كتاب > ألـبومات

الأدب ينطق بلسان الفلسفة

"الروائيّون الممتازون العظام، هم الروائيون الفلاسفة - أي أضداد كتّاب البحوث ...وهم يعتبرون أنّ العمل الفنّي بداية ونهاية. إنّه حصاد فلسفة غير مُعبَّر عنها، تفسيرها وتنفيذها. لكنّه يكتمل فقط من خلال مضامين تلك الفلسفة" (1).

في يوم الفلسفة العالمي اخترنا لكم هذه الأعمال..

مِن ثائر متجهٍ نحو الحكم إلى حاكمٍ طاغية وبسقوط يليه موت ثمَّ حياة جديدة لثائرٍ آخر؛ يعزِّز جان بول سارتر في "الدوامة" فلسفته في كم أن الإنسان محكوم بالحرية ومقيدٌ تماماً بالمسؤليات النابعة منها (2).

"الأبواب المقفلة"؛ مصدر إحدى عبارات سارتر الأكثر شهرة: "الآخرون هم الجحيم"، تروي المسرحية قصة ثلاث شخصيات يجدون أنفسهم محاصرين في غرفة مقفلة غامضة، يكتشفون لاحقاً أنها  الجحيم.

ويؤكد سارتر ببراعة أن الجحيم ليس مكاناً محدداً بقدر ما هو حالة ذهنية، إنه الصراع الدائم من أجل أن يرى المرء نفسه شيئاً من وجهة نظر الآخر.

يفحص سارتر مسألة الوجود والجوهر وحرية الاختيار من خلال الشخصيات (3). 

إن مات الإنسان في ريعان الشباب أو في الثمانين من عمره! ما هو الفرق؟

هذا ما يفكر فيه ماسلو بطل رواية "الغريب" التي يقدمها ألبير كامو، بأقصى حالات الفلسفة العبثية التي من الممكن أن تودي بحياة الفرد إثرَ ذنب لم يرتكبه، دون الحاجة إلى أي محاولة ممانعة أو دفاع! فما المتوقع من إنسان لم يبكِ عند وفاة أمه (4)؟ 

"نهاية اللعبة"

مِن بيتٍ تسكنه أربع شخصيات، فيه نافذة تطلُّ على اللاشيء.. سيحكي لنا صمويل بكيت من خلال صراعهم مع الوقت والانتظار، فلسفة اللاجدوى بعبثٍ كان قد انتهجه، وتشاؤم تميز به، وبمنظورات مختلفة للموت والحياة والزمن (5). 

"كانديد أو التفاؤل" قصة فلسفية يقدم لنا فولتير من خلالها الشاب البريء

الذي ينطلق برحلة تشكل تجربةً تعليميةً عن الحياة والعالم.

ويعارض فولتير في روايته النظرية المتفائلة للفيلسوف لايبنتز والتي بموجبها سيكون عالمنا "أفضل العوالم الممكنة"، إذ رأى أن الإنسان لا يمكنه تحسين حالته إلا من خلال العمل؛ وهذا هو معنى قوله: "يجب أن نزرع حديقتنا"، ويصل كانديد إلى هذا الاستنتاج بعد رحلة اتسمت بالعديد من المصاعب (6).

المصادر:

1- كامو ألبير. أسطرة سيزيف. ت: زكي حسن أنيس. بيروت: دار مكتبة الحياة؛ 1983. ص 114-119-120. 

2- بول سارتر جان. مسرحية الدوامة. ت: الحسيني هاشم. بيروت: دار مكتبة الحياة؛ 1975. ص 168. 

3- بول سارتر جان. مسرحية الأبواب المقفلة. ت: الحسيني هاشم. بيروت: دار مكتبة الحياة؛ 1975. ص 100. 

4- كامو ألبير. الغريب. ت: آيت حنّا محمد. منشورات الجمل؛ 2014.

ص 144. 

5- بيكيت صمويل باركلى. مسرحية نهاية اللعبة. ت: شاوول بول. منشورات الجمل؛ 2014 . ص 94. 

6- فولتير. كاينديد. ت: ماري شقير ٱنا. بيروت: دار ومكتبة الهلال؛ 2005. ص 366.