الطب > طب الأطفال

تأثير العنف ضد الأطفال على نمو الدماغ

الطفل بمجتمعنا كان ويكاد أنو يبقى الحلقة اللي بيفرغ فيها البالغ غضبه وعقده الاجتماعية بالنفوذ والسيطرة، وأحياناً كتيرة وللأسف شهوته المريضة..

كلنا كنا نقول إنو هالشي ممكن يأثر ع نفسية الطفل لاحقاً ويسبّبله العدوانية أو العزلة وغيرا.. هاد شي واضح ومفروغ منو.. بس حدا فكر ليش هالنتائج هي وصلّا الطفل؟

بهاد المقال دراسة جديدة عم تحكي عن أثر سوء المعاملة تجاه الأطفال... مو بس الضرب والتعنيف والتحرش.. حتى سوء المعاملة العاطفي أو الاجتماعي.

بداية: ما هو العنف ضد الأطفال؟

هو كما عرّفته منظمة الصحة العالمية (WHO) تحت اسم "سوء معاملة الأطفال" ليشمل كل أشكال الإساءة التي من الممكن أن يتعرض لها الطفل سواء أكانت بإطار جسدي أم عاطفي أم تحرّش جنسي، حتى الإهمال (يحتل المرتبة الأولى)، أو أي استغلال آخر قد يهدد سلامة حياة وصحة و تطور وكيان طفل لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره.

وبحسب إحصائيات المنظمة فإن 20% من النساء و5-10% من الرجال قد تعرضوا للتحرش الجنسي خلال طفولتهم، بينما أقرّ 23% من الأفراد بتعرضهم للإساءة الجسدية فقط خلال طفولتهم.

أقرّت كل الدراسات السابقة بأن العنف ضد الأطفال قد يقود إلى تغيرات في بنية الدماغ تؤثر في تطورهم ونموهم الفكري والروحي، إلا أن الدراسة الجديدة قامت بتطوير الأساليب واللجوء إلى مزيد من الاستقصاءات لتأكيد شكوكها حول الموضوع.

قام فريق من الباحثين بتحليل بيانات 12 دراسة سابقة، وذلك باستخدام طريقة لتصوير الأعصاب تحدّد الفروقات في البنية التشريحية للدماغ بمقارنتها بين مجموعتين مستقلتين من الأفراد.

تضمنت الدراسة 56 طفلاً أو مراهقاً و275 راشداً تعرض للإساءة في طفولته، مقابل 56 طفلاً و306 بالغين لم يتعرضوا للعنف في طفولتهم، وهما المجموعتان اللتان ستقام المقارنة بينهما.

في البداية، تمكّن الفريق من تحديد حجم المادة الرمادية الدماغية لكل من المجموعتين باستخدام إحدى وسائل تصوير الأعصاب والتي تسمى (فوق التحليلية ثلاثية الأبعاد).

وبالمقارنة بين النتائج، لوحظ وجود تراجع شديد في حجم المادة الرمادية لدى المجموعة التي تعرض أفرادها لسوء المعاملة في طفولتهم مقارنة مع المجموعة الأخرى (وبشكل دقيق وطبي، فقد شمل التراجع مناطق: التلفيف الصدغي العلوي، الجسم اللوزي، التلفيف المجاور للحُصَين parahippocampal، التلافيف الصدغية المتوسطة، التلفيف الجبهي الخلفي الأيسر، والتلافيف خلف الشق المركزي).

كما لاحظ الفريق أن التراجع الأكثر ثباتاً في حجم المادة الرمادية لدى المعرّضين لسوء المعاملة كان في الأجزاء البطنية الجانبية على مقدّم الفص الجبهي، وفي المناطق الحُوفية الصدغية limbic temporal ، التي لها علاقة بالمعرفة والتعلم.

وأشار أحد الباحثين أن الشذوذات في التلفيف خلف الشق المركزي الأيسر وجدت فقط عند الأفراد الذين تعرضوا لسوء المعاملة في مراحل عمرية أكبر بالنسبة لأقرانهم.

ونظراً لأن تلك المناطق من الدماغ تتأخر في تطورها – بعد أن يتم التعنيف – فهذا يفسر امتلاك أغلب الضحايا تقريباً لقدرات معرفية متأخرة في تطورها وسيئة في أداء وظيفتها كما يجب.

ومن اللافت للنظر أن بعض المشاركين في الدراسة لم يخضع لأي معالجة دوائية سابقة تذكر بالنسبة للمشاكل الفكرية أو غيرها من الأمراض الجادة، مما ينفي أن تكون هذه الأذية الدماغية ناجمة عن تأثير دوائي، وإنما هي عائدة إلى سوء المعاملة الذي تعرض له الأفراد سابقاً فقط.

تقول إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة:

"نتمنى أن تفيد نتائج هذا البحث في تقليل عوامل الخطورة خلال مرحلة الطفولة، وأن نطوّر علاجاً يكون قادراً على إيقاف هذه التغييرات الحاصلة قبل الوصول للنتائج الكارثية لاحقاً".

المصادر: هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة: Ian Nolan via Getty Images