الطب > ‏معلومة سريعة‬

هل يمكن أن يخفف البوتوكس القلق والاكتئاب؟

تحتوي المنطقة بين الحاجبين من الوجه على العضلة المغضنة والعضلة الناحلة، وهما عضلتان تتواسطان العبوس، وبالنتيجة يكون لهما دور رئيس في التعبير عن المشاعر السلبية في الوجه، مثل الغضب أو الخوف أو الحزن، التي تسود على نحو كبير في الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب (1).

ولذلك، كان حقن الذيفان الوشيقي (BoNT) في المنطقة بين الحاجبين نهجاً علاجيّاً جديداً في علاج الاكتئاب، ولهذه الطريقة مزايا عدة، بما في ذلك قلة التأثيرات الجانبية (1).

فقد تبين أن استخدامنا لعضلات وجهنا في التعبير عن المشاعر يولد إشارات حسية معززة لهذه العواطف، لذلك فعند حقن عضلات معينة بالبوتوكس نعطي الوجه تعابير أقل سلبية، وأكثر إيجابية، عن طريق قطع هذه الحلقة الواصلة ما بين المشاعر والتأثير الإضافي الذي تضيفه العضلات عليها.

وعدا عن فوائده التجميلية، فإن البوتوكس يعزز العواطف الإيجابية، ويحسن السلوك الاجتماعي والنفسي، ويحد من القلق والاكتئاب، ولربما كانت هذه أحد أسباب الإقبال الشديد على هذا الإجراء(1).

وقد أظهرت تجارب سريرية أن حقن المنطقة بين الحاجبين بالبوتوكس يمكن أن يقلل أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، وبما أن المرحلة الثالثة من الدراسات لا تزال غير واضحة، لم يُسَجَّل علاج الاكتئاب بالبوتوكس بوصفه علاجاً معتمداً، ومع ذلك، على أساس المؤشر المسجل في علاج خطوط التجاعيد بين الحاجبين، يمكن اليوم استخدام البوتوكس في التحكم السريري بالاكتئاب، بعد أن ثبت أنه خيار مفيد للمرضى الذين لم يتحسنوا على نحو كاف، أو الذين عانوا من الآثار الجانبية للعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب.

ومع ذلك، فإن آليات العمل الفعلية لا تزال غير معروفة وهي موضوع بحث مستمر (1).

إن علاجاً واحداً لمنطقة بين الحاجبين بواسطة الذيفان الوشيقي (البوتوكس) قد يخفف -وخلال وقت قصير- الاكتئاب لدى المرضى الذين لم يتحسنوا بما فيه الكفاية بواسطة الأدوية السابقة تحسناً مستداماً، وهو يدعم فكرة أن الجهاز العضلي للوجه لا يعبر فقط عن حالات المزاج، بل ينظمها أيضاً(2).

وبناء على ذلك، يكشف تخطيط العضلة الكهربائية لدى المرضى الذين يعانون اضطرابات اكتئابية عن نشاط نسبي مفرط في عضلات المدوِّرة خلال نماذج الصور التعبيرية المختلفة، ويرتبط تنشيط هذه العضلات أيضاً بالإثارة النفسية والحركية في الاكتئاب ويسهم في ظهور ملامح الوجه الكئيبة(2).

والاكتئاب واحد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، والذي يسبب عبئاً عالمياً، إذ إن مضادات الاكتئاب والعلاجات النفسية هي الدعامة الأساسية لعلاجه، والتي لها فعالية محدودة، ولذلك فإن الأمر يتطلب الاستعانة بتوجهات بديلة لمنع الاكتئاب وعلاجه.

وقد أوضحت التجارب السريرية الحديثة والبحوث ما قبل السريرية أن الحقن المحيطي للأعصاب بالبوتوكس هو علاج سريع وفعال وآمن نسبياً لتحسين بعض أعراض الاكتئاب(3).

باختصار، تشير هذه الدراسات إلى أن العلاج بالبوتوكس هو تدخل فعال وآمن محتمل لإدارة الاكتئاب.

ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة أساسية تتعلق بالآفاق المستقبلية للعلاج بالذيفان الوشيقي، بما في ذلك السلامة، والفعالية، والعلاقات بين الجرعة والاستجابة، وتحديد المنبئات المحتملة للاستجابة، والآليات الدقيقة الكامنة وراء العلاج بالبوتوكس (3).

المصادر:

1- Wollmer MA, Magid M, Kruger THC, Finzi E. Treatment of Depression with Botulinum Toxin. Toxins (Basel) [internet]. 2022 [cited 2024 Feb 5];14(6):383. Available from: هنا

2- Wollmer MA, de Boer C, Kalak N,  Beck J, Götz T, Schmidt T, et al. Facing depression with botulinum toxin: a randomized controlled trial. Journal of Psychiatric Research [internet]. 2012 [cited 2024 Feb 5];46(5):574-581. Available from: هنا

3- Li Y, Liu T, Luo W. Botulinum Neurotoxin Therapy for Depression: Therapeutic Mechanisms and Future Perspective. Front Psychiatry [internet]. 2021 [cited 2024 Feb 5] ;12:584416. Available from: هنا