كتاب > ألـبومات

القضية الفلسطينيَّة في الشعر العربي

شكلت القضية الفلسطينيَّة حافزاً قوياً لكثيرٍ من الشعراء العرب؛ فمنهم من أفرد لها القصائد الطوال، ومنهم من كانت منهجاً وقضيةً لحياته وأدبه، ومنهم من حرَّكت شجونه الأحداثُ الأليمة للكتابة عنها.

فكان أدب القضية من محطَّات الشعر العربي المهمة.

تابعوا معنا الألبوم الآتي..

نأتي..

بكُوفيَّاتِنا البيضاء والسوداء

نرسُمُ فوق جلدكمْ

إشارةَ الفِدَاء

مِن رَحِمِ الأيَّام نأتي كانبثاق الماءْ

من خيمةَ الذلِّ التي يعلكها الهواءْ

من وَجعِ الحسين نأتي..

من أسى فاطمة الزهراء..

مِنْ أُحُدٍ، نأتي، ومن بدْرٍ..

ومن أحزانِ كربلاء

نأتي.. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ..

ونطمسَ الحروفَ في الشوارع العِبريَّةِ الأسماءْ.. (1)

...وجاءَ أغرابٌ مع الغيابْ

من شرقِ أوروبا..

ومن غياهب السجون

فأتْلَفوا الثمارْ..

وكسَّروا الغصون...

وأشعلوا النيرانَ في بيادر النجوم

والخمسةُ الأطفالُ في وُجُوم

والليلُ في وُجومْ..

واشتعلتْ في والدي كرامةُ الترابْ

فصاح فيهم: اِذهبوا الى الجحيم

… وماتَ والدي الرحيم

… ماتَ والدي العظيم

في الموطن العظيم

وكفُّهُ مشدودةٌ شدَّاً إلى التراب… (1).

يا قدسُ.. يا مدينةَ الأحزانْ

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفانْ

مَن يوقفُ العُدوان؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديانْ

مَن يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجُدران؟

من يُنقذُ الإنجيل؟

من يُنقذُ القُرآن؟

مَن يُنقذُ الإنسان؟ (1)

إنها الحربُ!

قد تثقلُ القلبَ..

لكن خلفك عارَ العرب

لا تصالح..

ولا تتوخَّ الهرب!

لا تصالحْ

ولو وقفت ضدَّ سيفكَ كلُّ الشيوخ

والرجالُ التي ملأتها الشروخ..

لا تصالح..

فليس سوى أن تريد

أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ

وسواك.. المسوخْ! (2)

على هذهِ الأرضُ ما يستحقُّ الحياةْ: على هذه الأرضِ سيدةُ الأرضِ

أمُّ البداياتِ أمُّ النهاياتِ كانتْ تُسمَّى

 فلسطين.. سيدتي أستحقُّ الحياة (3). 

أحكي للعالم.. أحكي لَهْ

عن بيتٍ كسروا قنديلَهْ

عن فأسٍ قتلت زنبقةً

وحريقٍ أودَى بجديله

أحكي للعالم.. أحكي لهْ

كُنّا.. ما أجملَ ما كنا

يا بنتَ الجار.. ويا حنّا

كنّا.. فلماذا أعيُنُنا

صارت بالغربة مجبوله؟

أحكي للعالم.. أحكي لَهْ.. (4).

المصادر:

1. قباني  نزار. الأعمال السياسية. بيروت: منشورات نزار قباني؛ 1974. ص 37، 38، 163، 197، 198.

2. دنقل أمل. الأعمال الشعرية الكاملة.  بيروت: دار الشروق؛ ط 2. 2012. ص 328، 339، 340.

3. درويش محمود. ورد أقل. الأهلية للنشر؛ 2014.  ص 858.

4. القاسم سميح. ديوان سميح القاسم. دار العودة؛ 1987. ص 181- 182.