟!

والآن، وإن لم تقتنع -عزيزي القارىء- بالفوائد التي ستجنيها عندما تتوقف عن التدخين، فسنتابع حديثنا في نفس الموضوع ولكن على أجهزة الجسم المختلفة:

• الدماغ:

إن التدخين يحرض الدماغ على إطلاق موادَّ كيميائية تسبب الشعور بالسعادة (نفس تأثير المخدرات كالهيروئين)، وبذلك فإنَّه يغير تنظيم المواد الكيميائية المسببة للفرح بنسبة اختلافٍ تصل إلى 20-30% عن غير المدخنين، ما يجعل دماغ المدخن يعتاد على الوضع الجديد ولا يشعر بالسعادة إلا عند التدخين. لكن وبعد عدة أيامٍ من الإقلاع عن التدخين ستبدأ هذه المواد الكيميائية بالعودة إلى مستواها الطبيعي، وبالتدريج ستستعيد قدرتك على الحصول على السعادة بالمجان.

• الرئتين:

الرئةُ عضوٌ مذهلٌ فهي تمتلك القدرة على إعادة بناء نفسها بسرعة، وبعد أن تتركَ التدخين مباشرةً تبدأ التهابات السبيل التنفسي بالانخفاض، وتعاود الأهداب (الشعيرات الصغيرة) التي تغطي الرئتين عملها، بعد أن كان عملها متوقفاً بسبب الدخان. هذه الأهداب التي تعمل كـ "جهاز لتنظيف الرئة" تجدد نفسها خلال أيام، وتعود للعمل بشكلٍ سليم خلال أشهر، وهذا ما يفسر لنا سببَ السعال بعد ترك التدخين، إذ إنَّه ينتج عن عملية "تنظيف الرئة".

• القلب:

يستعمل الناس أدويةً كالأسبيرين والستاتين وغيرها للتخفيف من خطر الإصابة بأمراض القلب. لكن الأطباء يقولون أنَّ الإقلاع عن التدخين أفضل من جميع هذه الأدوية في وقاية قلبك من هذه الأمراض، فبمجرد أن تتركَ هذه السجائرَ اللعينة ستعود أوعيتك الدموية للعمل بشكلٍ جيد، ما يخفف خطر الإصابة بهذه الأمراض.

• الأسنان:

بغض النظر عن الرائحة الكريهة التي يسببها التدخين، فالنيكوتين يؤدي إلى اصفرار الأسنان، إضافةً إلى وجود مادة كيميائية في السجائر تشكل طبقةً رقيقةً على الأسنان، هذه الطبقة تسمح للبكتريا بنخرها، وعندما تترك التدخين ستعود أسنانك بيضاءَ قوية، وستختفي رائحة الفم المزعجة. ماعليك سوى تنظيف أسنانك بالمعجون مرتين في اليوم، وشرب الكثير من الماء.

• الجلد:

الجلدُ قادرٌ على إخبارنا عن نمط حياة الإنسان وما يأكله ويشربه لذا فمن المنطقي أن يكونَ للتدخين أثرٌ ضارٌ عليه، فهو يسبب الأكزيما (التهاب واحمرار وحكة في الجلد)، ويسرع من هرم الجلد، فضلاً عن المواد الكيميائية الموجودة في السجائر كالكادميوم والزئبق والرصاص والأمونيا (غاز النشادر) وسيانيد الهيدروجين والفورم ألدهيد والقطران وأول أوكسيد الكربون التي توقف جميعها تدفق الدم إلى أنسجة الجلد، ما يحطم المواد التي تعطي الجلد المرونة كالكولاجين والإيلاستين، لذا تكون بشرة المدخنين أكثر تجعداً من غير المدخنين، ورغم أنَّ بعضَ آثار التدخين على البشرة دائمة، إلا أنَّ توقفكَ عن التدخين سيعيد لها شبابها تدريجياً.

أعتقد عزيزي المدخن أنَّك لا تملك سبباً لاستمرارك في التدخين بعد الآن، ففوائد تركه كثيرة ومضار الاستمرار فيه وخيمة، فاتركه ينشط دماغك وتتجدد رئتاك ويقوى قلبك وتبيض أسنانك ويستعيد جلدك حيويته...

المصادر:

بشكل أساسي:

هنا

وتمت الاستعانة بـ:

Nicotine."Microsoft® Student 2009 [DVD]. Redmond، WA: Microsoft Corporation، 2008.

Microsoft ® Encarta ® 2009. © 1993-2008 Microsoft Corporation. All rights reserved.

Encarta Dictionaries